معظم الذين يثيرون البلبلة خارج نطاق البرلمان، هم ــ بالتعبير العامي ــ مرتاحون ماديا.. هذا مايراه عبدالعزيز التويجري

زاوية الكتاب

كتب 2339 مشاهدات 0



الناخب يريد إسقاط النائب! 

كتب عبدالعزيز التويجري : 

 
منذ أيام لفتت نظري على الـ«فيسبوك» عبارة طريفة ومعبرة، كتبتها إحدى المتصفحات، تقول: «الثورة ليست موضة».
ولنتفق منذ البداية على أن الثورة حق مشروع لأي شعب يشعر بالظلم والاضطهاد والغبن والفقر، وبالفساد، وهذا من شأنه أن يحدث لدى شعوب جرّبت كل وسائل الإصلاح مع نظامها، ولكن دون جدوى، وجرّبت كل الوسائل الدستورية المتاحة في المساءلة، ولكن أيضاً دون جدوى، عند ذلك سيتحوّل العمل من محاولة إصلاحية يائسة إلى حل جذري (راديكالي).
أما الشعوب التي لديها وسائل ديموقراطية وقنوات دستورية متاحة فإنها بإمكانها التعبير من خلالها، وتستطيع انتزاع الحقوق دون أن تجرح اصبع متظاهر واحد، فالأجدر لها أن تتبع هذه السبل، لأن الغاية من التظاهر والاحتجاج هو «العنب وليس قتل الناطور»، الا اذا كان الناطور فاسدا بما لم يعد ينفع معه اي محاولة للإصلاح والاستجابة، فعند ذلك تكون مغادرته أصلح للحقل وللناس.
وبالتوازي مع هذا المنطق، فإن إثارة البلبلة وفتح «دكاكين» الاحتجاجات الجانبية، في بلد ديموقراطي لديه مكان دستوري مجهّز منذ الستينات للاعتراض وإبداء الرأي والاحتجاج والاستجواب وطرح الثقة، فأي محاولة لجر الصخب إلى الشارع تعني أحد أمرين:
ــــ إما أن هناك أشخاصاً يريدون للفوضى أن تسود لتمرير مصالحهم بالضغط غير المشروع على الدولة، من خلال استعراض عضلاتهم الفئوية، وإظهار حجم عددهم للترهيب.
ــــ أو أنه نوع من الترف الثوري، وهو يصيب عادة الشعوب التي تحصل على كل مطالبها، وتعيش على حساب الحكومة، ومن جيب المال العام، وبالتالي يشعر المواطن بالملل، فيبحث عن وسيلة غير حضارية وغير مشروعة للتعبير عن سبيل التسلية، وحتى وإن كان الأمر يتعلق بمقدرات الوطن، وعلى حساب التنمية.
معظم الذين يثيرون البلبلة خارج نطاق البرلمان، هم ــ بالتعبير العامي ــ مرتاحون ماديا، وأقل واحد منهم لديه مشروعه الخاص أو استثماراته، وله مكاسبه المادية التي حققها من وراء العمل السياسي، وبالتالي فهو من يجب أن يحاسَب، بأن يشكل الناخبون لجنة «حكماء» هدفها إسقاط النائب الذي استعار صوتهم ليصرخ به في الشارع.
في الدول التي يعيش فيها المواطن على حساب الحكومة، يعمل قليلاً وينفق كثيراً، ويقترض ثم يطالب بإسقاط القروض فإن عليه أن ينتفض على.. المعارضة!
***
ومضتان:
• إذا أردت أن تعرف الدولة المقبلة على إسقاط نظامها، فعند قناة «الجزيرة» والقائمين عليها الخبر اليقين، أو ما عليكم إلا إرسال رسالة نصية لرقم «000» وإدخال كلمة «إسقاط».
***
• إحدى المدارس الخاصة، التي تحصّل رسوما باهظة من الطلبة، تريد أن تحتفل بالأعياد الوطنية على حساب الطلبة، فطلبت منهم رسوما لتزيين المدرسة، هل الوطنية أن تكرم من جيب غيرك؟! وهل يستخسر صاحب المدرسة بضعة دنانير للاحتفال بيوم عظيم كهذا؟!

عبدالعزيز التويجري

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك