'كشك الشيخ مبارك' معلم تراثي يوثق حقبة تاريخية بالكويت
منوعاتيناير 3, 2011, 12:14 م 2010 مشاهدات 0
يعد (كشك الشيخ مبارك) احد اهم المعالم التاريخية والمباني التراثية في البلاد ويوثق لحقبة تاريخية مهمة من مسيرة الكويت وعهد حاكم الكويت السابع الشيخ مبارك الكبير الذي تولى مقاليد الحكم بين العامين 1896 و1915.
وقال الباحث والمؤرخ والكاتب في التراث الكويتي محمد عبد الهادي جمال لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم ان كلمة (كشك) اصلها فارسي وتركي وتعني في لهجة أهل الكويت مبنى مربع الشكل بدورين اثنين سفلي مبني من الطين أو الصخر وعلوي من الخشب.
وأضاف ان الشيخ مبارك الصباح شيد آنذاك كشكين اثنين احدهما جنوبي يجلس فيه صباحا وشمالي يجلس فيه عصرا وكان الشمالي يقع في جهة المدخل الشرقي لسوق الخضرة ولا يزال قائما حتى الآن بينما شيد الكشك الجنوبي مقابل مدخل سوق (الغربللي) في الساحة ذاتها التي كان يطلق عليها آنذاك اسم (الصفاة) وسميت فيما بعد ساحة (الصرافين) ثم ساحة (المباركية) في وقتنا الحاضر.
وأوضح أن الشيخ مبارك كان يستخدم الكشك في جلساته العامة للاستماع الى آراء ووجهات نظر ومشكلات المواطنين وتقديم مختلف أوجه المساعدة لهم والحلول لمشكلاتهم.
وذكر ان الساحة التي يطل عليها الكشك كانت احد اهم المواقع التجارية في الكويت خلال بدايات حكم الشيخ مبارك بعدما تم بناء الأسواق هناك وبدأ اصحاب الجمال القادمين من الصحراء بالتوجه الى الساحة بعدما منعتهم الحكومة من التوجه الى المناخ غرب سوق التجار حيث اعتادوا التوجه اليه للتبضع الى أن بدؤوا بالانتظار في ساحة الصفاة القديمة.
وبين جمال انه من الأسواق التي كانت تحيط بتلك الساحة سوق الخضرة وسوق التناكة والسوق الداخلي وسوق الدهن وسوق التمر وسوق الخراريز وسوق الماء.
وقال ان سنوات طويلة مرت على كشكي الشيخ مبارك بعد وفاته وتم استخدامهما لعدة أغراض حيث استخدم الكشك الجنوبي كمقر للبلدية قبل بناء مقرها القديم في الصفاة كما استخدم في فترة من الفترات مقرا للممثل التجاري السعودي قبل هدمه.
وذكر ان الكشك الشمالي لايزال قائما الى الآن وقد تم استخدامه كمقر للمحكمة الشرعية عام 1934 ثم مقر للبريد في الفترة بين العامين 1942 و1952 ثم مكتبة عامة في خمسينيات القرن الماضي وبعد ذلك (استوديو) للتصوير في الستينيات قبل اغلاقه لفترة طويلة الى وقتنا هذا.
وأوضح ان الدور الأرضي للكشك استخدم كصيدلية في الفترة بين العامين 1920 و1939 ثم افتتحت فيه عدة دكاكين بعد ذلك.
وذكر ان عددا من الشيوخ والتجار وبعض العائلات كانوا يشيدون اكشاكا لهم في الماضي لاستخدامات مختلفة كسكن خاص أو ديوان أو مركز خاص وأهمها كشك الشيخ سلمان الحمود الصباح في فريج الشيوخ الذي كان يضم عددا كبيرا من بيوت الشيوخ وتميز بواجهته واقواسه الجميلة المواجهة للبحر.
وأشار جمال الى أنه كان هناك أيضا كشك آخر يطل على ساحل البحر في المنطقة الغربية من مدينة الكويت القديمة يعود الى المرحوم حمد الصقر الذي كان عبارة عن ديوان يستقبل فيه الرواد والأصدقاء.
وشدد على اهمية الحفاظ على هذا المعلم التراثي لتعريف جيل الشباب والأجيال القادمة بتاريخ بلدهم والعلاقة التي تربط الجمهور بحكامهم وحرصهم على التشاور مع المواطنين في أمور البلاد ما يتطلب الاهتمام بهذا المعلم وبقية المعالم الأخرى القديمة في البلاد وترميمها لتعود كما كانت في الماضي رموزا معمارية وتاريخية للكويت.
تعليقات