مثلما هناك 'بدون' يستحقون التجنيس فوراً، فإن هناك آخرين لا يستحقون، لكن ذلك لا يعني أن نحرمهم حتى من تمتعهم بإنسانيتهم على الأقل.. رأي سعد العجمي

زاوية الكتاب

كتب 2839 مشاهدات 0


 

... وإنّ البدون...لا بواكي لهم !

سعد العجمي


قضية 'البدون' لا تحل بالعناد، ولا وفق سياسة لي الذراع أو اقتناص الفرص، وهذه الحقيقة يجب أن يدركها إخواننا 'البدون' قبل غيرهم، لأن قضيتهم معقدة تداخلت فيها عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية وأمنية، مثلما دخلت معهم شرائح لا تمت لفئة 'البدون' بصلة.
قلنا سابقا وسنظل نقول إن مشكلة 'البدون' قنبلة موقوتة وكرة ثلج تكبر مع مرور الوقت، وهي أشبه ببرميل بارود قد يثور في أي لحظة، وقد تعجل من ثورته ممارسات حكومات متعاقبة استمرأت التخبط وعدم الجدية في حل هذه المشكلة، التي إن بدت في ظاهرها معقدة، فإن حلولها أسهل مما يتخيل البعض.
عندما يعيش بيننا شخص قاتَل هو أو أبوه في الحروب العربية وحرب التحرير تحت علم الكويت ولم يحصل على الجنسية، وعندما يكون هناك إنسان حاصل على إحصاء 65 وظل 'بدون' حتى يومنا هذا، وإذا كان هناك من عمل في القطاع النفطي منذ اكتشاف النفط وبقي على تراب هذه الأرض حتى هذا اليوم ولم يصبح كويتياً بعد، فهذا يعني أننا أمام كارثة حقيقية ومظلمة عظمى سيحل بنا عقابها ولو بعد حين.
وعندما تقول الحكومة إنها جادة في حل مشكلة 'البدون' ثم تعين أحمد المليفي عضواً في اللجنة التنفيذية لـ'البدون'، وهو الذي وصفهم بأنهم أتباع صدام وأذناب البعث، فهي تثبت أنها تريد تعقيد المشكلة وليس حلها، وبمناسبة اللجنة التنفيذية لو كنت مكان المليفي والفضالة لتقدمت باستقالتي من عضويتها بعد هتافات 'البدون' ضدهما خلال التجمهر الذي تم في منطقة تيماء، خصوصا أن لهما رأياً وموقفاً معلناً من 'البدون' منذ فترة طويلة.
مثلما هناك 'بدون' يستحقون التجنيس فوراً، فإن هناك آخرين لا يستحقون، لكن ذلك لا يعني أن نحرمهم حتى من تمتعهم بإنسانيتهم على الأقل، فلا تعليم ولا طبابة ولا عقود زواج ولا توظيف ولا غيرها من الحقوق الدنيا من الإنسانية لأي روح بشرية تعيش على هذه الأرض.
'البدون' خلال التظاهرة رفعوا علم الكويت، وحملوا صور سمو الأمير وولي العهد حفظهما الله، ورددوا النشيد الوطني، وهتفوا بعبارات مثل: 'الله... الوطن... الأمير'، لكنني كنت أتمنى أن تقف مظاهرتهم عند حد التعبير عن الرأي والمطالب دون التصادم مع قوات الأمن، لأن من يتصيدون على هذه الفئة كثر وسيستغلون الحادثة لتشويه صورة 'البدون' والإساءة إليهم، وهو ما تم بالفعل من خلال ردة الفعل التي رصدناها للبعض حتى الآن.
بين وعود حكومية وشعارات انتخابية للنواب، ضاعت قضية 'البدون'، ومادامت النظرة إليهم هي نظرة الشك والريبة، وليست نظرة الشركاء في الوطن فإن القادم هو الأسوأ على الصعد كافة، خصوصاً أن هناك أجهزة رسمية عقّدت من هذه المشكلة عبر تصنيفات غير دقيقة لـ'البدون' أو لأقربائهم توضع في ملفاتهم بهدف عرقلة تجنيسهم أو الضغط عليهم.
فرص كثيرة لاحت على مدى أربعين عاماً لإنهاء هذه القضية لكنها لم تستغل لأسباب لسنا بصدد التذكير بها، فهي معروفة لدى الجميع، واليوم تلوح فرصة أخرى يجب علينا ألا نفوتها لإيجاد حلول جذرية للمشكلة، شرط أن يدرك الإخوة 'البدون' أن الرسالة قد وصلت بعد تجمعي تيماء والصليبية، وأن هناك من قال 'فهمناكم' حتى لو لم يسمعوا هذه الكلمة، وعليهم التوقف فوراً عن تنظيم الاعتصامات والتجمعات لأن استمرارها سيضر بقضيتهم من حيث التوقيت على الأقل بسبب الأوضاع الإقليمية المتوترة التي تمر بها المنطقة.

***

مجموعة من النواب، وكذلك محمد باقر المهري برروا ضرب النواب والشعب في 'ديوان الحربش' بأنه نتيجة لعدم الامتثال لتعليمات لولي الأمر، بينما انتقدوا تعامل قوات الأمن البحرينية مع المتظاهرين هناك رغم أن العاهل البحريني أمرهم بعدم الخروج إلى الشارع! قاتل الله ازدواجية التعامل والكيل بمكيالين، وقبل ذلك وبعده قاتل الله الطائفية والنافخين فيها.

 

 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك