الصبر: المؤسسة الأمنية لا تتقبل انتقادات وسائل الإعلام ولو كانت صحيحة
محليات وبرلمانيناير 4, 2011, 4:49 م 938 مشاهدات 0
تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في أي مجتمع لا يمكن أن يتواصل في غياب الأمن وفقدان الاستقرار، ولكن تعزيز الأمن من الصعب إرساء قواعده بواسطة المؤسسة الأمنية وحدها بل لا بد من تعاون أفراد المجتمع، وهذه الشراكة من العسير توافرها في غياب تعاون إيجابي وفعال بين الجهاز الأمني وأجهزة الإعلام، فوسائل الإعلام تلعب دوراً مؤثراً في تشكيل اتجاه النشء والشباب ، وصياغة اتجاهات الرأي العام في المجتمع ، إضافة إلى إسهامها في مجالات حفظ الأمن وتوعية المواطنين للوقاية من الجريمة وتكوين رأي عام مؤيد للشرطة .
ولكن هناك معوقات عديدة للتعاون بين المؤسسة الأمنية ووسائل الإعلام .
وتتحدد هذه المعوقات فيما يلي :
أولاً: ليس هناك شك في وجود أزمة ثقة بين المؤسسة الأمنية وبين المواطنين، فأبناء المجتمع يعتبرون رجال الأمن أداة في يد السـلطة التنفيذية للضغط والقمع، بينما يؤمن رجـــال الأمن بأنهـم يسعون لخدمة الشعب من خلال إقرار الاستقرار وإشاعة الطمأنينة.
ثانياً: هناك تعارض عميق الجذور بين ثقافة ومرجعية كل من رجال الإعلام ورجل الأمن، فثقافة رجل الأمن تجنح إلى الإخفاء والكتمان وفرض الرقابة بينما توجه رجل الإعلام ينزع إلى الكشف والمصارحة والإعلام وربما المبالغة والإثارة أحياناً .
ثالثاً: سعي وسائل الإعلام للترويج وكسب الرأي العام ربما يزعزع الثقة في قدرة الجهاز الأمني على بلوغ أهدافه ، وقد تعمد وسائل الإعلام لتحقيق الانتشار إلى التشكيك في الحقائق والأرقام الصادرة عن المؤسسة الأمنية، ويخلق ذلك حالة من الخصومة بين الجانبين .
رابعاً: معظم قوانين المؤسسات الأمنية في الدول العربية تفرض قيوداً ملموسة على اتصال رجال الأمن بوسائل الإعلام حيث يتطلب ذلك تصريحاً شفهياً أو كتابياً من الرئيس المختص، مما يثير حالة من التباعد النفسي بين الجانبين .
خامساً: المؤسسة الأمنية لا تتقبل بسهولة انتقادات وسائل الإعلام لها حتى لو كانت صحيحة حيث يضيق رجال الأمن ذرعاً بالنقد لأية جوانب إخفاق أو تقصير تتعلق بهم ، بينما ترى وسائل الإعلام أن هذه الانتقادات ممارسة طبيعية لحرية الرأي وللنقد البناء .
كيفية التصدي لهذه المعوقات:
1. إيضاح مظاهر الارتباط الجوهري بين الجهازين الإعلام والأمن الذي يرتكز إلى أسس وطيدة من التنسيق بين وزارة الإعلام ووزارة الداخلية .
2. تحسين العلاقة بين وزارة الداخلية ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية الخاصة، خاصة مع كبار الكتاب والمحررين الأمنيين .
3. دعم مفهوم المواطنة وروح الانتماء لحث أبناء المجتمع على المساهمة في بلوغ أهداف السياسات الأمنية .
4. بناء جسور من الثقة بين المواطن والمؤسسة الأمنية .
5. الابتعاد عن أساليب النصيحة المباشرة حتى يحقق الخطاب الإعلامي الأمني نتائجه .
6. تقبل رجال الأمن للانتقادات الموضوعية من جانب وسائل الإعلام ، فإذا كانت الشرطة ترفع شعار أنها في خدمة الشعب بحق ، فينبغي على من يخدم الشعب أن يصغي لصوته مادامت في نطاق ما يجيزه القانون .
تعليقات