إسقاطات ثورة مصر على الكويت من نواف الفزيع ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 15, 2011, 10:47 م 2497 مشاهدات 0
إسقاطات ثورة مصر على الكويت
كتب , المحامي نواف سليمان الفزيع
(غيّر المصريون العالم) من خطاب باراك أوباما الأخير.
شكراً للمصريين فلقد غيّروا عالمنا العربي من خلال ثورتهم هذي.
سحب القضايا الخاصة بالمرئي والمسموع وسحب طلب التفسير للمحكمة الدستورية ووزير داخلية جديد، فهل نقول أيضاً كما قال عمنا أوباما «غيّر المصريون العالم»؟
قد تكون هذه جزءاً من خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها في نظرنا غير كافية.
الحكومة أشعلت شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام وكذلك نريد لشعلة المعارضة أن تستمر في الاشتعال وفي الاتجاه الأصح.
لا نريد أن تكون رؤية أي معارضة في الكويت محصورة كما في السابق على حصانة نائب أو قذف لكاتب بل نريد المعارضة في صورة أكبر وأكثر أثراً.
من يقود المعارضة اليوم؟ قد يملك خطابي ناجح ذو كريزما خطيرة كالنائب مسلم البراك ويملك برلماني محنك كالنائب أحمد السعدون، لكن مشكلة معارضتنا أنها لا تملك رؤية استراتيجية متكاملة لما تريد على مدى سنين طوال لأعلى مدى دورة انعقاد للبرلمان.
لأن النواب هم المعارضة وهم القيادة السياسية للمعارضة نعتقد أن انشغالهم بالمحافظة على الكرسي قد يجعلهم في حالة من عدم الثبات على المواقف.
لهذا الأمر الحكومة ذكية في رصد الحالة النفسية للنائب وتعاطيها في فترات معينة من الخوف على كرسي المجلس، فدائماً الحكومة في مد وجزار في عصا وجزرة مع المجلس.
نعم هذا تخطيط لمستشاري الغفلة لدينا وهم معنيون ببقاء الحكومة مهما كان الثمن لا مستقبل البلد وكيفية تحقيق النماء لمواطنيه.
في شد قد يخرج الشمالي وزير المالية ليرفض زيادة الرواتب وفي ارتخاء تصدر قرارات بزيادة الرواتب، فما الذي تغير هنا وهناك؟
في شد يحبس فلان وفلان وفي وقت آخر يفرج عنه فما الذي تغير هنا وهناك؟
ما نعرفه أن لا للحكومة كما لا لنواب المعارضة رؤية في إدارة البلد والشاهد الأقوى في ذلك تلك التناقضات مرة يريدون الذهاب للمحكمة الدستورية لتفسير نص مادة ثم يتراجعون عن ذلك، مرة يرفضون الزيادات ليتراجعوا عن ذلك، مرة ترفع القضايا ثم تسحب، مرة يرفضون استقالة وزير الداخلية ثم يقبلونها.
لهذا نقول لكل لسان معارض في المجلس لا نريد تهدئة لكن نريد تصعيداً في الاتجاه الصحيح.
نريد إصلاحات سياسية أو المطالبة فيها والتدرج بالتصعيد لها.
أين «إلا الدستور» والتكتل الشعبي وتحالف الإسلاميين من قانون لاستقلال القضاء والمطالبة فيه؟
أين هم من تعديل لقانون المناقصات يمنع إخلالات وتلاعبات كما في جسر جابر؟
أين هم من تعديل لقانون ديوان المحاسبة يسمح بصلاحيات أكبر للديوان في رقابته ويشدد بالعقوبة على كل ممتنع أو متراخ قصداً أم عمداً من الإبلاغ عن أي مخالفة للنائب العام بنصوص واضحة ومجددة لما ورد في قانون حماية الأموال العامة؟
بل أين نواب المعارضة من قانون جديد للانتخابات ينشئ هيئة مستقلة للإشراف عليها بعيداً عن وزارة الداخلية ويعيد توزيع الدوائر بشكل أكثر عدالة؟
أين هم من قانون للأحزاب يسمح بإنشائها تحت شروط ورقابة لجنة مستقلة ترخص لهذه الأحزاب مادامت تضم كافة فئات المجتمع بدون أي تمييز ديني أو طائفي أو عشائري؟
أين المعارضة من قانون جديد يحدد آلية الترخيص لجمعيات النفع العام بدون أي صلاحية حكومية لحل تلك الجمعيات وبرقابة مستقلة من أجهزة مستقلة كتأكيد لدور مؤسسات المجتمع المدني في أي ديموقراطية حقيقية؟
أين هم من تعديل قانون النشر المجحف للحريات في البلد؟ بل أين هم من قانون النشر الإلكتروني واضح وصريح؟
كل هذه مطالبات لأي معارضة حقيقية بل إن شباب مصر الواعي في بيان ثورة 25 يناير الأخير تكلم عن أغلب ما نادينا فيه.
وما ننادي فيه هو صميم منهج كل معارضة حقيقية في أي بلد بالعالم، لهذا الأمر كان موقفنا مضاداً لجماعة «إلا الدستور» لعلمنا التام أنهم لا يريدون مواجهة كاملة بل يريدون تصعيداً محدداً على قضايا محددة تنفعهم في الانتخابات المقبلة، هؤلاء ليسوا قيادات سياسية بل مجرد نواب برلمان يبحثون عن كراسيهم.
شباب ثورة 25 يناير رموز لحركة وطنية أما ربعنا فمجرد أعضاء!
المحامي نواف سليمان الفزيع
تعليقات