عن ثقافة السجن الحربي في مصر المنقولة من ألمانيا الشرقية، وعن البلاغ رقم 1، يكتب فيصل الزامل !

زاوية الكتاب

كتب 2636 مشاهدات 0


«بلاغ رقم 1».. هل يكون مختلفاً هذه المرة؟ 
 
السبت 12 فبراير 2011 - الأنباء
 
 

في الحالة المصرية والحالة التركية هناك قوة عسكرية تجلس إلى يمين القوة المدنية، كنت أقول لأصدقائي الأتراك: «أعتقد أن وجود الجيش عندكم بهذا الوضع هو الذي حقق لبلدكم الاستقرار الذي انطلقت معه القوة الاقتصادية واسترجعتم الحياة الديموقراطية والتعددية التي قضت عليها انقلابات نفس الجيش في السابق، أنتم اليوم في عهد جديد، لا ينبغي معه أن تكون معاداة الجيش أبدية، فقد كانت تركيا في مطلع السبعينيات تستيقظ كل يوم على حادثة اغتيال بين الفرقاء، الاستقرار هو ركيزة أي إنجاز، وإذا استثنيت تصرفات خفيفة من الجيش مثل موضوع الحجاب فإن نفعه أكثر من ضره، والله أعلم».

مناسبة هذا الحديث هي الدور المرتقب للجيش المصري في عهد ما بعد مبارك، من الواضح أن «بلاغ رقم 1» هذه المرة مختلف عن تجارب مريرة عمت العالم العربي، فالطرف الآخر هو شعب مصر، شبابا ورجالا وفتيات وسيدات وأطفالا، من يملك أن ينقلب على أمه وحفيده؟ ومن المفيد أن يبادل الشارع المصري هذا التوجه بشيء مماثل، على النحو الذي يجري الآن في تركيا، فيمارس حياته السياسية بمسؤولية لا تعرف الفوضى، ومنافسة انتخابية شريفة لا تقبل إفساد الضمائر وتكفير المواطن العادي بالممارسة الانتخابية، كما حدث في مصر ويحدث في غيرها من البلاد العربية.

الاقتصاد هو الذي شكل الخلفية الكبرى للأحداث الحالية، وهو بالتأكيد يحتاج الى أرضية قانونية متطورة من جناحين:

الأول: إصلاحات دستورية تحمي الاستقرار وتنهي استغلال الظرف للاستبداد تارة عبر قانون الطوارئ وتارة عبر شقيقه قانون مكافحة الإرهاب.

الثاني: إصلاحات تشريعية تدفع قوى الإنتاج وتقضي على الترهل الذي أدى الى دخول المفسدين الذين يشجعهم الترهل على إقناع المسؤول اليائس بأنهم البديل.

لقد استوردت مصر من ألمانيا الشرقية تقنيات السجون في الستينيات وقبلها في الثلاثينيات استوردت من فرنسا تشريعات نرى أنها ليست الأفضل، مقارنة بالألمانية على سبيل المثال، فالإضرابات اليومية التي تعيشها فرنسا بل ودول المغرب التابعة للمدرسة الفرنسية ـ عدا العسكرية منها ـ تشير بوضوح الى عجز تلك التشريعات عن تحقيق استقرار في العلاقة بين العاملين وأصحاب الأعمال، ولا تجد مثل ذلك الاضطراب في ألمانيا، الأمر يستحق التفكير بعيدا عن الولاءات الثقافية، فالمنعطف التاريخي أكبر من الميول الشخصية بكثير.

كلمة أخيرة: من ثقافة السجن الحربي في مصر ـ المنقولة من ألمانيا الشرقية ـ أنهم أدخلوا طبيبا في زنزانة مع كلب متوحش وجائع منذ عدة أيام، كان د.مصطفى عبدالله من أشهر أطباء طنطا ويتصف بالرقة والأدب الشديد، ثم فتحوا الزنزانة بعد ساعات لمعرفة حجم الإصابات والجروح التي أحدثها الكلب فيه، فوجدوا الطبيب مشغولا بالذكر والتسبيح والاستغفار، والكلب يجلس أمامه في وداعة وسكون وينظر إليه في ود وحنان، كان أرفق وأحن من بعض البشر. غضب حمزة البسيوني من الكلب وأمر بإخراجه من الخدمة!

للمزيد ادخل على الإنترنت «السجن الحربي في مصر»، وبالمناسبة، ضيوف هذا السجن هم خليط من الشيوعيين والاخوان المسلمين والصحافيين..الخ، وقد أدى اعتقاد البعض أنه يقتصر على فئة الى تجاهل تلك الفظائع، مع الأسف الشديد!
 
فيصل الزامل 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك