المعارضة برأى د.حسن عباس صنفت الناس لصنفين: وطني أخلاقي صاحب عزة وكرامة وشهامة وولاء للأرض لمن يقف لجنبها، وفريق موالٍ انبطاحي انهزامي خائن

زاوية الكتاب

كتب 934 مشاهدات 0


الراى

د. حسن عبدالله عباس / من رفع كأسك يا وطن!

بيد من وقع كاس الوطن؟ من فاز في الجولة الأخيرة؟ هل المعارضة التي أثقلت كاهل الوطن بأسلوبها الموتر للأعصاب والمستفز، والتي صنفت الناس لصنفين: وطني أخلاقي صاحب عزة وكرامة وشهامة وولاء للأرض لمن يقف لجنبها، وفريق موالٍ انبطاحي انهزامي خائن للارض والوطن وعديم الأخلاق وقليل التربية؟! أم الحكومة التي فازت ورفعت كأس الانتصار لأنها تصدت لهجوم نيابي وصعد أعلى سلطة فيها ليبارز ثلاث كتل مجتمعة!
لا للأسف، لا هذا ولا ذاك. فالمعارضة لم تستطع أن تحقق وإلى اليوم هدفها الأول وهو إسقاط ناصر المحمد حتى ولو كلّف ذلك تدهور السلم الاجتماعي. نعم قد تحصل مفاجآت في جلسة 5 يناير من قبيل مفاجأة «كتلة العمل الوطني» التي بدت تميل أكثر إلى عدم التعاون ومفاجأة حسين المزيد والأكثر غرابة ودهشة، لكن تظل المؤشرات إلى حد الآن أن عبور رئيس الوزراء مازال هو الاحتمال الأقرب.
ولا الحكومة هي الأخرى استطاعت أن ترفع الكأس لأنها ببساطة مازالت قاصرة عن الوقوف وتعديل مشيتها! فهي مرة تضرب بيد من حديد، ومرة تُضرب بيد من حديد «هل تذكرون منظر تعدي الناس على الضباط ومخافر الشرطة»، ومرة تريد الحزم في منع التجمعات ومرة تترك الحبل على الغارب في الفرعيات، ومرة تطبق القانون بتعسف، ومرة أخرى تطبق القانون «بتصرف»! احتار الميزان فيكِ يا بطة! مرة وزن زائد وثقيل ومرة خفيف بوزن الريشة!
أنا اقول لكم من رفع الكأس! رفعه هذا الشعب المسكين، الذي يدفع ثمن ألاعيبكم! هذا الشعب الفقير الذي ظل يدفع ضريبة أفاعيلكم! فهو من ضُرب في جلسة الحربش، وهو من ضُرب في التأبين، فهو من افترق إلى سلفي متطرف «يدعم ثوابت الأمة»، وإلى شيعي طائفي «يدعم ثوابت الأمة»، دفعه هذا الشعب الذي يُعد من أغنى شعوب العالم، ولكنه يبيت ليله في ظلماء وصيفه في رمضاء، وهو من خسر من ماله المليارات إما بسبب البطون الكريهة أو بسبب العقول «النبيهة»، من رفع الكأس هو الشعب الذي يعيش منذ خمسين عاماً، ويحدث نفسه كوابيس الحل غير الدستوري، من رفعه هو الشعب الذي كان ينتظر من النواب والحكومة تحسين التعليم وتبديل مناهج تبث روح الكراهية والحقد، وإذا بهم يفقدون مدير الجامعة الوطنية الوحيدة ليبحثوا عنه في غرف تبديل القبعات السياسية، هذا الشعب الذي عنده سياسيون كالبصيري، الذي يحكي عنه زميله بالتيار بأنه قبل يومين يصف ناصر المحمد بأنه يترأس حكومة فتنة ليصبح اليوم هو محللها في جلسات المجلس! فمن رفعه هو هذا الشعب المسكين الذي وبرغم كل هذه البلاوي ما زال يتحمل لغد أفضل!


د. حسن عبدالله عباس

تعليقات

اكتب تعليقك