سعد العجمي يسجل ما هو أهم من الاستجواب، ويرى الأزمة الحالية ليست كسابقاتها، ويتمني أن يكون اليوم نهاية أزمة وبداية مرحلة

زاوية الكتاب

كتب 1442 مشاهدات 0



الجريدة

ما هو أهم من الاستجواب
سعد العجمي

 
ما هو أهم من وجهة نظري من الاستجواب وحسبة الأصوات، هو تلك التداعيات والإفرازات التي تمخضت عن الأزمة بدءا من رفع الحصانة عن المسلم مرورا بأحداث صليبيخات وانتهاء بتقديم الاستجواب وطلب عدم التعاون مع رئيس الوزراء، وهي مستجدات قد تقلب المعادلة السياسية في القادم من الأيام.

أيا كانت نتيجة جلسة استجواب اليوم فإننا نتمنى أن تكون قراءات جميع الأطراف لنتائج هذه الجلسة دقيقة وبعيدة كل البعد عن التهميش أو حتى التهويل، فليس من مصلحة الحكومة ولا المعارضة أيضا أن تقرأ النتائج وفق الأهواء وليس الواقع.

ما هو أهم من وجهة نظري من الاستجواب وحسبة الأصوات، هو تلك التداعيات والإفرازات التي تمخضت عن الأزمة بدءا من رفع الحصانة عن المسلم مرورا بأحداث صليبيخات وانتهاء بتقديم الاستجواب وطلب عدم التعاون مع رئيس الوزراء، وهي مستجدات قد تقلب المعادلة السياسية في القادم من الأيام.

إن إطلاق محطات فضائية أو أكثر تتبنى وجهة نطر المعارضة يمثل تطوراً نوعياً في أسلحة المواجهة بين الحكومة وخصومها، فالحكومة من حيث لا تشعر دفعت مناهضي سياستها إلى إيجاد حلول عملية تسهم في تقويتهم، وإيصال أصواتهم لشرح وجهة نظرهم المغيبة، وقس على هذه الفضائيات صحفاً ومواقع إلكترونية فاعلة جدا باتت تؤثر في الحراك السياسي وتوجه الرأي العام.

كما أن قيام أعداد غير قليلة من ناخبي بعض الدوائر، خصوصا الخامسة والرابعة بالتحرك على أرض الواقع للتأثير في مواقف بعض النواب يؤكد أن المواطن العادي بدأ يتفاعل مع الأحداث السياسية 'حركيا'، ولم تعد محاولات ضغطه تقتصر على إرسال 'مسج' على هواتف النواب أو الاكتفاء بالتعبير عن رأيه خلال التقائه بهم في ديوانية أو عرس أو عزاء، ولعل ما حدث أمام منزل العدوة والحويلة ومزيد خير دليل على ذلك.

هذه الأزمة السياسية هي الوحيدة منذ قضية تعديل الدوائر الانتخابية التي شهدت عقد ندوات في المناطق الداخلية والخارجية على حد سواء للتعبير عن وجهة النظر ذاتها، وهي الأولى كذلك التي يجتمع فيها المئات أو ربما الآلاف في مكان عام 'الصفاة'، دعما لمواقف سياسية كما حدث في ساحة الإرادة خلال حملة 'نبيها خمس' عام 2006.

ولعل تطابق مواقف ووجهات نظر قوى سياسية مختلفة التوجهات والأفكار من هذه الأزمة، يثبت أنها أزمة ليست كسابقاتها، فما الذي يا ترى يجمع أسيل العوضي بمحمد هايف، أو صالح الملا ووليد الطبطبائي، أو مرزوق الغانم ذو الإرث الاقتصادي بشعيب المويزري الضابط السابق، فكلهم من مشارب مختلفة لكنهم اتفقوا على مبدأ واحد، وأجمل ما في هذه الحياة، الاتفاق على المبادئ والقناعات، فهي الثابتة وغيرها زائل.

ومن سوابق هذه الأزمة، أنها الأولى أيضا التي يتدخل فيها المقام السامي عبر توجيهات ومتابعة سمو الأمير حفظه الله، فأغلب الخلافات النيابية الحكومية السابقة لم تشهد تدخلا مباشرا من سموه إلا في حال اتخاذه قرار قبول استقالة حكومة أو حل مجلس، كما أنها من الأزمات السياسية القليلة التي يدخل فيها رجال الدين والمفتين على الخط إذا ما استثنينا قانون حقوق المرأة السياسية أو قانون إسقاط فوائد القروض.

على أي حال نتمنى أن يكون اليوم الأربعاء نهاية أزمة وبداية مرحلة جديدة تستقر فيها الأمور، وتصّفى فيها النفوس من الشوائب التي علقت بها، ومن يدري لعل ما حدث يندرج في إطار المثل 'رب ضارة نافعة'.

 

تعليقات

اكتب تعليقك