لماذا نحترم اسرائيل ؟!، سؤال يطرحه عبدالله الهدلق بعد نقله مقالا من 'أصدقاء اسرائيل' ؟!
زاوية الكتابكتب يناير 31, 2011, 11:58 م 986 مشاهدات 0
كلمة حق
لماذا نحترم إسرائيل؟!
كتب , عبدالله الهدلق
كتب كاتب مصري اسمه «مايكل نبيل سند» مقالا في صحيفة الكترونية اسمها «اصدقاء اسرائيل» عنوان المقال «ليه انا مؤيد لإسرائيل؟» اقتبس اجزاء منه، يقول مايكل: «حينما شاهدت لأول مرة فيديو زيارة السادات للكنيست الاسرائيلي عام 1977، ذهلت من حجم الجموع التي تزاحمت حول الكنيست لترحب بالرئيس المصري، فلم اتوقع ان ارى ألوف البشر من انصار السلام في اسرائيل يقفون ليحيوا رئيس الدولة التي حاربتهم قبل بضع سنوات، وسألت نفسي هل لو جاء الينا في مصر مسؤول اسرائيلي يدعم السلام، سيلقى نفس الترحيب من المصريين؟! اشعر بالذنب لأنني لم اشرح لقرائي الذين صدمتهم بقولي انني مؤيد لإسرائيل وبمواقفي الداعمة للسياسات الاسرائيلية، لم اشرح لهم اسباب مواقفي ليتقبلوها بكل تسامح، لذا كتبت هذا المقال لأشرح الاسباب المنطقية التي جعلتني مؤيدا لإسرائيل حريصا على دعم استمرارها في الوجود داعيا لعلاقات كاملة وحقيقية بين الشعب الاسرائيلي وسائر شعوب المنطقة».
ويمضي الكاتب في مقاله شارحا اسبابه فيقول «ان دعمي لإسرائيل ليس دعما لإسرائيل ذاتها بقدر ما هو دعم للقيم التي تمثلها دولة اسرائيل في المنطقة، وبالتالي فانحيازي لإسرائيل هو انحياز لقيم الديموقراطية والحداثة التي تمثلها اسرائيل في المنطقة شئنا أم ابينا على جميع الاصعدة فمثلا:
< تعد اسرائيل اكبر واقدم الديموقراطيات في المنطقة فقد نظمت اول انتخابات شعبية في 1949/1/25 ليبدأ الكنيست الاول، وليتولى ترأس اسرائيل (10) رؤساء ابتداء بالرئيس «شيم ويزمان 1949» حتى الرئيس الحالي وفي كل مرة تسير الانتخابات بسلاسة بلا انقلابات مسلحة وبلا ادعاءات بتزوير الانتخابات وبلا نتائج انتخابية من نوع (%99.9)، وبمقارنة منصفة بيننا وبين اسرائيل يتأكد لنا انه لا يوجد في المنطقة كلها نظام ديموقراطي حقيقي سوى اسرائيل.
< بنى الاسرائيليون دولة كاملة من الابرة حتى المفاعل النووي في اقل من (50) عاما، وهناك صناعات مثل الاسلحة، الاقمار الاصطناعية، المفاعلات النووية لا توجد في الشرق الاوسط كله الا في اسرائيل التي يقدس شعبها العمل والانتاج والابداع، شعب تجاوز صعوبات كثيرة مثل القلة السكانية والحروب المتواصلة والعزلة بين جيران اعداء والتباين العرقي والثقافي، وصنع حضارة ودولة متكاملة.
< لدى اسرائيل (10) جامعات اقدمها الجامعة العبرية في اورشليم «القدس» تأسست عام (1918) تأتي بين افضل (500) جامعة على مستوى العالم، ولا تعجب حين تعلم ان اسرائيل هي اكثر دولة في العالم فيما يخص الانفاق على البحث العلمي بالنسبة الى الدخل القومي فإسرائيل تنفق (%4.9) من دخلها القومي، وهو رقم ضخم جدا اذا علمنا ان الولايات المتحدة الامريكية تنفق فقط (%2.3) من دخلها القومي على البحث العلمي.
< تتمتع الاقليات الدينية بحقوقها الكاملة داخل اسرائيل، كما ان الحقوق المدنية للمرأة والطفل، وحريات الرأي والتعبير مصانة، اسرائيل لديها مستوى عالٍ من حقوق الانسان لا يوجد في كثير من الدول العربية فلا توجد لدى اسرائيل عقوبة الاعدام ولا اية عقوبة بدنية اخرى، اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يمكنك ان تكون مواطنا فيها ومع ذلك لا تعترف بحقها في الوجود، كما انها الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي يستطيع الاعلام فيها نشر فضائح الجيش، اسرائيل وقفت مع المظلومين في اقليم دارفور الذين تعرضوا للابادة على ايدي نظام البشير، وارسلت لهم المعونات باستمرار ومنحت كثيرا منهم حق اللجوء السياسي وكرمتهم كبشر احرار واحترمت آدميتهم.
< الافلام العربية و«المصرية تحديدا» تعرض باستمرار في التلفزيون الاسرائيلي ويشاهدها الاسرائيليون دون حساسية، بينما تتزلزل الدنيا تحت اقدامنا اذا ما اقدم مركز ثقافي أو اعلامي عربي بعرض فيلم اسرائيلي يدعو الى التقارب والسلام بين الشعبين، كما ان اللغة العربية لغة رسمية في اسرائيل، ويوجد مجمع للغة العربية في تل ابيب مماثل للموجود في القاهرة، ولا ينظر الاسرائيليون للغة العربية على انها تهديد لثقافتهم أو هويتهم أو وجودهم، بل يرون ان مصلحتهم في التعايش مع جيرانهم». انتهى الاقتباس من مقال الكاتب «مايكل نبيل سند» المنشور على الموقع الالكتروني.
المقارنات السياسية والاجتماعية والانثروبولوجية بين المجتمع الاسرائيلي والمجتمعات العربية موضوع ثري ولا يمكن حصره في مقال أو مقالين، وربما كان ما ذكره الكاتب في مقالة محاولة منه لكي نؤيد وننحاز لإسرائيل كدولة ديموقراطية حديثة لها حق الوجود بسلام في المنطقة وبين جيرانها، وحق الشعب اليهودي المضطهد منذ ما يقرب من (20) قرنا بسبب معتقده الديني، ان يؤسس دولة تكفل الحريات المدنية والسياسية ولا تضطهد الاقليات الدينية أو العرقية الاخرى، فمن عانى من الاضطهاد والحرمان يفترض ألا يضطهد أو يحرم غيره من حقوقه وحرياته، وعندما نتجرد من العاطفة ونتجاهل الموروثات، وننظر الى دولة اسرئيل الديموقراطية الحديثة بعين العقل والمنطق، عندها ندرك تماما اننا نحتاج الى قرون عديدة حتى نصل الى ما وصلت اليه.
اكدت لجنة التحقيق الاسرائيلية التي ترأسها قاضي المحكمة العليا المتقاعد «يعقوب تيركل» والمكلفة بالنظر في الجوانب القانونية المتعلقة بالهجوم الذي شنته قوات كوماندوز اسرائيلية على «اسطول الحرية!» الذي كان متوجها الى قطاع غزة، وباستمرار الحصار على القطاع الذي تستولي عليه «حركة حماس!» الارهابية، اكدت لجنة «تيركل» بالاجماع ان الهجوم على «اسطول الحرية!» واستمرار فرض الحصار البحري على قطاع غزة يتوافقان مع القانون الدولي، واتفق اعضاء اللجنة الستة – وبينهم مراقبان دوليان – على تبرئة الدولة العبرية وقالت اللجنة في تقريرها: «ان فرض حصار بحري على قطاع غزة بالنظر الى الدوافع الامنية والجهود التي تبذلها اسرائيل للوفاء بالتزاماتها الانسانية كان قانونيا ومتوافقا مع القانون الدولي، كما ان استخدام القوة اثناء الهجوم على سفينة «مافي مرمرة» التركية كان دفاعا عن النفس ومتوافقا مع القانون الدولي، واكد المراقبان الدوليان الحائزان على جائزة نوبل للسلام، الايرلندي «ديفيد تريمبل» والحقوقي والنائب العسكري العام السابق في كندا «كان وتكين» - وهما ضمن اعضاء لجنة التحقيق- اكدا ان اسرائيل وفت بالتزاماتها فيما يتعلق بضمان ايصال المؤن الغذائية والدوائية والطبية الى قطاع غزة اثناء الطوق البحري، ولم تلجأ الى سياسة التجويع أو العقاب الجماعي لسكان القطاع.
تعليقات