مع احترامه وتقديره وإيمانه بصدقية وعفوية ووطنية مسلم البراك، إلا أن صالح الشايجي يظنه فئويا

زاوية الكتاب

كتب 2675 مشاهدات 0


احترامي للنائب «مسلّم البراك» وتقديري له وإيماني بصدقيته وعفويته الوطنية وعلو كعبه البرلماني، لا تمنعني من أن أوجه له تهمة «القبلية» والفئوية والخروج عن جادة الديموقراطية ومخالفة روح الدستور ونصوصه!

قد تبدو مثل تلك التهم شائنة ومعيبة لاسيما إذا كانت موجهة لواحد من أكثر المنافحين والمدافعين عن الدستور وأحد الرافعين راية «إلا الدستور» ومن خاض وخاض وخاض الحروب والمعارك في سبيل هذا الدستور المسكين الذي أضحى كقميص عثمان، كل يحاول أن يأخذ منه مزقة يلصقها على صدره ويقبلها أمام المارة والسابلة ليؤكد حبه له وإيمانه به، وإن كنت أؤمن بأن إيمان مسلّم بالدستور إيمان حقيقي وليس على هذه الشاكلة.

تتصارع الفرق وتتنابذ، وهذه فرقة الشمال وهذه فرقة الجنوب وتلك شرقا وتلك غربا وكلها تدعي الالتزام بالدستور والدفاع عنه، رغم اختلاف النهج والتوجه والغاية، وهذا عبث، لا من هؤلاء المتصارعين تحت سدرة الدستور، بل بسبب ترك الدستور هكذا بلا حصانة فقهية تحصنه من التطاول والاجتهادات الصائب منها والطائش.

والعودة الى النائب مسلم البراك باتت واجبة لتأكيد تهمة الفئوية عليه، (وإن كنت أخجل من ذلك ولكن هذا ما تقتضيه الأمانة) فلقد تدخل لدى «قبيلة العجمان الكريمة» - السلاطين إذا قعدوا والشياطين إذا قاموا – كما وصفهم – لأجل الضغط على اثنين من النواب العجمان ليقفا ضد سمو رئيس الوزراء في جلسة الخامس من يناير وحجب الثقة عنه! ورغم اختلافي ورفضي لاستخدام أسلوب الضغط في العمل البرلماني وتجريد النائب من حريته في اتخاذ القرار، فلست – أيضا – أقف عند هذه النقطة، بل أتجاوزها الى النقطة الأهم في هذه الواقعة وهي استخدام النائب القبيلة كوسيلة لتحقيق الهدف.

إن الديموقراطية إن لم ترتكز على هدم الفئوية والتفتيت العرقي فهي لا شك عليلة وسقيمة وليست ديموقراطية حقيقية لأنها لم تحقق المساواة بين الأفراد، وإن «أعداء الديموقراطية» - والذين يعرفهم مسلم – هم الذين زرعوا القبلية والفئوية من أجل قصد لا يخفى على مسلّم، ووجود الفئوية بأي شكل من أشكالها قبلية كانت أو طائفية أو دينية هو بالضرورة وأد للديموقراطية، فكيف يلجأ إليها مسلّم المعادي لكل ما هو ضد الدستور والديموقراطية؟!

أٌجِلّ مسلّم عن «الميكيافيلية» وأبرئه من اتباع أسلوب «الغاية تبرر الوسيلة» لأنه ليس انتهازيا، وحاشا له أن يكون كذلك، وأكتفي بأن أتهمه بالفئوية والتي وإن لم يستخدمها في أغراض انتخابية فهو استخدمها – مع الأسف – لهدف سياسي راهن عليه وأعيته أسلحته كلها ولم يجد بدا من استخدام آخر الدواء (الكي) الذي كوى به قلوبنا!

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك