'إلا الحرية': يسقط الغربللي انتشار الفساد والنفاق وتفتيت الوحدة الوطنية بقصيدة لفهد بورسلي

زاوية الكتاب

كتب 1434 مشاهدات 0


إلا الحرية، الدار جارت

بمعية الشاعر الخالد في ضمير الوطن المرحوم فهد بورسلي في قصيدته المعبرة «الدار جارت»، وكأنه يصف اوضاعنا الحالية التي وصلت الى مستويات غير مسبوقة من التدهور «الدار جارت ما عليها شافه... والحر فيها شايف معافه»، فكما هو معلوم فالحرية - المسؤولة - والديموقراطية وجهان لعملة واحدة، وهي كالصحة لا يعرف قيمتها الا من افتقدها، والكويت اذ تستعد للاحتفال باستقبال اليوبيل الذهبي للاستقلال كدولة حرة دستورية، فلا احد يمكنه ان يزايد على رشد ووعي الشعب الكويتي في ممارسة واجباته ومسؤولياته وفق ما رسمها القانون والدستور، ورغم ذلك فمظاهر تدهور الاحوال وانتشار الفساد والتسابق للخضوع لذوي النفوذ والسلطة والمال.. على حساب المبادئ والقيم، «دار يعيش بها الغريب منعم.. وتعيش فيها ام احمد العجافه»، هذه المظاهر السلبية انتشرت حتى تكاد تكون سمة من سمات العصر، ادت الى ظهور بعض الفئات والسلوكيات الغريبة على مجتمعنا، التي اذكر منها على سبيل المثال، فئة لوحظ ان نوابها وضعوا كل بيضها بسلة الموالاة.
تلك الفئات المنافقة اتسم سلوكها ومنطقها بانعدام الانصاف والافتقار الى النظرة الموضوعية العادلة والكيل بمكيالين وفق معايير مزدوجة ونظرة عوراء، فتراهم على سبيل المثال: يركزون على اهمية حصر النشاط السياسي في قاعة البرلمان، لكنهم في الوقت نفسه يغضون النظر عن دور المتسبب في فقدان النصاب وغياب جميع نواب الموالاة وحضور الحكومة بوزير واحد فقط! يركزون على اهمية سرية الوثائق المصرفية، ويهملون حقيقة ان امن تلك الوثائق هو مسؤولية المصارف. كما يتحاشون حتى الحديث عن مناسبة وموضوع تلك الوثائق المصرفية وشبهة الاستفادة والفساد.. يتباكون على سلامة مواطن تعرض لاعتداء غاشم ويحملون السعدون المسؤولية، ويغضون النظر عن مسؤولية الحكومة ممثلة برجال الامن في توقع ومنع حدوث الاعتداء! كانت تلك السلوكيات بعضا من سمات التناقض والنفاق اللذين اتسم بهما رأي ومنطق فئة بالمجتمع ازاء احداث الاربعاء الاسود، وربما قبل ذلك من منطق اعور يكيل بمكيالين ومنطلق من مواقف مسبقة ويفتقد الموضوعية والانصاف «حنا تقاطعنا وشنا نفوسنا.. والزود خلانا على مهيافه».
الكل ومن دون استثناء مدعوون الى القيام بواجبهم للحفاظ على مكتسبات الشعب الدستورية التي كفلها الدستور، وعلى رأسها الحرية، قبل ان تغرق السفينة في بحر الظلمات، وقبل ان نقول «هذا جزانا زين سوّت فينا.. خل الغرق ما يوهل الترافه»، اما في ما يتعلق بتشكيك المنافقين في إخلاص ووفاء الشعب الكويتي الوفي للشرعية، فذلك امر تدحضه سيمفونية الولاء الفريدة بالتاريخ وبأحلك ظروف الغزو الغاشم. لذلك، على المشككين من المنافقين الكف عن العبث بالوحدة الوطنية. وصونا للمقام السامي، ادعو المختصين وخبراء الدستور الى شرح المادتين: 54 «الامير رئيس الدولة، وذاته مصونة لا تمس»، و55 «يتولى الامير سلطاته بواسطة وزرائه» من الدستور. شرحا كما اراده المشرعون واوضحوه في المذكرة التفسيرية. وذلك كي يصدق فينا قوله تعالى «والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون». صدق الله العظيم، «يا لله دخيلك عقب ذيك النخوة.. ما من من الواجب ولا طرافه».. «نصبر غصب او طيب هذي القسمة.. لو نلحس التمرة ورى الخصافه»، ان كانت هناك بعض الدول تتباهى بمبانيها وابراجها العالية فنحن في الكويت نفتخر بأجواء الحرية التي كفلها الدستور الذي ينظم حياتنا. ويبقى الامل بالله عز وجل، ثم بتطمينات سمو الامير، حفظه الله، بصون وحماية الدستور، رحم الله المواطن المخلص فهد بورسلي، وحفظ الكويت واميرها حامي وراعي دستورها وشعبها الوفي من كل مكروه. والله الهادي الى سواء السبيل.

عبدالكريم السيد عبداللطيف الغربللي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك