التعذيب في السجون الكويتية
زاوية الكتابكتب يناير 18, 2011, 10:49 م 15529 مشاهدات 0
اعترف أنني قتلت الفتاة الباكسانية ، نعم لقد أغواني الشيطان بعد أن اغتصبتها وألقيت بجثتها في حاوية النفايات، ثم تخلصت من ملابسها الملطخة بالدماء في منزل مهجور ، ليس هذا فقط بل أنني اغتصبت 16 طفلاً غيرها '
هكذا جاءت اعترافات 'علاء ' أمام وكيل النيابة في مطلع العام الماضي مطابقة لماجاء في تحريات المباحث والأدلة لجنائية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها والتي حاز بموجبها ضباط الداخلية الشكر والتقدير والمكافآت المالية المجزية .
وبينما ' علاء ' بين جدران السجن المركزي ينتظر حكم الإعدام لا محالة ، ويتذكر والدته في إحدى القرى المصرية التي كانت تعد العدة للإحتفال بزواج أبنها قبل هذه المصيبة .... حدثت المفاجأة وتدخلت العناية الإلهية ، ظهرت الفتاة الباكستانية مريم وتبين أنها حية ترزق وأنها كانت تقيم مع وافد من جنسيتها بعد أن تزوجا زواجا عرفياً فيما بينهما بلا عقد وبلا أهل وبلا شهود.
قصة ماجد متعب ، السعودي الجنسية الذي لم يبلغ الثامنة عشر من العمر لا تقل مرارة وإيلاماً ، ففي ديسمبر الماضي قام والده بتسليمه إلى المباحث وبعد عدة أيام انتقل خلالها من مخفر لآخر ، قابله والده فأبلغه أنه عندما ذهب وتركه قام ضابط المباحث وعسكريان من افراده بتجريده وسجين آخر اسمر اللون من ملابسهما، وأمرهما بممارسة الفاحشة معاً لاثبات أيهما الاقوى، ثم وضعوا عصياً في أماكن حساسة من جسديهما، وأخبروهما انه إذا أردا تجاوز هذا الأمر فليوقعا على أوراق لا يعرفان ماهيتها .. تبين فيما بعد أنها 30 قضية سرقة كانت قد قيدت ضد مجهول .
لا نريد أن نعدد القصص المخيفة التي ترد الينا تقارير بشأنها في المركز الكويتي لحقوق الجاليات من تعرض الوافدين والمقيمين لإنتهاكات تمس ابسط الحقوق الإنسانية وكيف تعامل معهم ضباط وأفراد الشرطة بوحشية يندى لها الجبين .
كل ذلك أصبح واضحاً للعيان بعد مأساة المرحوم محمد الميموني الذي وافته المنية تحت التعذيب في احد مخافرالكويت التي تم إنشاها في الأساس لحفظ الأمن والمحافظة على أرواح الناس وسلامتهم وكان أحد ضحاياها حارس العمارة ( عبدالستار) الذي ناله نصيبه من التعذيب هوالآخر .
لقد أصبح الصفع والركل بديلاً عن السلام عليكم وأصبحت الشواية أو الفلقة دليلاً على كرم الضيافة الكويتية والتي لا يصح بأي حال من الأحوال أن تقل عن ثلاثة أيام ، أما اذا كان الأمر يتعلق بأحد المتنفذين وعلية القوم ..فالداخل مفقود والخارج مولود
لذلك وإذا كنا نفاخر في الكويت بدستورنا ونظامنا البرلماني وعدالة قضاءنا ورفضنا للظلم وبأننا بلد الحريات فإن مسرحية استقالة وزير الداخلية ورفضها من قبل مجلس الوزراء يجب أن تجد لها موقفاً حازماً من النواب الشرفاء في مجلس الأمة الذين يضعون نصب أعينهم قوله تعالى : 'إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ' .
المركز الكويتي لحقوق الجاليات
تعليقات