قضية البدون تعكر صفو الديمقراطية الكويتية، وهى بحاجة إلى قرار سياسي لتجميل وجه الكويت الخارجي..من مقال سعد العجمي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 28, 2007, 7:48 ص 354 مشاهدات 0
البدون والديموقراطية... وجهان مختلفان للكويت!
سعد العجمي
إن حملة التشويه التي مارسها بعضهم في الداخل، وصدَّرها إلى الخارج، ضد ديموقراطيتنا لم تنجح، وكأن السحر ارتد على الساحر. أما قضية (البدون) فمازالت تشكل «ثُلمَة» في وجه الكويت والكويتيين سياسياً واجتماعياً وإنسانياً، وهي مشكلة، تحتاج إلى قرار سياسي من المرجعيات العليا، يكون بمنزلة عملية تجميل لوجه الكويت الخارجي الذي شوهته هذه القضية.
كان اجتماع عمل استمر ثلاثة أيام لأغلب مراسلي قناة «العربية»، جمعنا الأسبوع الماضي في مدينة دبي، فرصة مناسبة بالنسبة إليَّ لاستكشاف ما يحمله الآخرون من انطباعات تجاه الكويت وقضاياها على أكثر من صعيد، خصوصاً أن الشريحة الموجودة في الاجتماع، بحكم العمل، هي شريحة يكون رأيها بشكل أو بآخر، مؤشراً مهماً على نظرة الآخرين لنا.
الأحاديث الجانبية بيني وبين كثير من الزملاء من الدول المختلفة، وحتى تلك التي قيلت أمام الجميع، أشعرتني بزهو وفخر كبيرين، لاسيما تلك المتعلقة منها بالديموقراطية والحريات الصحفية، وهو ما يؤكد أن حملة التشويه التي مارسها بعضهم في الداخل، وصدَّرها إلى الخارج، ضد ديموقراطيتنا لم تنجح، وكأن السحر ارتد على الساحر.
الزملاء الإعلاميون جميعهم اتفقوا على أننا نملك أفضل تجربة ديموقراطية على الصعيد العربي، وأن سقف الحرية الموجود في صحافتنا هو الأعلى عربياً أيضاً، بل إن أحدهم، وهو من شمال أفريقيا قال أمام الجميع «إنني أقرأ الصحافة الكويتية يومياً على (النت) قبل قراءة صحف بلدي».
على أن الحديث الذي دار بيننا لم يكن وردياً ومخملياً بالنسبة إليّ، فقد حمل وجهاً آخر تمنيت لو أننا في الكويت قد تجاوزناه أو على الأقل قد أوجدنا له الحلول، وهو قضية «كرة الثلج»، أو «القنبلة الموقوتة»، أو «الأزمة الأزلية»، سمّوها ما شئتم، فهي أقل المسميات المؤثرة التي قد نطلقها لوصف مشكلة (البدون)، التي شعرت من خلال الأحاديث التي دارت مع الزملاء، أنها تشكل «ثلمة» في وجه الكويت والكويتيين سياسياً واجتماعياً وإنسانياً.
إن من يحاول تصوير قضية (البدون) على أنها شأن داخلي، ليس سوى أحد اثنين؛ إما جاهل لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، وإما حاقد يتلذذ بمآسي أبناء هذه الفئة تحت مبررات وذرائع ظاهرها مصلحة الكويت، وباطنها مصالح اجتماعية واقتصادية ضيقة. فالآخرون باتوا يعرفون عن تفاصيل هذه القضية وتاريخها ومراحل تطورها أكثر مما يعرف بعضنا، وهو ما يحتم التعامل الرسمي والشعبي مع هذه القضية بطرق غير تلك التي تعودنا عليها، التي تعتمد أساسا على أسلوب «التأجيل» والفشل في إدارة الأزمات.
وما يثبت هذا الطرح أنك عندما تتابع أحد الكتّاب أو المحللين أو السياسيين الكويتيين الذين تتم استضافتهم في بعض الفضائيات، تجدهم أكثر انطلاقا وقوة في الحجة عند الحديث عن أي جانب سياسي يتعلق بالكويت، وهو الوضع الذي يتغير بمعدل 180 درجة عندما يُفتح موضوع (البدون)، لتجد ذلك المتحدث الكويتي وقد بدأ يبرر بحجج هو آخر المُقتنعين بها.
إن عملية المتاجرة بقضية (البدون) من قبل بعض الأطراف والكتل النيابية، من وجهة نظري، لن تحل تلك المشكلة، التي بدا واضحاً أن حلها يحتاج إلى قرار سياسي من المرجعيات العليا، يكون بمنزلة عملية تجميل لوجه الكويت الخارجي الذي شوهته هذه القضية.
تعليقات