أخيرا نطق أبوالهول' يقصد الحكومة، عبداللطيف الدعيج يرى أن اعلان الحكومة رفضها القاطع لاسقاط القروض تأخر كثيرا كان من المفروض ان يكون معلنا قبل ان يحشد النواب خلفهم الاعوان ومن غرروا بهم

زاوية الكتاب

كتب 869 مشاهدات 0



ونطق أبوالهول 

  بقلم: عبداللطيف الدعيج
اخيرا، تحركت الحكومة ونطق مجلس الوزراء. ومع ان التحرك جاء متأخرا جدا جدا، ويكاد يكون في الوقت الضائع، الا ان عرض الموقف الحكومي، ولو حتى في آخر لحظة، له ايجابيات كنا نتمنى وكان من الضروري ان تتحقق مبكرا. اعلان مجلس الوزراء رفضه القاطع والحاسم لاسقاط القروض كان من المفروض ان يكون معلنا قبل شهور. قبل ان يحرض الطامعون في اسقاط القروض النواب وقبل ان يحشد النواب خلفهم الاعوان ومن غرروا بهم، كثيرون، ولو انهم لا يشكلون ظاهرة حسب ادعاء الحكومة، توقفوا عن سداد مديونياتهم على امل ان يسقط النائب بورمية كما وعد القروض، وكثيرون ايضا اقترضوا خوفا من ان تفوتهم فرصة الاستحواذ الثمينة.
اسقاط القروض ليس مشكلة مالية كما يطرح الكثيرون، ولا حتى قضية قانونية او دستورية بسبب عدم عدالتها، ولكنها تدمير لما تبقى لإنسانية المواطن الكويتي، واغتيال متعمد لذاته واستلاب لارادته وتشويه لادواره الوطنية في التنمية والبناء. من الممكن تعويض المال، ومن السهولة على محترفي التبرير الدستوري والقانوني ايجاد مخارج للشبهات الدستورية والقانونية المصاحبة لالغاء القروض، ولكن من الصعب او هو من المستحيل استعادة الشخصية التي زعزعت، والهوية التي شوهت والارادة التي سلبت. ان الاضرار الحقيقية لمطلب اسقاط القروض تكمن اساسا في جوانبها الاجتماعية والسياسية التي تخلق مشكلات وظواهر لا قبل للمال بمعالجتها.
حسنا فعلت الحكومة حين نطقت، ونتمنى ان تكون هذه المبادرة سياسة دائمة تستبق فيها الحكومة الشارع قبل المجلس في التصدي للقضايا، وفي شرح موقفها مما يدور وفي تنوير الجميع بموقف مسؤول بتبعات وحسنات ومساوئ ما يطرح من قضايا ومطالب. وستكون مبادرة الحكومة اكثر فاعلية وتاثيرا في جلسة علنية تتولى فيها شرح القضية كاملة للمواطنين مباشرة، اذ لا يكفي ان يقتنع اعضاء مجلس الوزراء او اعضاء مجلس الامة بل الاهم ان يقتنع المواطن بان الحكومة مثل المجلس تسعى لتحقيق مصلحته والحفاظ على حقوقه، وقبل كل هذا هويته وذاته التي هي الاغلى من كل المداخيل.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك