كل شيء جميل في هذا البلد أصابته يد الفساد، فتراجع إلى الوراء. الحركة الرياضية كانت متقدمة جدا، وأول فريق عربي يحصل على كأس آسيا كان كويتيا، وأول فريق خليجي يصل إلى كأس العالم كان فريقا كويتيا، الكويت الآن أضعف فريق خليجي، وتراجعت نتائجه بشكل مذهل، وتم وقف الكويت من قبل الفيفا.
هذا التراجع أصاب أيضا الحركة التعاونية التي كانت مفخرة في يوم من الأيام، وكانت تجربة محط إعجاب إخواننا في الخليج، وأصابها الوهن الآن وأصابتها يد الفساد، واصبح كل همها تحقيق الربح المادي، حتى ولو كان على حساب الخدمة التعاونية، أصبحت تنافس التجار على شفط جيوب المستهلكين، فرئيس اتحاد الجمعيات التعاونية يعلن محاربة ارتفاع الأسعار، وتعاميمه تقول غير ذلك، وهناك تجاوزات بملايين الدنانير تقدم لوزارة الشؤون، ويتم تجاهلها رغم وجود المستندات التي تدين المتجاوزين.
هذا الخلل سيقضي على ما تبقى من إنجازات الحركتين التعاونية والرياضية.
إن الانتخابات، سواء في الأندية الرياضية أو الجمعيات التعاونية هي وسيلة للوصول إلى الهدف المنشود، وهو خدمة المجتمع، فإن كانت هذه الوسيلة غير صالحة فيجب البحث عن وسيلة تصل بنا إلى الهدف، لأن الانتخابات أفرزت تكتلات قبلية مقيتة دمرت الحركة الرياضية، كما دمرت الحركة التعاونية، لأن الفزعة القبلية لا شأن لها بالخدمة العامة.
دور وزارة الشؤون في حماية الحركة التعاونية من الانحراف عن أهدافها دور كبير، ويجب أن يكون حاضرا، ولا تخضع للتهديد والوعيد.
لقد تجاوز ارتفاع الأسعار في بعض السلع 100 في المئة، فمثلا حليب النيدو كان يباع بسعر 3.250 دينار وأصبح الآن 6 دنانير، وقس على ذلك أصنافا كثيرة، فأين دور اتحاد الجمعيات من هذا الارتفاع المخيف؟!
كلمة أخيرة: مشكلتنا في الكويت أن التجار لهم اتحاد بينما ليس للمستهلكين جمعية تحميهم من جشع التاجر خصوصا بعد اصطفاف اتحاد الجمعيات التعاونية في صفه بذريعة أن بعضهم يدعم أعضاء الاتحاد بتذاكر سفر؟!
تعليقات