قادة الجيش الكويتي منذ النشأة حتى التحرير 3-7
محليات وبرلمانفبراير 21, 2011, 9:59 م 9517 مشاهدات 0
في سنوات لم تبتعد عنا كثيرا، بذل شهداؤنا الابرار أرواحهم فداء للوطن،و بمناسبة ذكرى تحرير الكويت من العدوان العراقي الغاشم، نتذكرهم بالإجلال والتقدير،عسى الله ان يتقبلهم بواسع رحمته. كما إن من الوفاء ان نذكر رجال آخرين يستحقون الثناء، حملوا لواء قيادة التشكيلات العسكرية الكويتية منذ ان كانت بسيطة العدد والعدة، حتى اصبحت جيشا محترفا نلتف حوله ونعتز به وبرجاله.
لن نصنع أبطال من فراغ، لكن مما لاشك فيه انه كلما تراجع عدد من نفتخر بهم من رموز وطنية ،كلما زادت شريحة من تزيدنا افعالهم إحباطا، فيتسلل القنوط،الى نفوسنا ومعها يختفي الاحساس بالعزة الوطنية.
زمن التحولات العسكرية الكبرى
ولد الشيخ عبد الله المبارك الصباح في 1914م و شارك في حراسة بوابه الشامية وعمره 12 عاما.ثم تسلم إمرة الجيش الكويتي في عام 1949م، عندما كانت قوة الحدود والأمن تحت أدارة واحد معنية بالأمن الداخلي والخارجي. و تم فصل الأمن العام عن قوة الحدود في1953م حيث تم تعيينه قائدا للجيش، فوضع اللبنة الأولي في أنشاء القوة الجوية الكويتية من خلال نادي الطيران الكويتي للهواة عام 1953م. ولمواكبة التطورعمل على تزويد الجيش بالاسلحه الحديثة، وأدرك بثاقب نظره وقتها أهميه التعاون العسكري مع بريطانيا كورقة ردع ضد الإطماع العراقية،و في ذاك الوقت تم شراء أنواع كثيرة من الأسلحة من الدبابات والمدافع والطائرات بمختلف أنواعها. وتم في عهده إرسال العديد من الضباط للتدريب في الخارج. كما تم خلال فترة قيادته أنشاء حرس الحدود كقوات صفوة متميزة ، و تم انشاء الورش العسكرية بقيادة يعقوب البصارة . ثم تم انشاء اللواء السادس كأول وحدة مقاتلة عام 1959 م. وقد أثبتت أزمة قاسم 1961م أن عبدالله المبارك هو الاب الروحي للمؤسسة العسكرية الكويتية الحديثة دون منازع، فقد وجدنا أن الجيش الكويتي بالرغم من صغر حجمه كان يملك أسلحة متقدمة وفعالة مقارنة بجميع دول الخليج العربي. فقد كانت أنواع الأسلحة بالجيش الكويتي أفضل بكثير من تسليح قوات الجامعة العربية التي وصلت لنجدتنا وكان ثقلها السياسي اكبر من ثقل تسلحها او حتى كفاءتها وبالأخص في مجال الطائرات والدبابات والمدرعات والمدفعية .[1]
قادة الجيش الكويتي بعد الاستقلال
الشيخ محمد الأحمد الجابر الصباح 1909-1975م هو أول وزير للدفاع في تاريخ الكويت ، حيث تسلم حقيبة وزارة الدفاع من عام 1962 - 1964 م وهي فترة زمنية قصيرة لكنها مهمة، فقد خرجت الكويت من أزمة عبدالكريم قاسم 1961م حين أراد اجتياح الكويت واحتلالها ،وكانت الدولة في بداية تنفيذها للنظم الإدارية الجديدة ، وقد ساهم في إحداث نقلة نوعية في سلاح الطيران، ففي عهده دخلت الكويت عصر الطائرات النفاثة بعد شراء طائرة الهوكر هنترالبريطانية Hawker Hunter .بالاضافة الى طائرات الجت بروفست JetProvest وطائرات الكاريبو الكندية،بل إن صقور الكويت قد حققوا في ذلك الزمن أنجاز كبير حيث استطاع المقدم صفر معرفي بطائرته أختراق حاجز الصوت في سماء الكويت لأول مرة في عام 1963م. كما تم في عهده تحديث القوة البرية الكويتية وتزويدها بأسلحة شملت مدفع الكومبات وصواريخ الفجيلانت المضادة للدروع[2].كما تم في فترة استلامه لأهم الوزارات في الدولة بعد الاستقلال الانتقال إلي مطار الكويت الحالي .
الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح 1930 -2007م هو ثاني وزير للدفاع في تاريخ الكويت 1964- 1978م. وأول عسكري يتولى الوزارة، فقد تخرج من كلية هاندن العسكرية البريطانية و تولى منصب نائب رئيس الأمن العام 1959م. وقد عاصر وهو وزير للدفاع الاحداث الجسام التي شكلت الجيش الكويتي، وكان رجل الكويت العسكري الاول في حرب 1976م ضد العدو الاسرائيلي اثناء الدفاع عن التراب العربي.كما غامر بحياته ليرأب الصدع في جدار التضامن العربي اثناء اقتتال الفلسطينيين والاردنيين اثناء احداث ايلول الاسود 1970م،كما كان قلبا وجسما على حدود الكويت اثناء الاعتداء البعثي على الصامتة 1973م ،ومع ابناء الكويت طول حرب الاستنزاف بين العرب واسرائيل حتى تم النصر في 6 اكتوبر1973م .و للشيخ سعد العبدالله الصباح كوزير للدفاع الفضل في أكبر عمليات تحديث وتطوير يشهدها الجيش الكويتي،حيث قام بجولات عدة لعقد صفقات تسلح للجيش الكويتي ولتعزيز قدراته الدفاعية،وقد شملت انجازاته إنشاء مجلس الدفاع الأعلى والكلية العسكرية، وانشاء الالوية البرية،والدفاع الجوي، و القواعد الجوية ،وتم انشاء القوة البحرية،ودخلت الخدمة ناقلات الجند إم113، ودبابات الشيفتون والفكرز، ومدفع الهاوتزر الفرنسي،المدفع الاميركي M109A2،وصواريخ اللونا،الروسية،وطائرات سترايك ماستر واللايتننغ والميراج وسكاي هوك وطائرات الهليوكبتر بيل وغزال وبيوما، وطائرة النقل هيركوليز، وصواريخ الهوك وسام 7،ومدافع الاورليكان والهسبانو. كما تغير في عهده تشكيل وزارة الدفاع والمؤسسة العسكرية وتحولت من نظام الشعب الى نظام الهيئات والمديريات.
ولاستحالة أن يكون في زمن الحرب والدمار شكل من أشكال الحكم غير الاستبدادي، كانت روما الجمهورية ومجلس شيوخها تختار دكتاتورا يسيطر على كل السلطات حيث تمنحه صلاحيات استثنائية حتى زوال خطر الحرب واثارها ويسمى الحاكم العرفي او الحاكم العسكري،إلا أن الامير الوالد سعد العبدالله تولى آخر مناصبه العسكرية وهو منصب الحاكم العرفي للكويت بعد تحريرها من الغزو العراقي الغاشم1991م وأدارها كما يدير الوالد الحنون شئون أسرته لا كقيصر من قياصرة الحرب
يتبع غدا بالجزء الرابع ....أول رئيس أركان للجيش الكويتي .
----------------------------------------------------
[1] .صبر السويدان وظافر العجمي ،تاريخ الجيش الكويتي الطبعة 2، 2000م، ص25-26.
[2] . السويدان و العجمي ،نفس المصدر ،ص.237-242.
رابط الجزء الأول : قادة الجيش الكويتي منذ النشأة حتى التحرير 1-7
رابط الجزء الثاني : قادة الجيش الكويتي منذ النشأة حتى التحرير 2-7
تعليقات