استقالة فيصل المسلم.. مطلب شعبي و«دستوري» أيضاً ـ افتتاحية الصباح

زاوية الكتاب

كتب 2958 مشاهدات 0



الصباح

مخالفته للدستور والقانون فاقت كل الحدود.. وتمثيله لمواطنيه موضع شك كبير 
استقالة فيصل المسلم.. مطلب شعبي و«دستوري» أيضاً 
 
> كتب المحرر السياسي
مزاعمه بالدفاع عن الحقوق والحريات تتهاوى أمام اتهامه للإعلام بالفساد وتهديده للجهاز المصرفي الوطني بتسريب شيكات البنوك.
من أعطاه الحق لأن يرمي بميكروفونات الفضائيات في «بيت الأمة»؟!
 
> من أسوأ ما يتورط فيه السياسيون أو المشتغلون بالعمل العام عموماً: التناقض بين أقوالهم وأفعالهم، خصوصاً حين يستظل هؤلاء السياسيون بمظلة الدين ويستشهدون بآياته وأحاديثه، وهم يعلمون أن القرآن الكريم قد ذمّ تلك «الازدواجية» وحذر منها، كما في قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون، كَبرُ مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون».

لكن - مع الأسف - لدينا سياسيين، أو تحديداً نواباً لا يبالون بمثل هذه الازدواجية أو ذلك التناقض، فهم يرفعون شعارات ولافتات دينية أحياناً، ودستورية أحياناً أخرى وقت الحاجة، ثم يتخلون عنها فور أن تصطدم بمصالحهم وأجندتهم، وفي هذا السياق تثور تساؤلات عدة في أوساط الشارع الكويتي حول مبررات النائب د. فيصل المسلم في مواصلة تهجمه على الجميع، وافتراءاته ضد كل مؤسسات البلد، فبعد أن تطاول على زملائه أعضاء مجلس الأمة واتهمهم بـ «الفساد» و«الرشوة»، وأسبغ على المجلس ذاته أوصافاً لا تصدر عن عضو في هذه المؤسسة الدستورية العريقة، التفت ناحية الاقتصاد الكويتي ولم يبال بأن يضربه في الصميم، عبر مشاركته في جريمة تسريب صورة شيك من بنك برقان، وهو ما اعتبره البنك تهديداً لمركزه المالي ووضعه المصرفي ومكانته المحلية والدولية، وقدم بسبب ذلك بلاغاً إلى النائب العام، انتهى برفع الحصانة عن المسلم، ليمثل أمام القضاء ويحاكم على خلفية هذه الجريمة.

وأبى النائب المسلم إلا أن يكمل «دائرة التشويه» الذي أتقنه جيداً، فاستدار إلى الإعلام الكويتي الحر، والذي استطاع أن يتبوأ مكانة إقليمية وعالمية رائدة، حيث نالت الكويت لسنوات عدة متتالية المركز الأول عربياً في مجال حرية الصحافة، طبقاً لتقارير منظمات مرموقة بينها «مراسلون بلا حدود»، لكن المسلم لم يحفل بكل ذلك، وراح يتهم الإعلام الكويتي المستقل بـ «الفساد»، لا لشيء إلا لأن هذا الإعلام يرفض أن يمشي في ركابه، كما يرفض أن تكون له أجندة خاصة، باستثناء «أجندة الكويت».. ولم يكتف المسلم بهذا الوصف السيئ، وإنما استباح لنفسه ما ليس من حقه ولا يملك التصرف به، فأخذ يبعد ميكروفونات الفضائيات التي لا تروق له، والتي تقف عثرة في حلقه، لأنها لا تنصاع أو تخضع له، خصوصاً قناة «الصباح» التي يناصبها بالذات عداءً ظاهراً ومجاهرة بالكراهية.. وهو يفعل ذلك في المجلس «بيت الأمة»، معطياً نفسه حقاً ليس له، فالبرلمان معبر عن الشعب الكويتي كله، وحين تتوجه قنوات فضائية كويتية لتضع ميكروفوناتها على «البوديوم» الخاص بالمؤتمرات الصحافية، فإنه لا يحق لأحد ان ينزع أياً من هذه الميكروفونات، بل إننا نطالب الرئيس جاسم الخرافي بأن يبادر - بما له من سلطات وصلاحيات - إلى حماية الصحافة - المكتوبة والمسموعة والمرئية - من «بطش» بعض النواب، وأن يصدر تعليماته بعدم التعرض لوسائل الإعلام نهائياً، وتركها تؤدي مهمتها في جو من الحرية والديمقراطية اللتين عرفت بهما الكويت.

وباعتقادنا أن النائب فيصل المسلم الذي ارتكب كل هذه «الخروقات» للدستور والقانون والمبادئ والأعراف البرلمانية، مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى، بأن يقدم استقالته، ليثبت - ولو مرة واحدة - مصداقيته أمام ناخبيه، بعدما اهتزت هذه المصداقية، بل و«ترنحت» بصورة لا تليق بنائب الأمة وممثلها تحت القبة، وذلك في ضوء تجاوزاته الكثيرة، والتي لم تتوقف عند حدود ما أشرنا إليه، وإنما تجاوزته إلى التعدي على حقوق ومصالح المواطنين في دائرته الانتخابية، وذلك عندما وقف بكل قواه ضد رغبة ابناء الدائرة في استملاك بعض القطع بمنطقة خيطان وبالمقابل خاض «حرباً ضروساً» لاستملاك قطع اخرى تهمه وذويه الاقربين في المنطقة نفسها.

فهل يمكن لشخص يحمل هذا النفس المناوئ لمواطني دائرته والمتصدي لمصالحهم ان يكون ممثلاً حقيقياً لهم تحت القبة وهل يمكن لمن يشارك في تقديم اقتراح بقانون يقضي بالسجن خمس سنوات على كل من يدعو بالقول او الكتابة الى حل مجلس الامة حلاً غير دستوري ومن عادى الإعلام والبنوك وسعى لهز اقتصاد البلاد ان يمثل ناخبيه وشعبه في «بيت الامة»؟.

ان نائب الامة يقسم قبل ان يبدأ اول حرف في تاريخه البرلماني على ان يحترم الدستور وقوانين الدولة ويذود عن حريات الشعب ومصالحه وامواله فأين احترام المسلم للدستور والقوانين واين «ذوده» عن حريات الشعب ومصالحه وامواله وهو ينتهك ليل نهار هذه الحريات والمصالح ويهدر تلك الاموال؟.

النائب الصادق مع نفسه لا يقول شيئاً ويفعل نقيضه، لابد من الدفاع عن الدستور والحريات وهو يتعدى بكل ما يملك عليهما.. والنائب الصادق ايضاً عندما يرى نفسه غير قادر على القيام بالمهام المنوطة به فانه يبادر الى الاستقالة ونعتقد ان الشارع الكويتي الآن بانتظار ان يسمع باستقالة المسلم.. فهل يفعلها؟!.

 

تعليقات

اكتب تعليقك