مبادرة سعود السبيعي لحل مشكلة 'البدون': قرارات شجاعة بعيدة عن فوقية البعض وطبقية البعض الآخر ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 21, 2011, 11:04 م 3001 مشاهدات 0
البدون بين الفوقية والطبقية
الثلاثاء 22 فبراير 2011 - الأنباء
«البدون» تلك القضية التي أعيت من يداويها كالحماقة تماما ليس لها دواء يستطب به، والسبب أن من يبحث عن علاجها لا يشعر بآلامها، لأن الألم وحده هو الباعث لإيجاد العلاج فالإحساس بالمشكلة هو دائما نصف الحل. وقضية البدون لم تجد من يشعر بها ولا من يحس بآلام أصحابها فبقيت كالكرة يتقاذفها اللامبالون والمتخاذلون ينظرون لها من زوايا مختلفة تتوافق مع أهوائهم اللاإنسانية، خلقوا من قضية البدون مشكلة مزمنة. في الوقت الذي يتناسل ويتكاثر أفراد البدون بشكل طردي وتزداد نسبة مواليدهم، فمع كل مولود تولد مشكلة والدولة بكل خبرائها وعلمائها لم تصل بعد الى حل جذري لإنهاء تلك المعاناة التي يعاني منها المواطن الكويتي قبل البدون أنفسهم.. نعم صحيح أن الدولة قامت بتشكيل لجان وعقدت الاجتماع تلو الآخر لإيجاد الحلول، ولكنها لم تصل بعد الى الحل الأمثل والعادل، فالأمور بخواتيمها واللجان بنتائجها. ولكن الأمر ظل معلقا فلا هم وصلوا الى نتيجة ولا هم أحسنوا الخاتمة. عشرون سنة منذ تشكيل اللجنة المركزية للمقيمين بصورة غير مشروعة، وستمضي عشرون سنة أخرى وتتوالد السنون مثلما يتوالد البدون في سباق محموم مع الزمن وستعود الأمور الى المربع الأول.
مخطئ من يظن أن جميع البدون يبحثون عن التجنيس، فالتجنيس بلا شك هو السقف الأعلى لمطالبهم، ولكن أكثرهم لا يريد سوى الحد الأدنى من حقوقه المدنية التي يتمتع بها نظراؤهم من الوافدين العرب وغيرهم من الجنسيات الأخرى.
بعض المسؤولين والمواطنين ينظرون الى المشكلة من منظور سياسي ويتحدثون عن اختلال التركيبة السكانية للكويت فيما لو تم تجنيس البدون، وهم بذلك يقفزون على قانون الجنسية الكويتي الذي أجاز تجنيس الوافد أيا كانت جنسيته ومدة إقامته في الكويت تحت بند الخدمات الجليلة، ولكن هذا النص القانوني يتم تجاهل تطبيقه على فئة البدون، لأن البعض لا يعتبرهم أصلا مقيمين ولا وافدين بل مجموعة شيطانية غازية تريد نهب الكويت وإقصاء الكويتيين بينما تناسوا أن الفلسطينيين كان عددهم قبل الغزو يتجاوز النصف مليون فلسطيني يتحكمون في مفاصل الدولة وكانت منظمة التحرير الفلسطينية لها من السلطة والنفوذ في الكويت ما لا يتوافر لأي كويتي مهما علا شأنه وعظم أمره ورغم ذلك تنكروا لأفضال الكويت وباعوها بثمن بخس ابان الغزو العراقي. بينما البدون شاركوا معنا في كل الحروب بدءا من حرب 67 وحرب 73 وساهموا معنا في مقاومة المعتدي المحتل وشاركوا معنا في حرب تحرير الكويت. والقلة منهم ممن ثبتت عليهم الخيانة فروا إلى العراق أو تمت محاكمتهم بعد التحرير. ولم يبق منهم إلا الذين لم تثبت عليهم أي قرائن جدية وأدلة يقينية تشكك في ولائهم للكويت.
لن أطيل ولن أخلع على البدون القدسية وأبرئهم من كل عيب ولكن العدالة تفترض إنصاف المستحق وتمييزه عن غيره لا أن نخلط الحابل بالنابل والمحسن بالمسيء حتى لا تفقد القضية عدالتها. لأنه لا حل أمام الحكومة مهما طال الزمن أو قصر الا بإيجاد الحل «مكره أخاك لا بطل». فلتكن البطولة الحكومية في المبادرة لإصدار القرارات الشجاعة البعيدة عن فوقية البعض وطبقية البعض الآخر.
سعود السبيعي
تعليقات