محزن جداً أن يموت شخص تحت التعذيب على أيدي من وُكِلت إليهم مهمة الحفاظ على الأمن في وطني.. د. عبداللطيف محمد الصريخ

زاوية الكتاب

كتب 919 مشاهدات 0



 الراى

 د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / تعذيب في الجاخور!

 

 
محزن جداً أن يموت شخص تحت التعذيب على أيدي من وُكِلت إليهم مهمة الحفاظ على الأمن في وطني، محزن جداً أن نقرأ الخبر ولا يحرك فينا ساكناً من باب أن في الأكمة ما وراءها، ويبدأ بعضهم يؤلف القصص تلو القصص لتبرير تلك الفعلة الشنيعة، محزن جداً أن يضلل بعض قيادات وزارة الداخلية معالي الوزير في تقرير غير مطابق للحقيقة والواقع، ما جعله في وضع حرج للغاية، في حين أن نواب الأمة يملكون من الحقائق والوثائق ما لم تصله أيدي الوزير المعني.
سألت نفسي وأنا أتابع ما ينشر من تحقيقات في بعض الصحف بشأن قضية المغدور محمد غزاي المطيري، كم هي الحوادث الشبيهة لها ولم تصل ليد نواب الأمة، أو لم تتسرب إلى الصحافة، وتمت طمطمة الموضوع، ما هي وسائل التعذيب التي يستخدمها رجال المباحث لاستخلاص المعلومات من المشتبه بهم، وهل تلك الوسائل معترف بها على مستوى منظمات حقوق الإنسان في العالم، وهل من حق رجال المباحث استخدام تلك الوسائل لانتزاع اعترافات المتهمين؟ أسئلة كثيرة عصفت بذهني وأحببت أن أشارككم بها.
ثم طافت بي الدنيا، لأتذكر شخصاً زارني ذات مرة، وبدأ بسرد قصته في تلك الغرف المظلمة، وفي أعماق تلكم الجدران الصفيقة، التي تحمل في طياتها أسراراً وأنات وآهات، لأناس برآء من الذنب، كبراءة الذئب من دم يوسف، وكيف تم احتجازه لمدة أسبوع تقريباً، خرج بعدها وفي قلبه حقد دفين، خلّف في نفسه الكثير من الخدوش التي من الصعب ترميمها.
طارت بي أجنحة الخيال بعدها لأتخيل ابنة المغدور وأمه وزوجته وإخوانه وأقاربه، كيف هي حالهم، وما هي نفسياتهم الآن، كيف نرمم الصدع في أرواحهم، كيف لنا أن نعزيهم وقد علموا أن من قتل محمداً هم رجال وزارة الداخلية، وفي جاخور خاص! وعلاوة على تشويه سمعته من خلال التقرير الأولي الذي اعتمد عليه معالي السيد الوزير، والذي تبين لاحقاً عدم صحته، كيف هي حال ابنته وهي تسأل أمها عن أبيها، ومتى يرجع، كيف هي نفسيتها عندما تكبر وتعرف أن أباها لم يمت ميتة طبيعية، ولم يمت في حادث مروري، ولم يصب بالسرطان مثلاً، بل مات تحت تعذيب تقشعر منه الأبدان، وتشيب له الولدان!
لكم الله يا آل غزاي المطيري، ورحم الله محمداً، وغفر له، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأعاننا على تلك الممارسات غير المسؤولة... رددوا معي آمين.


د. عبداللطيف الصريخ

 

تعليقات

اكتب تعليقك