د.شملان العيسي يعتبر تصريحات المسلم بشأن ثورة تونس.. وقاحة
زاوية الكتابكتب يناير 18, 2011, 12:59 ص 1503 مشاهدات 0
الوطن
وقاحة
كتب , د.شملان يوسف العيسى
التصريحات التي أطلقها النائب فيصل المسلم وتتناقلها الصحافة والإعلام والرسائل الالكترونية تستحق التوقف عندها والتعليق عليها…. فحوى تصريحات النائب فيصل مسلم «نحيي الشعب التونسي الذي أرسل عشرات الرسائل للحكومات العربية تحديداً. آمل أن تعيها السلطة الكويتية وتلتزم الأطر الدستورية وتقدم الحكومة استقالتها».
مثل هذا الكلام غير المسؤول يدل دلالة قاطعة على عدم احترام الشعب الكويتي الذي اختار الأسرة الحاكمة لحكم البلد منذ 300 عام مضت ولم يحترم قائل هذا الكلام النظام المؤسسي الذي أوصله الى قاعة عبدالله السالم.. فالنائب جزء من السلطة وعضو في السلطة التشريعية.. لذلك مطلوب منه أن يشرح لنا ما هي الرسائل للحكومات العربية من تونس.. هل يحاول النائب أن يقنعنا كشعب بأن الثورة ضد النظام العسكري الاستبدادي في تونس والذي أطاح به الشعب التونسي الشقيق يمكن أن تحصل لدينا في الكويت إذا لم يقدم رئيس الوزراء وحكومته استقالته؟
ما هذا الكلام الشوارعي الرخيص.. فالنائب مارس حقه الدستوري باستجواب رئيس الوزراء وطلب مع زملائه عدم التعاون مع الرئيس.. وقد صوت المجلس وحصل الرئيس على ثقة المجلس بالتجديد له أليس هذا التزاما بالأطر الدستورية؟ الآن وقد انتهى الاستجواب لماذا يحاول النائب زج أحداث تونس والإطاحة برئيسها في قضايانا المحلية؟
إذا كان قصد النائب مقارنة الكويت بغيرها من الأنظمة نود تذكيره بأن مؤسسة الحكم والنظام من أفضل الأنظمة العربية وأكثرها ديموقراطية واستقراراً وذلك لما نتمتع به من حرية ورفاهية وحقوق مدنية وسياسية.. نود أن نهمس بأذن النائب المحترم.. لو أطلق تصريحاته في أي دولة عربية لما بقي في مجلس الأمة ولا في بيته يوماً واحداً.. لكن نعمة الأمن والأمان التي نتمتع بها تحت حكم آل الصباح لا يقدرها إلا أبناء الوطن الأوفياء.. وليس تجار الشعارات السياسية الفارغة، نعمة الأمن والأمان والاستقرار جعلت الكويت بلاد العرب منذ الخمسينات وحتى الآن ملاذاً لأكثر من مليوني نسمة من إخوتنا العرب وضيوفنا الأجانب يتمتعون بكل الحقوق المدنية والقانونية ذلك لا يعني أننا لا نعاني من مشاكل في هذا البلد، فلدينا مشاكل إدارية وسياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها نحن في الكويت لا ندعي أننا نعيش في المدينة الفاضلة.
نحن نفخر كشعب بأن لا أحد منا حيث يقدر عددنا بحوالي مليون قَبِل التعاون مع الطاغية صدام حسين إبان الغزو الغاشم.. وهذا أكبر دليل على التصاق وحب الشعب الكويتي لقيادته.. هل تفهم ذلك يا فيصل؟!!
علينا أن نتساءل هنا لماذا يسيء بعض النواب لقيادتهم وبلدهم بشكل مستمر ووقاحة غير معهودة من أهل الديرة؟
أتصور أن الإجابة تكمن في أن بعض السياسيين في مجلس الأمة والأحزاب الدينية وغيرها يقيسون الوطنية بمدى معارضتهم للسلطة في الوقت الذي يمالئون فيه اتجاهات تعصبية مخالفة لقناعاتهم الحقيقية طمعاً في تحقيق مكاسب انتخابية وقتية.
إن الوطنية برأينا لا تقاس بمعارضة السلطة وحدها ولكن بعدم الخضوع لإرهاب الشارع ضد المصالح الحقيقية للمجتمع..
إن الانتماء الى الدولة الوطنية الحديثة لا القبلية أو الطائفية أو الجماعة العرقية هو المعيار الرئيس للوطنية ولا تتجلى الوطنية في شيء أكثر مما تتجلى في تربية النفوس على محبة الدولة الوطنية واحترام قوانينها والدفاع عنها وحماية حريتها واستقلالها، لذلك يمكننا أن نقول إن الرابطة الوطنية في بلدنا ضعيفة وهشة قياساً بالروابط والانتماءات القبلية والطائفية. علينا كشعب أن نعزز انتماءاتنا لهذه الأرض والعمل على التخلص الى الأبد من النواب الذي يحطون من قيمة بلدنا وقيادته السياسية.
د.شملان يوسف العيسى
تعليقات