سعود السمكة يشبه فريق الموالاة التى تستعين به الحكومة ضد المعارضة بأنه أشد فسادا من المعارضة وهو اشبه بحبة البندول
زاوية الكتابكتب يناير 23, 2011, 12:55 ص 1297 مشاهدات 0
القبس
قراءة بين السطور
فريق الموالاة!
كتب سعود السمكه :
اعتقد ان من استغرب خبر تعيين شقيق أحد النواب مختاراً، لا شك انه لا يعرف شيئا عن النظام الانتخابي ولا عن التقليد المتبع في الكيفية التي دأبت عليها الحكومات في الكويت في تشكيل فريق الموالاة، التي تعتمد عليه كأغلبية في المجلس.. وإلا كيف لعاقل ان يفهم هذا الانحدار المتسارع لمستوى الانتاجية للدولة الذي اصابها على كل صعيد؟!
لقد قلنا أكثر من مرة وفي عدة مناسبات ان بعضاً من الفريق الذي تعتمده الحكومة كحائط صد ضد ما يسمى بالمعارضة.. وهي معارضة فساد «هو أشد فسادا من المعارضة وهو اشبه بحبة البندول» تسكن الألم لبعض الوقت ثم يعود لتحتاج اليها مرة اخرى وهكذا دواليك!!
اذن سيبقى البلد يدور في حلقة مفرغة تتنازعها الأمراض من كل جانب اذا استمر العلاج يعتمد فقط على حبة «البندول» ما لم نستحضر الشجاعة ونعترف باننا من خلال هذه الفلسفة نحرق البلد بكل تعمد مع سبق الاصرار!
ان الهروب من معارضة فاسدة الى موالاة بعضها اشد فسادا فان هذا لا يعني إلا ان الحكومة تدفع البلد برمته ان يستجير من الرمضاء في النار.. وهذا ليس سوى خطيئة الخطايا!
قلنا وكررنا القول ونقول اليوم: ليس لناصر المحمد يد في بداية السطر الذي بدأ فيه الفساد.. لكننا في الوقت نفسه لا نستطيع ان نكرر مثل هذا القول بعد ان قبل ناصر المحمد مهمة ادارة البلد عن طيب خاطر.. وإلا فاننا هنا نرتكب خطيئة تضليل الناس وهذا ما لا نقلبه لانفسنا بأي حال من الاحوال، ولا يتفق من حيث المبدأ مع ما كنا نطالب به طيلة السنوات الماضية كمراقبين للشأن العام.
قد نكون قاسين مع سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء، وقد يكون ما نطالبه به اليوم في هذا الواقع المرير، الذي وضعتنا به الحكومات السابقة على مدى ثلاثة عقود، فيه من الصعوبة بمكان لشدة درجة التعقيد الذي تكتنفه.. لكن مع هذا ليس امام سموه كونه قبل حمل هذه المسؤولية، سوى ان يتحلى بروح التحدي.. وروح التحدي بطبيعة الحال لا تأتي من فراغ ولا من خلال دعوات التمني، انما بالعمل المضني الجاد، فالبلد اليوم يا سمو الرئيس بحاجة الى عملية جراحية كبيرة وقد تتبعها مضاعفات، وبالتالي فهي أولا تتطلب لاجرائها ان نستعد لها بفريق من الاطباء يكونون على درجة عالية في علم الجراحة لمواجهة كل تبعات هذه الجراحة.
لذلك اذا كنت يا سمو الرئيس تريد للكويت ان تبدأ مرحلة الازدهار ويتحرك من خلالها قطار التنمية، فلا بد أولا ان تستعد لها بفريق يكون على درجة عالية من فضيلة الامانة وبلاغة الصدق، على غرار «صديقك من صدقك» سواء كانوا من المستشارين حولك او اعضاء لمجلس الوزراء.. هذا الفريق ذو الدرجة العالية في الامانة والصدق، هو الذي سيرسم للكويت خريطة طريق تؤمن لها حاضراً آمنا ومستقبلا واعداً.. هذه الخريطة تبدأ اولا من تطهير العملية الانتخابية من كل الامراض التي علقت بها طيلة السنين الماضية، وجعلت المجتمع الكويتي مقسما بين القبلية والطائفية، وهو أمر حال بين الكفاءات من شباب القبائل والطائفة، وبين الوصول الى قاعة البرلمان.. ثانيا ان يكون في هذه الخريطة بند صريح ومباشر وشديد اللهجة بعقاب قاس لكل من يتدخل من ابناء الاسرة في العملية الانتخابية.. ويتزامن مع هذه الخريطة حملة وطنية يرافقها عمل ميداني من قبل الحكومة على احترام القانون وتطبيقه من دون هوادة. غير هذا، فان اي حديث عن الاصلاح يبقى حديثا مرسلا لا قيمة له.
سعود السمكه
تعليقات