د. حنان الهاجري ترى أن موافقة الملا والغانم والعنجري على قانون لحي العسكريين ترجمة عملية لمبادئ الليبرالية الحقيقية
زاوية الكتابكتب يناير 8, 2011, 1:11 ص 1616 مشاهدات 0
القبس
خارج الإطار
لحية الليبرالي.. مربعة!
كتب حنان الهاجري :
على العكس ممن وجد في تصويت النواب صالح الملا ومرزوق الغانم وعبدالرحمن العنجري بالموافقة على قانون يسمح للعسكريين بإطلاق اللحى مجاملة لمجموعة «إلا الدستور»، أو حيادا عن المبادئ التي يؤمن بها هؤلاء النواب الثلاثة، أجد ان موقفهم جميعا يمثل ترجمة عملية لمبادئ الليبرالية الحقيقية. ربما قد يكون توقيت التصويت على هذا القانون قد أثار الشك في بعض النفوس، ولكن يبقى هؤلاء النواب منسجمين مع أنفسهم بشكل كبير. الليبرالية، التي اعتقد البعض ان الملا والغانم والعنجري قد هجروها أو حادوا عنها، هي ذاتها ما تكفل حرية اطلاق اللحى للعسكريين. ولكن لأن اللحى ترتبط بالتدين، وهي سنة عن النبي عليه الصلاة والسلام، قام البعض بربطها بالتشدد وبفريق معين من النواب المنتمين للتيار الديني. ولو كان الأمر يتعلق بالسماح لهؤلاء العسكريين بممارسة حرية أخرى لا ترتبط من قريب أو بعيد بالدين، لما رأينا أصوات المعترضين تعلو منددة بالانقلاب الايديولوجي الذي تخيلوه في شأن اللحية. لا أفهم حقيقة كيف ُيصنف أمر ارتداء ملابس ذات مواصفات معينة للنساء أو الرجال أو اي امر آخر يتعلق بالشكل الخارجي للانسان تحت بند الحرية الشخصية، بينما يرفض أمر شبيه له من المجموعة نفسها فقط لأنه قد يكون ذا دلالة دينية لدى البعض. علينا أن نكون منصفين، اللحية شأن خاص للعسكري أو غيره، وأمر منع إطلاقها للمتدين أو غير المتدين يعد تعديا على حرية الفرد، كما هو أمر فرض أو منع ارتداء الحجاب أو النقاب بالقوة. لا يجوز لنا أن نؤمن بجزء من الحريات أو ان نمنح جزءا منها لمجموعة دون أخرى. وان كان الامر يتعلق بالزي الموحد للعسكريين والانضباط من جهة، فهو أيضا يميّز بين الرجال والنساء من حيث اظهار الرموز الدينية. فمن حق المرأة التي تنتمي الى السلك العسكري اليوم ان ترتدي الحجاب وهو رمز ديني آخر، بينما يمنع الرجل العسكري من اطلاق لحيته لأسباب عدة منها السبب الديني. وكما يحق لزميلي الكاتب الليبرالي، الذي أطلق لحيته قبل أيام وكتب في تغريدة له على تويتر ان على الرغم من أن مديره في العمل علق على هذا الامر فإن هذه اللحية كما وصفها الزميل: «أطلقت لتبقى»، يحق لغيره من غير الليبراليين كذلك ان يتمتع بالحرية ذاتها، بل الاهم يحق له التمتع بالشعور بأن هذه الحرية أصيلة ومستحقة.
المحزن أن هناك من يتوقع من النواب الليبراليين في المجلس أن يتخندقوا في مواجهة أي قانون يجد قبولا بين أوساط النواب القبليين أو المنتمين للتيارات الدينية، عن عند لا عن اقتناع، بعيدا عن موازنة المصلحة العامة للشعب أو لفئة من الشعب، أو حتى المصلحة السياسية للنواب انفسهم على أسوأ تقدير، كما حدث ايضا خلال جلستي الاستجواب وطرح الثقة الاخيرتين! ومن يتوقع ذلك هو من لا يفقه الف باء السياسة.
تعليقات