حسن علي كرم يستغرب انسياق حسن جوهر وراء 'الشعبي' لاستجواب نورية ، فقد هبط بذلك إلى درك من 'الاستغلال السياسي

زاوية الكتاب

كتب 544 مشاهدات 0



نورية خذي العبرة من تجربة المرحوم خالد المسعود...
كتب:حسن علي كرم
الحرب العدوانية على السيدة الفاضلة وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح ليست خالية من المرامي والاهداف الخاصة.
فاذا كنا نفهم مرامي وأهداف جهة نواب الاسلامية القبلية لكن في الحقيقة يستعصي علينا فهم ههجوم صالح عاشور وهجوم حسن جوهر، وراء الاخير كتلة العمل الشعبي وتهديده باستجواب الوزيرة لانها حسب زعمه تجاوزت الخطوط الحمراء..!! فأية خطوط حمراء هذه التي يزعم حسن جوهر أن الوزيرة تجاوزاتها؟ ومن حدد لها الخطوط الحمراء حتى يسجل عليها حسن جوهر مخالفة المرور..؟
ان فهمنا الوحيد لكل الهجوم العدواني الكاسح على الوزيرة نورية الصبيح من قبل نواب الاسلامي القبلي ونواب التكتل الشعبي أنه منطلق شخص من انتخابي لا صلة له بالقضية التعليمية وبالمسيرة التربوية لا من قريب ولا من بعيد ويؤسفنا ان ينحدر حسن جوهر وهو الاستاذ الجامعي الذي خرج من رحم جامعة الكويت والذي لولا المقعد الاكاديمي لما طال او جلس او حلم بالمقعد النيابي، اقول يؤسفنا ان ينحدر حسن جوهر إلى هذا الدرك من الاستغلال السياسي فيخلط الماء باللبن ويعطي انطباعا مغلوطاً إلـى الملأ عن السيدة الوزيرة لمجرد خلاف او اختلاف في المواقف والاهداف والمطالب والطلبات التي لا تنتهي ولا تتوقف عند حد معقول او منطقي من قبل هؤلاء النواب إلى السادة الوزراء وتحديداً الوزيرة نورية.
ان وضع نورية الصبيح مع بعض اعضاء مجلس الامة يذكرنا بالوضع الذي نشب بين المرحوم خالد المسعود الفهيد مع بعض اعضاء المجلس جينذاك الذي كان هو عضواً في صفوفهم لكنه انشق عنهم وقبل المنصب الوزاري وزيرا للتربية فخاصمه رفاقه في كتلة المعارضة التي كان يقودها الدكتور احمد الخطيب فحركوا عليه الشارع وخاصة طلبة المراحل الثانوية الذين خرجوا في مظاهرات طلابية غوغائية ضد الوزير مرددين هوسات (المسعود ما نريده خلوا كلبشة بيده) وهذه من الهوسات العراقية التي كان يرددها العراقيون على كل زعيم قابع في السلطة لكن خالد المسعود لم يكن بالشخص الضعيف أو المتردد. وإنما كان قوي الشخصية وقوي الإرادة وواجه كل الصعاب والعراقيل التي القيت في طريقه وانتصر عليها فمن بين تلك العراقيل بعدما تولى حقيبة التربية في يناير 1965 رفض قياديو الوزارة من الوكيل والوكلاء المساعدين التعاون معه بدعوى ان المسعود كان ناظر مدرسة ابتدائية فكيف يصبح وزيراً عليهم وهم حملة شهادات جامعية وعالية، غير ان المسعود لم يكن ليناً فكيسر فأصدر قراراً بعزل الوكيل والوكلاء المساعدين عن مناصبهم وتعيين قياديين جدد من صفوف المعلمين الكويتيين القدماء من الذين زاملهم المسعود بديلاً عنهم، والذي ساعد المسعود هو وقوف المرحوم الشيخ عبدالله السالم الى جانبه وتقرير حقه كوزير في اختيار القياديين في وزارته، ولعل شبيهاً بذلك قد حدث أيضاً مع الدكتور عبدالرحمن العوضي ابان توليه حقيبة وزارة الصحة (1975) حيث نشب خلاف بينه ووكيل الوزارة آنذاك برجس البرجس الذي تضامن معه الوكيل المساعد نايف المعوشرجي الامر الذي حدا بالوزير العوضي إلى عزل البرجس والمعوشرجي واختيار الدكتور نائل النقيب وكيلاً لوزارة الصحة.
في تصوري سابقة الوزير خالد المسعود والوزير العوضي في شأن عزل القياديين وتعيين غيرهم قد ارست قاعدة يمكن اعتبارها حقاً مطلقاً للوزير في اختيار مساعديه من الوكيل والوكلاء المساعدين وكبار القياديين في وزارته والخلاف الذي نشب كون الوزيرة نورية الصبيح قد رشحت موظفاً لمنصب وكيل مساعد او اقالة او ستفتاء او نقل قياديين من مناصبهم الى مناصب بديلة هذه امور تدخل في صلب اختصاصه ومهام الوزير ولا ينبغي بأي شكل من الاشكال للسلطة التشريعية التدخل في مثل هذه الامور باعتبارها حقاً مطلقاً للسلطة التنفيذية وللوزراء المختصين.. لكن مع اخذ الاعتبار لمسألتي الكفاءة والجدارة.
لكن للأسف انحدار العمل السياسي وزحف مجلس الامة على اختصاصات الحكومة ورضوخ الوزراء لتدخلات النواب وفرض اشخاص من قبلهم للمناصب القيادية كل ذلك وغير ذلك هو ما ادى الى ان يتجاوز النائب على الوزير وبسلب اختصاصه وينصب من نفسه آمراً عليه.. لا بديل لنورية الصبيح وهي تواجه وحدها غبار التصعيد النيابي الا التآسي بتجربة المرحوم خالد المسعود والوزير الدكتور العوضي، ولا بديل إلا ان تكون قوية وصلبة كالحديد الذي لا يلين. انهم يريدون التخلص من نورية مثلما تخلصوا من الوزيرة الاولى معصومة المبارك. واعلان فشل المرأة في المعترك السياسي.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك