يعرف جيداً كيف يرسم طريقه وكيف يحدد مصيره ومتى ينتفض لحرياته ولمن يسلم مستقبله.. هذا ماتراه نجلاء خليفة بشعب مصر
زاوية الكتابكتب فبراير 13, 2011, 1:24 ص 2279 مشاهدات 0
كم أنت قاهرة يا مصر
برغم كل الأحداث وبرغم كل المساجلات، وبرغم من قال إنها مؤامرة ومن أفتى بأنها فتنة ومن حاول تشويه الصحوة الوطنية، الا أننا اليوم أمام حقيقة واحدة ألا وهي قدرة الشعب التي أصبحت واقعاً لا مناص منه على تحديد مصيره، اذ بات الشعب أكثر قوة في فرض رأيه وأشد بأساً في تصميمه على اختيار الحياة التي يريدها لنفسه، هذه الحالة التي مر بها الشعب المصري بسلام لم تكن ثورة ولا تظاهرة ولا حتى جزءاً من مؤامرة كما ادعى البعض، بل هي عودة الروح المسلوبة بعد مرور ثلاثين عاماً على سلبها دون ارادة أصحابها ليستفيقوا ويعودوا لممارسة دورهم الوطني من جديد، ولسنا الحكم اليوم لنقول ما اذا كان الشعب المصري قد أخطأ أم أصاب في رغبته في ازاحة نظامه الحاكم، ولسنا الفيصل بين أفراده ورئيسهم الذي نعتبره ككويتيين بطلاً من أبطال التحرير بينما هم يعتبرونه جلاداً ومجرماً، بل نحن أمام مواطنين أحرار قرروا ان يكونوا المسيطرين الوحيدين على حقهم في تقرير مصائرهم ومستقبل أبنائهم ورسم تاريخ وطنهم، فتحركوا بموجب هذه الحرية يطالبون بها، فان كانوا يرون فيما فعلوه خيراً لهم فنحن نشد على أيديهم ونبارك لهم، وان كانوا قد أخطأوا كما يظن البعض فهم شعب قوي الارادة عازم على تحمل تبعات اختياراته، فهو حفيد ثورة عرابي وثورة 1919 وثورة يوليو وبطل حرب أكتوبر، أي أنه يعرف جيداً كيف يرسم طريقه وكيف يحدد مصيره ومتى ينتفض لحرياته ولمن يسلم مستقبله، لذلك لا سبيل لنا اليوم سوى ان نثق في رغبات أبناء أرض مصر التي تشبعت بدماء الشهداء وأنبتت أحراراً أوفياء لها، ونحترم ارادة شعب أذن لفجر الحرية بالبزوغ واستحق ان يُكتب تاريخه بماء الذهب، وأن نقف اجلالاً وتقديراً لمن رسموا صورة مشرفة للثورات العربية الوطنية رأينا خلالها المصري يتحمل مسؤولياته تجاه وطنه لحماية مقدساته ومكتسباته وأملاكه وأبنائه رغم من أراد ان يشوه الصورة ويصدر للعالم الكذب والتزييف عن ثورة لم تخلُ من روح الطرفة والدعابة التي اعتدنا عليها من اخواننا المصريين الذين دائماً ورغم أنف آلامهم يصرون على الابتسام وتحويل المشهد الدرامي الى مشهد كوميدي يسري عن نفوسهم الجريحة، فتحية لمصر قاهرة الأعداء ونبارك لشعبها وكافة الشعوب العربية الأخرى على عودة الروح الوطنية من جديد بعد ان أعيانا اليأس من صحوتها أمام الظلم والاستعباد الذي يستلذ بعض الحكام ممارسته تجاه شعوبهم.
نجلاء عبدالعزيز خليفة
تعليقات