أنظمة المنطقة جاهدت ل'تلزيق' فرعون مصر بكرسيه.. زايد الزيد مواصلا سرد ثورة شباب مصر العظيمة
زاوية الكتابكتب فبراير 16, 2011, 2:01 ص 2837 مشاهدات 0
إنها مصر أيها الأغبياء
زايد الزيد
سبحان الله ،،
لم يفصل بين أول قرار اتخذه فرعون مصر ، بعد اندلاع الثورة العظيمة ، والذي تمثل بتغيير أقل من نصف عدد أعضاء حكومته ، وبين آخر قرار له ، حينما غادر قصر الحكم ، لآخر مرة وبلا عودة ، لم يفصل بين القرارين سوى 14 يوما ! أسبوعان فقط فصلا بين تنازل ضئيل جدا ، ومغلف بكل عنجهية ، وبين أكبر تنازل يمكن أن يقدم عليه حاكم !!
سبحانك رب العزة ، تعز من تشاء وتذل من تشاء ..
نعود للحديث المشترك مع الصديق الزميل حسن فتحي ، وكنا قد توقفنا في المقال السابق عند الحديث المتفائل جدا للصديق أبي محمد عندما كان يراهن بكل ثقة على عودة التظاهر والتجمع في ميدان التحرير بكثافة ستفوق حتى تجمع ' جمعة الرحيل ' ، وكان حديثه ردا على التشاؤو الذي ابديته ، بعد أن شاهدت أضعف حضور في ميدان التحرير في يوم السبت الذي أعقب ' جمعة الغضب ' !
وفعلا جاء يوم الأحد ( الشباب أسموه بأحد الشهداء ) وكان الميدان مليء بالمتظاهرين وكذلك اليوم الذي تلاه ، أما الثلاثاء فجاء مميزا ( أسموه ثلاثاء الصمود ) حينما انتشرت الاضرابات العمالية والمهنية في كل أرجاء المحروسة ، الأمر الذي شكّل تطورا نوعيا لافتا في مسيرة الثورة ، أما يوم الأربعاء فكان - في تقديري - هو اليوم الحاسم للثورة ، ذلك أنه كان يوما بلا تسمية ، ومع ذلك جاءت التجمعات فيه حاشدة وبلغت أكثر من مليوني متظاهر في الميدان وحده ، من هنا عرف الجميع أن فرعون مصر ونظامه ساقطون لامحالة ، وفي أية لحظة !!
فعاد الصديق أبومحمد ليذكرني بما قاله قبل أيام والفرح والبهجة تملآن كل جوارحه ، وأكد أن النهاية باتت وشيكة ، فقلت له : بل تقصد أنها البداية ! لم يمض سوى يومان حتى قرر فرعون مصر الهرب منها !! فأسدل الستار على واحد من أشد الأنظمة القمعية في المنطقة العربية ..
خلال تلك الأيام تبين أن عددا من أنظمة المنطقة ، اختلفت بشكل شديد مع الادارة الأمريكية التي تكررت مطالبها لمبارك منذ بداية اندلاع الثورة ، بضرورة المسارعة باتخاذ خطوات اصلاحية جادة ، وحينما قرر مبارك في خطاب له الاستمرار في الحكم حتى سبتمبر المقبل ، أي حتى انتهاء مدة ولايته ، قالت الادارة الأمريكية في اليوم التالي : ' أن التغيير الذي نقصده يفترض أن يكون قد بدأ يوم أمس ، وليس سبتمبر المقبل ' ، في إشارة اعتبرها الكثيرون دعوة صريحة منهم لمبارك بالتنحي ، وهنا بلغت خلافات تلك الأنظمة مع الأمريكان ذروتها ، و تمسك تلك الأنظمة بمبارك ليس حبا فيه ، بقدر ماهو دفاع عن وجودها ، من خلال ما يمكن أن نسمها بعملية ' تصعيب أو تعقيد أو عرقلة ' اسقاط الأنظمة ، حتى لاتكون المسألة أشبه بلعبة ممتعة لدى شباب دول المنطقة ، ما أن تنتهي من نظام حتى تسقط الآخر !! لذا فإن أنظمة المنطقة جاهدت ل' تلزيق ' فرعون مصر بكرسيه أطول مدة ممكنة ، لكن قوة التغيير التي يملكها شباب مصر العظيمة ، كانت أقوى من كل هذا ، ومن يدقق في يوميات الثورة المصرية ، يتأكد من هذا النهج ، فحتى يوم الخميس الماضي حينما قرر الفرعون تفويض نائبه بصلاحياته ، كانت جهود ' الإلصاق ' مستمرة ودؤوبة ، لكنها الثورة ، وأي ثورة ؟ ثورة مصر العظيمة أيها الأغبياء ، فبعد أقل من 24 ساعة على قرار التفويض ، جاء قرار الهرب ، فاتعظوا يرحمنا ويرحمكم الله ..
وللحديث بقية ..
تعليقات