اعتذار غنيم سيغلق على السلف باب التكسب السياسي وانتفاضتهم أصبحت مكشوفة..مختصر مقال علي السند

زاوية الكتاب

كتب 379 مشاهدات 0



وجدي غنيم... ضحية التكسب السلفي


علي السند
اسوأ شيء ان يلبس الانسان اهواءه النفسية وأطماعه الشخصية وصرعاته الحزبية لباس الوطنية والمصلحة الاسلامية، والاسوأ من ذلك ان يكون صاحب هذا المسلك المشين ممن يسوق نفسه أمام الناس على انه من المناصرين للاسلام والمسلمين، بينما هم في الحقيقة خصوم أي نجاح اسلامي يبرز على يد من لا ينتمي لحزبهم.
برزت تلك المسالك المشينة في التحركات «السلفية» لمنع زيارة الداعية وجدي غنيم، اذ طغى الحسد على ناظرهم، وأعمتهم المصالح الحزبية، وأوهموا الناس انهم حريصون على هذا الوطن، ولكن اللعبة أصبحت مكشوفة للكل، لان الناس يعلمون ان الحرص على الوطن ومصلحته لا يمكن ان تبرز فجأة وبعد مرور سبع عشرة سنة.
انهم منعوا خيرا كثيرا كان سيستفيد منه الكثيرون من الناس، وذلك بسبب تلك الالعاب السياسية والأهواء النفسية التي أتقنوها وألبسوها لباس المصلحة، وانا لا أعلم ما هي المصلحة من منع داعية من دخول الكويت؟
والأعجب من ذلك انهم يستعملون في تلك المعركة الخائبة مصطلحات لا يفقهون من حقيقتها شيء، فهم يرددون عبارات مثل «تصحيح مسار الدعاة»، و«الرد على المخالف من أصول أهل السنة والجماعة»، وغيرها من عبارات أكبر من حجمهم، فهم لا يستعملونها إلا لتبرير ما في صدورهم من حسد طغى على بصائرهم.
ان الشيطان إذا استحكم في الانسان فانه ربما يدخل عليه من مدخل الدفاع عن الاسلام، ويوهمه ان كل أهوائه ورعوناته النفسية هي لنصرة الاسلام، وهكذا يصبح ألعوبة بيد الشيطان، وربما يؤدي الدور نيابة عنه، ويا لفرح الشيطان حين يمتطي أصحاب اللحى والمتحدثين باسم الاسلام.
اذا كان الداعية وجدي غنيم قد أخطأ في حق الكويت والكويتيين فان الكثيرين من المجرمين أخطأوا كذلك وأجرموا لكن الكويت قد سامحتهم وزاروها من دون ان نرى تلك الانتفاضة الوطنية «السلفية»، وما زيارة ابومازن عنا ببعيد، ولم يكن غريبا ما أثاروه بعد ان اعتذر الداعية وجدي غنيم، ولم يقبلوا ذلك الاعتذار فالشاعر يقول:
«يرجو قبولا لديكم غب معذرة
والعذر عند كرام الناس مقبول»
اما هؤلاء فإن الاعتذار سيغلق عليهم باب التكسب السياسي، وتفريغ ما في نفوسهم من غل على اخوانهم. لذلك فهم رفضوه وصاروا يحاولون ان يبحثوا عن ما فيه من ثغرات ويحمّلون الفاظه ما لا تحتمل، وليتهم يستوعبون كلام ابن القيم (رحمه الله) حين قال: «وأما قبولك من المعتذر معاذيره فمعناه: ان من أساء إليك ثم جاء يعتذر من اساءته فان التواضع يوجب عليك قبول معذرته حقا كانت أو باطلا وتكل سريرته إلى الله».
وأغرب ما في الامر ان كبيرهم الذي ساءه حضور وجدي غنيم الى الكويت قد كتب قبل فترة يطبّل للتواجد الاميركي في المنطقة، ويحاول ان يبحث عن شتى المبررات لوجودهم، لكنه لم يحاول ان يبحث عن مبرر واحد لوجود داعية اسلامي يخطئ ويصيب، فأين هذا الرجل من قول الله تعالى: «أشداء على الكفار، رحماء بينهم»، وأين هو من قول عطاء (رضي الله عنه) المؤمن للمؤمنين كالوالد لولده وعلى الكافرين كالسبع على فريسته».
وصدق الشاعر حين قال:
«كبر علينا وجبنا عن عدوكم
لبئست الخلتان: الكبر والجبن».
إن أسوأ ما في الأمر ان الذي يقود تلك التخبطات هم الذين يحاولون ان يقنعوا الناس انهم أصحاب المنهج الاسلامي الصحيح، وهم الفرقة الناجية وأتباع أهل العلم، وأصبحوا يمارسون أهواءهم وتخبطاتهم بأسماء تلك الأوصاف البريئة منهم، ولكن... هيهات!
والله المستعان


 

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك