ليس في البلد احاديث او اشاعات غير سرقة هذا وتمصلح ذاك. منذ التحرير..حتى 'الفقارى' لهم طرقهم في الاختلاس من المال العام ..مقتطف من مقال عبداللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 393 مشاهدات 0


 

معقول الكويت 800 ألف حرامي..؟! 

  بقلم: عبداللطيف الدعيج
غريب جدا استحواذ امر حماية المال العام على عقول الناس، واهواء ما يسمى بالقوى السياسية. فليس هنا في البلد احاديث او اشاعات غير سرقة هذا وتمصلح ذاك. منذ التحرير الى الان ليس هناك حديث غير احاديث المناقصات او مشاريع 'البوت' او الشركات الوهمية، حتى 'الفقارى' لهم طرقهم في الاختلاس والاستيلاء على المحرم من مال عام. لدي قناعة بان اشياء كثيرة غير طبيعية تحدث، فعلى الاقل ليس هناك دخان من غير نار. لكن لدي قناعة اكثر بان تناول امر السرقات والاختلاسات والتعديات بهذا الحجم وبهذا الكيف امر يعود الى اشياء وقضايا اخرى غير كثرة هذه الجرائم او تنوعها. فنحن الان امام واقع اصبح الكل فيه متهما، وكل تاجر غشاشا، و كل صاحب مصلحة متمصلحا. لم يعد هناك شك او اتهام بل ناس تتحدث عن قناعة وعن ثقة بخراب الجميع، تطالب بعمل وطني تتهم بالتمصلح، تنادي بدعم الموجود يقال لك مافيه خير، تتحدث في السياسة والدستور يتم تحويل الموضوع بالقوة الى المال العام والى التعديات والاختلاسات.
اعتقد ان سبب طغيان قضايا المال العام على قضايا الحريات وعلى القضايا السياسية بشكل عام، يعود بالاساس الى سهولة 'الاتهام' والى محدوديته، ثم بالاساس الى ان 'الكيكة' لذيذة وكبيرة وكل شيء ملكية عامة من الصعب حمايته من حماته. لكن هناك جانبا اجتماعيا مهما في الامر، فالقضايا الاخرى، وخصوصا قضايا الحريات، تتطلب التمرد على القديم من تقاليد وموروث يقيد هذه الحريات ويحجمها. تتطلب مواجهة حقيقية ومعلنة مع المتخلفين من حماة الارث والعادات القديمة وعلى رأسهم بالطبع 'الذات' الأنا التي هي جزء اساسي من هذا الموروث المطلوب محاربته.
ليس سهلا الانسلاخ عن الجماعة او انتقاد الاهل والمحيط العام ، فهذا يتطلب مجابهة الجميع والتصدي لعلاقات واساليب حياة بكاملها، بينما في الواقع فان الدفاع عن المال العام والاعتراض على السرقات والاختلاسات امر يتناغم والموروث ويتفق تماما مع ما توارثناه من تقديس للامانة وحفظ للعهدة وتعفف عن ارتكاب ما اتفق على انه معصية. لهذا فان اكثر المدافعين عن المال هم الاكثر عجزا عن مجابهة التقاليد والتصدي للموروث.


 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك