الانتفاضة الحكومية جاءت متأخرة، ومن المؤسف أن النواب يحرضون المضربين ضد الحكومة..مختصر مقال شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 336 مشاهدات 0



طريق الصحيح

كتب:د. شملان يوسف العيسى
الخطوة الجريئة التي اتخذتها الحكومة بوضع حد لانزلاق الأمور وفلتانها ودخولها الى عالم المجهول بتجميد الكوادر والمعالجة الكاملة للاختلالات في الرواتب بما ينسجم مع الظروف المعيشية وغلاء الأسعار.. وتأتي خطوات الحكومة بعد شعور القيادة السياسية بأن العديد من النقابات وموظفي الحكومة في الطيران المدني وعمال الموانئ واتحاد البترول قد هددوا بالاضراب ووقف العمل إذا لم تتم تلبية طلباتهم بزيادة الرواتب والأجور.. المشكلة أن موظفي الكويتية والطيران المدني والموانئ كلهم يعملون في الحكومة ويخضعون لكوادرها لذلك لا يجوز ولا يحق لهم التهديد بالاضراب والتوقف عن العمل.. خصوصا إذا عرفنا ان الاضراب والتهديد بوقف العمل يأتي في آخر اوراق المفاوضات بين الطرفين ولم نسمع بان نقابة حكومية تبدأ بالاضراب وبعدها تطالب بتنفيذ المطالب.. التجربة الامريكية والبريطانية مع اضرابات موظفي الحكومة كانت قاسية على النقابات فالرئيس الامريكي الراحل رونالد ريغن.. استعان بالجيش الامريكي لادارة المطارات بعد اضراب نقابة العاملين في المطار، رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر عانت كثيرا من اضراب نقابات العمال ورفضت التفاوض مع النقابات ما دام الاضراب مستمرا ولقنت النقابات العمالية وموظفي الدولة درسا بأنه لا يحق للعمال المطالبة بأي حقوق ما داموا مضربين عن العمل.. وهددت العمال بالطرد اذا لم يلتزموا بالقانون.
انه لامر مؤسف ومحزن ان نرى نوابا في السلطة التشريعية يحرضون المضربين ضد الحكومة ومجلس الخدمة المدنية فالنائب مسلم البراك رحب باسم كتلة العمل الشعبي بالقياديين والموظفين في ساحة الاضراب واكد بأن مطالب النقابيين ستصل الى قاعة عبدالله السالم في مجلس الامة مما يعني ببساطة ان بعض الكتل النيابية تسعى الى التصعيد السياسي وتسجيل نقاط لمصالحهم الانتخابية على حساب المصلحة العليا في البلد.
الانتفاضة الحكومية دائما جاءت متأخرة.. نأمل ان تمتد لتشمل رفض تعدي اعضاء مجلس الامة لحدودهم وتدخلهم في صلاحيات السلطة التنفيذية ليس في مصلحة البلد تأجيج الشارع ومحاولة كسب رضى الدهماء على حساب المصلحة العليا للبلد.. مطلوب من الحكومة ومجلس الامة العمل معا لتهدئة الامور والسير معا لتطوير البلد وتنميته وتحقيق امنه واستقراره لقد مللنا من كثرة الخلافات وقد آن الأوان للعمل بعيدا عن المكاسب الانتخابية.
 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك