عن البوعزيزي يكتب علي الذايدي: يستحق ان يطلق اسمه على أي منشأة حكومية في كل دولة عربية

زاوية الكتاب

كتب 739 مشاهدات 0



بلا عنوان 
مات لتحيا أمه 
 
كتب علي الذايدي

 

محمد البو عزيزي مواطن بسيط، شخص واحد من بين 220 مليون مواطن عربي تكتظ بهم ردهات الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، ولكنه اختزل في شخصه معاناة الملايين من المضطهدين العرب ، والملايين من الضعفاء والفقراء والجياع ممن تجاهلهم حكامهم تحت قاعدة «جوع كلبك يتبعك»، واختصر في حياته القصيرة مسيرة أمة وشعب يرفض الظلم ويثور على سجانيه الذين كمموا فمه وسلطوا عليه كلاب المخابرات وأجهزة الأمن الذين تم إعطاؤهم ضوءا أخضر للقيام بكل ما يلزم من أجل تسكيت وإيقاف أي صرخة بوجه الظلم والطغيان، وعدم السماح لأي مسيرة تخرج إلى الشارع إلا المسيرات التي تهتف بحياة القائد الضرورة الذي اختزل الشعب في شخصه.

محمد بو عزيزي باختصار هو صوت الملايين في العالم العربي، فعندما صرخ في وجه الطاغية الرئيس التونسي السابق لقيت صرخته أصداء في جميع أرجاء العالم العربي، فثار الناس في الجزائر والأردن واليمن واليوم القاهرة تحترق وصراخ المظلومين يدوي في كل ناحية بسبب سياسات الحزب الوطني الحاكم وسياسات الحكومة التي فعلت كل ما فعلته ضد الشعب، فتجاهلت صراخ العاطلين عن العمل ، وسلطت نظامها الجزائي على الضعفاء فقط أما أثرياء الحزب الوطني فيشترون براءتهم بثمن بخس، وزورت الانتخابات بطريقة فجة وأمام الملأ في تحد صارخ لإرادة الشعب وأوصلت دمى بشرية للبرلمان وتحكمت بهم وأخيرا وليس آخرا جاء التوريث ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير، فكيف لجمهورية ما أن يكون نظام الحكم فيها وراثيا إلا إذا كان الشعب مركونا على الجانب ولا يعتد برأيه.

في السابق كان مجرد ارتفاع أي صوت ضد الحاكم في الوطن العربي يؤدي إلى حبل المشنقة وقبل المشنقة تقام للمتهم حفلة على الخازوق يتم فيها تعريف المواطن العربي على فصيلة دمه، وعدد عظام جسمه ومدى حساسية جلده للحرارة، والتهمة جاهزة ومعلبة وهي العمالة لأعداء الثورة أو العمالة لإسرائيل، أما اليوم فقد خرجت الجموع في الشوارع في كل أنحاء الوطن العربي ، وعلى الحكام العرب أن يعوا أننا في الألفية الثالثة، وتجاهل صوت الشعب لا يمكن أن يستمر ورياح التغيير قد هبت ولا يمكن أن يقف بوجهها أحد، وأن يدركوا احتواء الشعب أفضل من مواجهته، وكما قال بعض الثوار التونسيين بعد إسقاط بن علي: نريد رئيسا يفهمنا اليوم.

رحم الله محمد بو عزيزي ، وهو يستحق أن يطلق اسمه على أي منشأة حكومية في كل دولة عربية ، فقد أحرق نفسه ليضيء الطريق للضعفاء

والمظلومين لكي يقولوا كلمتهم ويقفوا بوجه الظلم.

 

خاطرة


عندما زاد بطش الحجاج بن يوسف بالناس قال له أحد مساعديه ناصحا:

إن الرأي الذي يصور لك أن الناس هم عبيد العصا هو الرأي الذي أخرج عليك الناس

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك