يا ولي الأمر... أنقذنا مما نحن فيه, والله لقد تعبنا وتعب وطننا وشعبنا مما تمارسه قلة القلة, او القلة الضالة التي تريد ان تحكم بقانونها الخاص.. مقطع من افتتاحية السياسة
زاوية الكتابكتب ديسمبر 30, 2010, 12:43 ص 1766 مشاهدات 0
السياسة
يا ولي الأمر... والله لقد تعبنا... تعبنا... تعبنا
يا ولي الأمر... لقد أضنانا التعب ونشعر ان عقولنا وأجسادنا لم تعد تتحمل هذا الارهاق الذي نحن فيه منذ ثلاثين عاما ونيف, فمنذ ذلك الوقت ونحن نعيش ضجيجا وجعجعة بلا طحين. ثلاثون سنة ونيف, والاقاويل نفسها والاطروحات والافكار نفسها, وشعارات الديمقراطية والحرية والكرامة والشرف, والعملاء والأجندات الخاصة, والانبطاحيين والانهزاميين, والموالي وغير الموالي, والوطني وغير الوطني, و'الا الدستور'... شعارات نسمعها هي هي لم تتبدل او تتغير, الى درجة أنها أعيتنا, وأتعبت أذهاننا وشتتت عقولنا. ثلاثون سنة ونيف, والشعارات نفسها والاشخاص أنفسهم وربما الدشاديش ذاتها.
دول كثيرة تغيرت أجنداتها وشعاراتها وستراتيجياتها وسياساتها, ونحن كما نحن على'طمام المرحوم' لم نتغير او نغير في وضعنا. إننا نتراجع الى الوراء والعالم من حولنا يسير الى الأمام. لقد تخلفنا وغيرنا تقدم.
يا ولي الأمر... أنقذنا مما نحن فيه, والله لقد تعبنا وتعب وطننا وشعبنا مما تمارسه قلة القلة, او القلة الضالة التي تريد ان تحكم بقانونها الخاص وليس قوانين الدولة, هذه القلة التي تضررت من تطبيق القانون الذي يساوي بين الجميع, فأصبحت كالقطط هائجة'تخدش' وتجرح الاخرين في مشاعرهم وكراماتهم وحتى بأموالهم. هذه القلة الخاسرة من تطبيق القانون عاتبة على الدولة وممعنة في تجريحنا وتجريح المؤسسات الوطنية. فبعض هذه القلة الضالة, نتف ريشها بعدما كانت كالطاووس الذي يرفع ذيله عندما يريد نكح أنثاه, لكننا لسنا إناث طواويس, إننا شعب أبي, نرفض الاذعان للابتزاز السياسي الذي يمارسه بعض من فقدوا صوابهم حين توقفت معاملاتهم وواسطاتهم غير القانونية, فتكدروا وغضبوا وراحوا ينتقمون منا ويسيئون الى الشأن العام, بلا رحمة, والبعض الآخر منهم كان يحلم بمناصب ومكاسب معينة, ولكن طبيعة اللعبة البرلمانية حالت بينه وبين ما يطمح اليه, فحملوا الناس المسؤولية عن ذلك الفشل, وهم يعرفون ان الذنب ليس ذنبنا, إلا أنهم لم يقتنعوا, فالغضب أعماهم وفنجروا عيونهم وكأنها عيون لصوص همت بالسرقة, ولم يقبلوا النتيجة رغم مناداتهم بتطبيق القانون والدستور الذي يقر بأن الرأي الغالب للأغلبية وليس للأقلية, ورغم ذلك يخالفون الجمع, ويفصلون النصوص على مقاس مصالحهم ويريدون جعل الدستور فقط هو الموافقة على ما تفرضه أمزجتهم. إنها رغبات نفوس لا تسطير نصوص.
يا ولي الأمر... والله لقد تعبنا وتعبت بلادنا وتراجع اقتصادنا, وتخلف مسارنا الاجتماعي, بل أكثر من ذلك أصبحنا سبة في نظر جيراننا الخليجيين, ومضحكة عالمنا العربي. لقد بتنا عبر ألاعيب هؤلاء النفر وكأننا أمام قدر إلهي, شعب تذهب فيه النعم بمعاصيه السياسية. لكننا نقول :اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا, فهؤلاء ليسوا منا ونحن لسنا منهم, اننا شعب شاكر للنعم, مؤمن ان الله حق وان الامانة شرف والموت في سبيل الوطن شهادة.
يا ولي الأمر... بلا شك تعرف ما تحت القبة, وتعرف أجندات كل واحد منا, وهذا أمر طبيعي فأنت ولي الأمر, وتعرف ونعرف ان شعب الكويت ليس عشرة او 20 نائبا تقاطعت مصالحهم الشخصية فاتبعوا اسلوب'شيلني وأشيلك', كما ان الشعب ليس 500 شخص يتظاهرون بترتيب مسبق من اصحاب الاجندات المتضررين من تطبيق القانون, خمسمئة شخص, الوجوه نفسها وحتى الملابس ذاتها ايضا. ان شعب الكويت مليون مواطن ونحو ثلاثة ملايين وافد, وهذه الملايين الاربعة لها حق في الوطن والارض التي تعيش عليها, فالوطن هو الارض التي ترزق عليها... ولهؤلاء الحق في الاستقرار والأمن والعيش والامان, والكويت للكل ولا يملك أحد الحق في ان يلعب بحياة الناس ومصائرهم لحساب قلة القلة من السياسيين, من حق الناس أن لا يناموا على قلق ويستيقظوا على خوف من المجهول الذي تحاول قلة التمصلح دفع البلاد اليه, والملايين الأربعة يؤمنون ان الصحة في الابدان والامان في الاوطان مطلب الأخيار .. وتحقيق ذلك مسؤولية ولي الأمر شئنا أو أبينا, لانها مسؤوليته أمام الله والوطن والشعب... اكرر مسؤولية ولي الأمر.
يا ولي الأمر... ما الذي حدث? وما المراد? وعلام هذه الضجة علام? فانت تعرف ونحن نعرف خلفية كل هذه الضجة وأبعادها, وتعرف ايضا ونعرف ان مكاسب الدولة في الحزم اكثر منها في الحلم. والله إنها ضجة لا علاقة لها بالوطنية وحب الوطن والشعب.
يا ولي الأمر... لسنا البلد الوحيد الذي يطبق الديمقراطية ولكننا,للاسف, البلد الوحيد الذي يطبقها مشوهة, فلا الحرية التي عندنا كتلك المتعارف عليها في العالم أجمع, بل يفهمها البعض أنها حرية البذاءة والشتم والسباب وسبر أغوار الاسرار الشخصية والتفتيش بها ليتاجر فيها ويغمز من قناتها, وكأن كل واحد منا بلا خطيئة, واذا كان أحدهم مخطئا فانه يطلب ان لا يحاسب وان يعيش محصنا لا تناله القوانين العامة.
لننظر الى الديمقراطية في الدول الاخرى, حيث التطبيق الصحيح, هناك اذا ارادت الدولة تطبيق القانون طبق باللين, واذا اعترض المعترضون وخرجوا عن الاصول والاعراف طبق بالشدة, فالكثير من الشعوب الديمقراطية اعترضت على قرارات حكوماتها وقوانين أقرتها مجالس نوابها, واحتجت وتظاهرت, ورغم ذلك حزمت الدول أمرها وطبقت القوانين, ولم يتنطح أحد ليدافع عن تعطيل القانون او ليعرقل عمل مؤسسات الدولة, او يرفع شعارات ك¯'الا الدستور', بل لم يتنطح أحد يدعي وصلا بليلى! ويصور الامور على غير حقيقتها وكأننا في دولة بوليسية او دولة معتقلات... القانون هو القانون, أبيض او أسود, وليس هناك لون رمادي فيه, ولا يراه في هذا اللون الا من يريد التمصلح ويريد تفسير القوانين والدساتير وفق ما في نفسه وليس وفقا لنصوصها.
يا ولي الأمر... أخيرا... نكررها مرات ومرات, لقد تعبنا... نعم تعبنا, ولم نعد نحتمل أكثر, والكويت لم تعد قادرة على التعطيل أكثر, ولذلك اذا أردت ان تستفتينا في الامر فنحن مستعدون لهذا وسنقول لك ماذا نريد, ونفصح عن رغباتنا اذا كانت بعيدة عنك او لم تصلك, بل سنضع رغباتنا أمامك وهي ستثلج صدرك, وستفرح الاغلبية من الشعب الكويتي,هذا الشعب الذي يريد الأمن والاستقرار, وأكل العنب لا قتل النواطير, وان يتمتع أفراده بالثروة الوطنية قبل ان يموتوا ويصبحوا نسيا منسيا.
رغباتنا يا ولي الأمر ستزعج الذين اعتادوا التعيش على الجعجعة ورفع صور الطواويس في بيوتهم, او أولئك الذين همشوا أنفسهم وأصبحوا أدوات يلعب بها الذين عرفوا كيف تؤكل الكتف وراحوا ينهشون بانتهازيتهم المعهودة في جسد الوطن ومقدراته وأمنه واستقراره, هؤلاء الذين قصت أجنحتهم ورغم ذلك لم يثوبوا الى رشدهم.
يا ولي الأمر... نتمنى لك ولجميع من على هذه الارض الطيبة اجازة سعيدة, ودعنا نعتذر عن إزعاجك في وضع مشاعرنا وهواجسنا بين يديك في يوم راحتك, لكن تلك ارادة الله, فقد فاض بنا الكيل.
تعليقات