عن قصة 'قيصر والبطانة'، وإسقاطتها على الوضع في الكويت- يكتب محمد الملا ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1116 مشاهدات 0


قصة قيصر والبطانة     
Sunday, 13 February 2011 
محمد الملا

عندما تتغير السياسات الدكتاتورية حسب مصلحتها تسقط الأقنعة وتنكشف الأذناب والأتباع الذين كانوا‮ ‬يدقون الاسفين من أجل مصلحة كفار الوطن ودائما خططهم‮  ‬تصب بالحفاظ على الكراسي‮ ‬ونهب الثروات فلذلك اليوم‮ ‬يقوم المتنفذون بتغيير وجوههم من الانبطاح الى كراسي‮ ‬المعارضة لأنها سياسة جيدة وهي‮ ‬أقصر الطرق الى الربح الوثير والذي‮ ‬سيتأثر من هذا التغيير هم الشرفاء في‮ ‬هذا البلد والتجار السياسيون بدأوا اليوم بدعم قنوات الفتنة لمهاجمة أصحاب القرار للرجوع الى مبدأ توزيع الثروات فلا نستغرب ظهور اعلامية تتهجم على أبناء الشهيد وعلى قرار العفو الأميري‮ ‬عن عبيد الوسمي‮ ‬وأيضا تنازل الشيخ ناصر المحمد عن القضايا المرفوعة ضد الزميل الوشيحي‮ ‬والأستاذ محمد عبد القادر الجاسم بحجة‮ ‬يجب المعاملة بالمثل وتناست أن معظم القضايا المرفوعة عليها من الشرفاء الذين تهجمت عليهم ولكن القصد من وراء دمعتها هو طلب الدعم المالي‮ ‬حتى لا تداس في‮ ‬عصر الثورة الشبابية وعصر تحطيم اصنام الدكتاتورية‮.‬
الكويت كبيرة وولادة بالشرفاء والذين‮ ‬ينطقون بالحق وحتى لوكانت السيوف على رقابهم وعلى الجميع أن‮ ‬يعي‮ ‬أن سياسة الضرب الأمني‮ ‬ضد الشعوب وقمع الحريات وشراء الولاءات‮ ‬يؤدي‮ ‬بنا الى خراب مالطا لان انفتاح العالم على بعضه ووجود الفضائيات الحرة وظهور شباب متعلم كسر الهراوات وسيارات الشغب وفتح أبواب المعتقلات وصدق الشاعر عندما قال‮:‬

وأبصق بوجة قادة الجريمة المنظمة ذوي‮ ‬الكروش المتخمة
من دمنا المُسال‮ ‬
الفاتحين جرحنا‮ ‬
دكان برتقال‮! ‬
والقاطعين رأسنا‮ ‬
بسيف رأس مال‮ ‬
من كل ذي‮ ‬عمالة‮ ‬
وكل ذي‮ ‬عقال‮ ‬
والراكبين نعشنا‮ ‬
سفينة في‮ ‬دمنا‮ ‬
كي‮ ‬يهربوا من ساحة القتال‮! ‬

