عن قصة 'قيصر والبطانة'، وإسقاطتها على الوضع في الكويت- يكتب محمد الملا ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 13, 2011, 12:35 ص 1116 مشاهدات 0
قصة قيصر والبطانة
Sunday, 13 February 2011
محمد الملا
عندما تتغير السياسات الدكتاتورية حسب مصلحتها تسقط الأقنعة وتنكشف الأذناب والأتباع الذين كانوا يدقون الاسفين من أجل مصلحة كفار الوطن ودائما خططهم تصب بالحفاظ على الكراسي ونهب الثروات فلذلك اليوم يقوم المتنفذون بتغيير وجوههم من الانبطاح الى كراسي المعارضة لأنها سياسة جيدة وهي أقصر الطرق الى الربح الوثير والذي سيتأثر من هذا التغيير هم الشرفاء في هذا البلد والتجار السياسيون بدأوا اليوم بدعم قنوات الفتنة لمهاجمة أصحاب القرار للرجوع الى مبدأ توزيع الثروات فلا نستغرب ظهور اعلامية تتهجم على أبناء الشهيد وعلى قرار العفو الأميري عن عبيد الوسمي وأيضا تنازل الشيخ ناصر المحمد عن القضايا المرفوعة ضد الزميل الوشيحي والأستاذ محمد عبد القادر الجاسم بحجة يجب المعاملة بالمثل وتناست أن معظم القضايا المرفوعة عليها من الشرفاء الذين تهجمت عليهم ولكن القصد من وراء دمعتها هو طلب الدعم المالي حتى لا تداس في عصر الثورة الشبابية وعصر تحطيم اصنام الدكتاتورية.
الكويت كبيرة وولادة بالشرفاء والذين ينطقون بالحق وحتى لوكانت السيوف على رقابهم وعلى الجميع أن يعي أن سياسة الضرب الأمني ضد الشعوب وقمع الحريات وشراء الولاءات يؤدي بنا الى خراب مالطا لان انفتاح العالم على بعضه ووجود الفضائيات الحرة وظهور شباب متعلم كسر الهراوات وسيارات الشغب وفتح أبواب المعتقلات وصدق الشاعر عندما قال:
وأبصق بوجة قادة الجريمة المنظمة ذوي الكروش المتخمة
من دمنا المُسال
الفاتحين جرحنا
دكان برتقال!
والقاطعين رأسنا
بسيف رأس مال
من كل ذي عمالة
وكل ذي عقال
والراكبين نعشنا
سفينة في دمنا
كي يهربوا من ساحة القتال!
وأنصح الشرفاء من المسؤولين والنواب الصادقين مع أنفسهم بأن ينتبهوا من لدغات البطانة والبرامكة والاعلام الفاسد وحان الوقت لمطالبة الحكومة لاختيار القياديين الحكماء لقطع أيادي البطانة حول الكراسي الوثيرة لتحسين الوضع الاداري المترهل بالفساد والواسطة وأود أن أنشر قصة قيصر والخيانة التي تعرض لها من أقرب الناس له لعلها تكون عبرة لمن يعتبر ويحترس من أقرب الناس له وسؤالي كم قيصر بالكويت تم الغدر به وتبدأ الحكاية بالآتي.
انضم قيصر الى المعترك السياسي منذ بداياته حيث كانت عائلة قيصر معادية بصورة تقليدية لحكم الأقلية المتمثل بمجموعة من الأعضاء النبلاء في مجلس الشيوخ، وجاء قيصر ليتبع هذا التقليد، أودعه سولا بالسجن لفترة قصيرة لكنه تمكن من المحافظة على علاقات طيبة مع النبلاء لعشر سنوات بعد اطلاق سراحه، حتى أنه تم اختياره زميلاً جديداً في كلية القساوسة عام 73 ق.م. ثم أنضم الى صفوف الجيش الروماني كضابط ومحاسب تابع للحكومة الرومانية الى أن قاد جيشه الخاص المعروف بأكثر جيوش روما انضباطاً على الاطلاق، وقف قيصر الى جانب بومبي مؤيداً له بصورة صريحة عام 71 ق.م. وشكل قيصر وبومبي وكراسوس أول حكومة ثلاثية، وخلال السنوات التسع التي تلت انشغل قيصر بقيادة حملاته في بقاع مختلفة من العالم شملت توسعة نفوذ روما الى كل من بلاد الغال (فرنسا) وسورية ومصر وغيرها، حيث كانت معظم حملاته ناجحة الى حد مثير حيث عين حاكما لاسبانيا البعيدة ليتم انتخابه قنصلاً، ونصب بعد ذلك حاكماً على بلاد الغال، وكانت تلك مهمة شغلته لتسع سنوات كان خلالها تاركاً لبومبي وكراسوس أمر حماية مصالحه في روما، الا انه كانت هناك خلافات كثيرة بينهما عند هذا الوقت جعلتهما يعقدان لقاء فيما بينهما في لوكا عام 56 ق.م. في محاولة لحل تلك الخلافات، عين بومبي قنصلاً وحيداً عام 52 ق.م. بعد موت كراسوس الأمر الذي نتج عنه حرب أهلية وهزيمة لجيش بومبي في اسبانيا عام 45 ق.م ثم عاد قيصر بعد ذلك الى روما ليكون حاكمها الدكتاتوري المطلق، حاول تحسين ظروف حياة المواطنين الرومان وزيادة فعالية الحكومة وجعلها تتبنى مواقف تنم عن صدق وأمانة وأعلن في عام 44 ق.م. عن جعل ديكتاتوريته المطلقة حكماً دائما على روما، غير أن أعداءه الكثر دبروا له مؤامرة كانت نتيجتها اغتياله في مارس من عام 44 ق.م.، ما ادخل روما بحرب أهلية أخرى وحزن كبير على فقدانه حيث انتقم ماركوس أنطونيوس (زميل قيصر) وأغسطس قيصر (ابن قيصر بالتبني) من مغتالي قيصر وهم بروتوس (الذي يعتقد أنه كان ابناَ لقيصر) والذي قدم له قيصر في حياته العديد من المناصب والألقاب وعينه حاكما لغاليا ومع ذلك صوب نحوه الخنجر فقال له يوليوس قيصر (حتى أنت يا بروتوس) وايضا كاسيوس الذي كان يخدم في جيش قيصر أيضا مما جعل اغتيال قيصر قصة درامية تاريخية ذكرها العديد من الكتاب وأبرزهم شكسبير الذي وصفها بأقبح عملية اغتيال بالتاريخ، حيث تدور تفاصيل المؤامرة لانه بعد الاعلان السابق ذكره قام زملائه بمجلس السناتو بانتظاره في القاعة وما ان جلس معهم قاموا جميعا بطعنه بخناجرهم في بطنه وصدره وكان الاتفاق ان لكل شخص منهم طعنة حتى يموت على ايديهم جميعا دون ان تقع التهمة على شخص واحد وتتالت الطعنات على احشاء يوليوس قيصر حتى جاءه اخرهم بروتس السابق ذكره وطعنه بخنجره في الجملة الشهيرة حتى انت يا بروتس قال له اني احبك ولكني احب روما اكثر منك وجذب سلاحه من احشائه ومات يوليوس هكذا بهذه الصورة البشعة.
والله يصلح الحال اذا كان فيه حال
والحافظ الله ياكويت.
تعليقات