سلطان الخلف يُسجل أحد الدروس المستفادة من انتفاضة شعب تونس: ثرثرة النخب السياسية لا تسمن ولا تغني من جوع
زاوية الكتابكتب يناير 28, 2011, 1:20 ص 776 مشاهدات 0
حقق شعب تونس ما عجزت عنه نخبه السياسية
الجمعة 28 يناير 2011 - الأنباء
يقظة الشعب التونسي ومطالباته العادلة بعد انتفاضته التي اطاحت برئيسه زين العابدين بن علي كان لها اثر كبير في ارغام وزراء التجمع الدستوري الذي حكم تونس خلال العقدين الماضيين على الاستقالة من الحكومة المؤقتة وفي اقرار قانون العفو العام عن جميع السجناء السياسيين ورفع الحظر عن الاحزاب السياسية واقرار حقها في الممارسة السياسية، وفي حل قوة الامن الجامعي اداة قمع الطلاب الجامعيين وفي فرض حداد وطني على من سقط خلال الانتفاضة بل ادت الى تجاوب الاتحاد الاوروبي في تجميد اموال بن علي واقاربه التي جمعوها من قوت الشعب المسكين ريثما تتم اعادتها الى خزينة الدولة، وفي استعادة الاموال المنقولة وغير المنقولة لحزب التجمع الدستوري الذي اصبح يواجه مطالبات شعبية بشطبه من الحياة السياسية نهائيا. هذا الزخم الشعبي المستمر ضروري من اجل تفويت الفرصة على المتربصين في الداخل ممن ينتظر فرصة سانحة لاعادة الاوضاع الى سالف عهدها، لكن هناك تحديات اخرى يواجهها الشعب التونسي تفرضها الجغرافيا وتتمثل في تحفظ دول الجوار على التحول السياسي الذي تشهده تونس وفي مدى تقبل فرنسا لهذا التحول واستعدادها لاحترام ارادة الشعب التونسي بعد ان كانت بالامس القريب تدعم بقوة وحماس سياسة بن علي الفاشلة، في حوار بثته اذاعة مونت كارلو بين سيدة حداثية تونسية وعضو في حزب النهضة الاسلامي ـ في الحقيقة لم يكن حوارا بل تحقيقا من قبل السيدة ـ حاولت فيه السيدة الحداثية اقصاء حزب النهضة على اساس انه ديني! وغير حداثي! اي انها استخدمت نفس المبررات التي كان يتعلق بها الحداثي زين العابدين في اقصائه لحزب النهضة، ولم تعتبر من احداث بلادها، وفاتها ان الكلمة الفصل بعد الانتفاضة هي للشعب الذي يختار من يراه معبرا بمصداقية عن ارادته وآماله وطموحاته، وليست للنخب السياسية ايا كانت افكارها او توجهاتها، وان احد الدروس المستفادة من انتفاضة شعب تونس ان ثرثرة النخب السياسية في البلاد العربية لا تسمن ولا تغني من جوع ما لم تحظ بسند شعبي واسع.
تعليقات