وأنصح الشرفاء من المسؤولين والنواب الصادقين مع أنفسهم بأن‮ ‬ينتبهوا من لدغات البطانة والبرامكة والاعلام الفاسد وحان الوقت لمطالبة الحكومة لاختيار القياديين الحكماء لقطع أيادي‮ ‬البطانة حول الكراسي‮ ‬الوثيرة لتحسين الوضع الاداري‮ ‬المترهل بالفساد والواسطة وأود أن أنشر قصة قيصر والخيانة التي‮ ‬تعرض لها من أقرب الناس له لعلها تكون عبرة لمن‮ ‬يعتبر ويحترس من أقرب الناس له وسؤالي‮ ‬كم قيصر بالكويت تم الغدر به وتبدأ الحكاية بالآتي‮.‬
انضم قيصر الى المعترك السياسي‮ ‬منذ بداياته حيث كانت عائلة قيصر معادية بصورة تقليدية لحكم الأقلية المتمثل بمجموعة من الأعضاء النبلاء في‮ ‬مجلس الشيوخ،‮ ‬وجاء قيصر ليتبع هذا التقليد،‮ ‬أودعه سولا بالسجن لفترة قصيرة لكنه تمكن من المحافظة على علاقات طيبة مع النبلاء لعشر سنوات بعد اطلاق سراحه،‮ ‬حتى أنه تم اختياره زميلاً‮ ‬جديداً‮ ‬في‮ ‬كلية القساوسة عام‮ ‬73‮ ‬ق.م‮. ‬ثم أنضم الى صفوف الجيش الروماني‮ ‬كضابط ومحاسب تابع للحكومة الرومانية الى أن قاد جيشه الخاص المعروف بأكثر جيوش روما انضباطاً‮ ‬على الاطلاق،‮ ‬وقف قيصر الى جانب بومبي‮ ‬مؤيداً‮ ‬له بصورة صريحة عام‮ ‬71‮ ‬ق.م‮. ‬وشكل قيصر وبومبي‮ ‬وكراسوس أول حكومة ثلاثية،‮ ‬وخلال السنوات التسع التي‮ ‬تلت انشغل قيصر بقيادة حملاته في‮ ‬بقاع مختلفة من العالم شملت توسعة نفوذ روما الى كل من بلاد الغال‮ (‬فرنسا‮) ‬وسورية ومصر وغيرها،‮ ‬حيث كانت معظم حملاته ناجحة الى حد مثير حيث عين حاكما لاسبانيا البعيدة ليتم انتخابه قنصلاً،‮ ‬ونصب بعد ذلك حاكماً‮ ‬على بلاد الغال،‮ ‬وكانت تلك مهمة شغلته لتسع سنوات كان خلالها تاركاً‮ ‬لبومبي‮ ‬وكراسوس أمر حماية مصالحه في‮ ‬روما،‮ ‬الا انه كانت هناك خلافات كثيرة بينهما عند هذا الوقت جعلتهما‮ ‬يعقدان لقاء فيما بينهما في‮ ‬لوكا عام‮ ‬56‮ ‬ق.م‮. ‬في‮ ‬محاولة لحل تلك الخلافات،‮ ‬عين بومبي‮ ‬قنصلاً‮ ‬وحيداً‮ ‬عام‮ ‬52‮ ‬ق.م‮. ‬بعد موت كراسوس الأمر الذي‮ ‬نتج عنه حرب أهلية وهزيمة لجيش بومبي‮ ‬في‮ ‬اسبانيا عام‮ ‬45‮ ‬ق.م ثم عاد قيصر بعد ذلك الى روما ليكون حاكمها الدكتاتوري‮ ‬المطلق،‮ ‬حاول تحسين ظروف حياة المواطنين الرومان وزيادة فعالية الحكومة وجعلها تتبنى مواقف تنم عن صدق وأمانة وأعلن في‮ ‬عام‮ ‬44‮ ‬ق.م‮. ‬عن جعل ديكتاتوريته المطلقة حكماً‮ ‬دائما على روما،‮ ‬غير أن أعداءه الكثر دبروا له مؤامرة كانت نتيجتها اغتياله في‮ ‬مارس من عام‮ ‬44‮ ‬ق.م‮.‬،‮ ‬ما ادخل روما بحرب أهلية أخرى وحزن كبير على فقدانه حيث انتقم ماركوس أنطونيوس‮ (‬زميل قيصر‮) ‬وأغسطس قيصر‮ (‬ابن قيصر بالتبني‮) ‬من مغتالي‮ ‬قيصر وهم بروتوس‮ (‬الذي‮ ‬يعتقد أنه كان ابناَ‮ ‬لقيصر‮) ‬والذي‮ ‬قدم له قيصر في‮ ‬حياته العديد من المناصب والألقاب وعينه حاكما لغاليا ومع ذلك صوب نحوه الخنجر فقال له‮ ‬يوليوس قيصر‮ (‬حتى أنت‮ ‬يا بروتوس‮) ‬وايضا كاسيوس الذي‮ ‬كان‮ ‬يخدم في‮ ‬جيش قيصر أيضا مما جعل اغتيال قيصر قصة درامية تاريخية ذكرها العديد من الكتاب وأبرزهم شكسبير الذي‮ ‬وصفها بأقبح عملية اغتيال بالتاريخ،‮ ‬حيث تدور تفاصيل المؤامرة لانه بعد الاعلان السابق ذكره قام زملائه بمجلس السناتو بانتظاره في‮ ‬القاعة وما ان جلس معهم قاموا جميعا بطعنه بخناجرهم في‮ ‬بطنه وصدره وكان الاتفاق ان لكل شخص منهم طعنة حتى‮ ‬يموت على ايديهم جميعا دون ان تقع التهمة على شخص واحد وتتالت الطعنات على احشاء‮ ‬يوليوس قيصر حتى جاءه اخرهم بروتس السابق ذكره وطعنه بخنجره في‮ ‬الجملة الشهيرة حتى انت‮ ‬يا بروتس قال له اني‮ ‬احبك ولكني‮ ‬احب روما اكثر منك وجذب سلاحه من احشائه ومات‮ ‬يوليوس هكذا بهذه الصورة البشعة‮.‬
والله‮ ‬يصلح الحال اذا كان فيه حال
والحافظ الله‮ ‬ياكويت‮.‬

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك