اسمحوا لجعفر رجب ان يشتم قليلا: 'فكّوها سيرة' لا أحد له فضل على الكويت ولا أحد ساعدنا بتحريرنا ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 3, 2011, 12:09 ص 3147 مشاهدات 0
جعفر رجب / تحت الحزام / أيها الرجل الأبيض نحبك ولكن لا نثق بك
بمناسبة عشرين سنة على أعياد التحرير، اقول، لا احد له فضل على الكويت، ولا احد ساعد في تحريرنا لانه كسرنا خاطره، او لانه راعي نخوة، او لانه مغرم بجمال نسائنا، ورشاقة رجالنا، بل كل كانت له مصالحه ومخاوفه، وفي النهاية الكل اخذ مستحقاته وزيادة خلال عشرين سنة... «ففكوها سيرة» لانه تعبنا من فيلم الافضال والحسنات والنفاق، ومقالات الانسداح والانبطاح... واسمحوا لي ان اشتم قليلا!
ميركل، ساركوزي، كامرون... انهم لا يمارسون الدعارة السياسية، انهم مجرد تلاميذ عند كبيرهم الذي علمهم هذا السحر، انه سعادة الباشا اوباما، الذي يمثل الانتهازية السياسية الغربية بكل جدارة، انه عكس سابقه الزميل جورج بوش حفظه الله ورعاه، الذي يقول ويفعل ما يؤمن به، هذا الرجل الاسمر يقول فقط، يتحدث ويخطب اكثر من اي زعيم عربي مخضرم، ويرفع شعارات اكثر من اي تنظيم حزبي عربي معتق، وعندما يكون المطلوب منه ان يفعل، يتحدث فقط، فهو كخادمات معابد بابل، خير من يتحدث عن الشرف والقيم الانسانية!
عند شرفاء روما، وواشنطن، وحده، نجاد، كيم ايل سونغ، كاسترو... طغاة، ويمارسون الظلم، وينتهكون حقوق الانسان، ويجب معاقبتهم... اما بقية الخلق من الرؤساء، والعسكر، والملوك فهم مثل الممرضات، ملائكة رحمة! فالقذافي الذي كان في نظرهم ارهابيا مجرما، وفجر الطائرة فوق لوكربي، يعتبر الان صديقا وعاشقا رومانسيا، يعزف الغيتار تحت شباك الديموقراطية، متغزلا بعيون هيلاري! لانه فتح نفطه ليفرغه، في جيوب وحقائب حكوماتهم وشركاتهم، التي تقف بالدور بملابس اغراء في شارع فرعي مظلم، انه الاكثر وسامة في عيونهم، وان سبل عيون شعبه، ودفن شعبه احياء!
كم هم منافقون وانتهازيون ابناء الغرب، كل نظام يقبل سوءاتهم يتحول الى صديق ديموقراطي معتدل، يسمح له ان يمسح بشعبه بلاط عرشه، ويسمح له ان يفتح ابواب السجون ويغلقون ابواب التنفس، يبكون ويلطمون وينوحون على الصين لانها تراقب بعض مواقع الانترنت، ويأكلون احذيتهم في بلد يغلق خدمات الانترنت بالكامل... لانه صديق معتدل!
انهم منافقون بالثلاثة، لا صديق لهم، ولا مبادئ وقيم تحكمهم، فلو ماتت قطة في اصفهان، او ارنب في بيونغ يانغ، او بطة في بورما... لأقاموا الدنيا، ولكنهم يستخسرون قراءة الفاتحة على الاقل، على مئات القتلى في مصر، نقول هذا على اساس ان السيد اوباما جدته مسلمة وعلمته الفاتحة!
وأوباما يا سادتي يا كرام، رجل أبيض بقناع أسمر، يتحدث عن انتقال سلس وسلمي للسلطة، متناسيا شعبا يعيش تحت احذية المخابرات، وآلاف سجناء الرأي، ومئات القتلى، ومئات المليارات المنهوبة... ما اشرف زعماءنا مقارنة مع هذا النصاب!
يقينا الطغاة سيسقطون ويهربون، ومتيقن ان اوباما وعصابته في الاتحاد الاوروبي اول من يغلقون ابوابهم، وان اتصلوا بهم لا يسمعون الا صوت «الجهاز مغلق او خارج منطقة التغطية» وأوباما، ميركل، كامرون، ساركوزي... مهما حاولوا تغطية انفسهم بأوراق توت الديموقراطية مكشوفون جدا، فالشعوب العربية تقدمت، ويملكون رسيفرات تفك القنوات المشفرة وتشاهدكم ولدتكم امهاتكم»!
لماذا كل هذا العنف في الكلمات؟ لانه هناك همجية وعنف يواجه به شعب أعزل، في مقابل دعارة سياسية يمارسها الغرب الضامن، والكفيل، للانظمة الفاسدة... ايها القادمون من الغرب اسمحوا ان اصارحكم... انا لا اكرهكم، ولكني كشعوب المنطقة، من سور الصين الى اسوار الرباط... لا نثق بكم!
تعليقات