لا توجد مبررات مقنعة وموضوعية لمؤيدي السرية سوى اثبات موالاتهم للحكومة براى عبداللطيف العميري

زاوية الكتاب

كتب 838 مشاهدات 0



الأنباء

 لماذا السرية؟! 
 
الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 - الأنباء
 

يعقد مجلس الأمة اليوم جلسة لمناقشة الاستجواب المقدم من جميع الكتل النيابية لرئيس مجلس الوزراء على خلفية تعطيل الحكومة لجلسات المجلس والاعتداء على النواب والمواطنين في ندوة الحربش، وقد اعتادت الحكومة عند مناقشة استجواب مقدم لرئيس الوزراء المطالبة بجلسة سرية، ما يثير جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض لهذه السرية.

ولعل المتابع للاحداث يجد لزاما علينا اخذ منهج التوسط والاعتدال والموضوعية في اتخاذ المواقف والحكم على الأشياء، فلا جدال في أن الأصل في جلسات المجلس انها علنية كما نصت المادة 94 من الدستور وان السرية هي استثناء بشروط ان تطلب الحكومة ذلك ويناقش الطلب في جلسة سرية ويوافق عليه المجلس او يرفضه، اذن السرية ليست حقا مطلقا للحكومة اذا طلبته ولكن لابد من مناقشة الطلب وهو ما يستلزم بالضرورة ان تكون هناك اسباب ودوافع لدى الحكومة لهذا الطلب، ولكن ما بالنا اذا طلبت الحكومة جلسة سرية دون بيان اي اسباب كما حصل في استجواب النائب الطاحوس الأخير في قضية تلوث أم الهيمان؟ وكيف يصوت اعضاء مجلس الأمة مع الحكومة دون مناقشة؟! مما يعني ان هناك اعضاء وللاسف قد ألغوا عقولهم وسلبت ارادتهم ونسوا أيمانهم وقسمهم الذي قالوا فيه «وأن اؤدي اعمالي بالأمانة والصدق» فهل الاستجابة لطلب الحكومة دون ابداء اسباب هو من الأمانة؟! وهل حجب الحقيقة عن الشعب الكويتي من دون مسوغ من الأمانة؟! وهل التستر على اخطاء الحكومة وتجاوزاتها من الأمانة؟! وهل يجوز ان يتهم اعضاء مجلس الامة الذين يرون العلنية بأنهم يريدون تهييج الشارع او الاثارة او اهانة المستجوب او غيرها من الظنون السيئة التي لا يجوز ان نبني عليها احكاما او مواقف؟!

ان الحجة الوحيدة التي يروجها مؤيدو السرية أنه سيكون هناك تطاول بالكلام وتهييج للمشاعر وقد يكون هناك تجريح وتبادل تهم بين طرفي الاستجواب وكأن المجلس ليس فيه لائحة تضبط عمله وكأن الجلسة ليس لها رئيس مسؤول عن ضبط النظام فيها بل ان الحكومة لديها اغلبية تمكنها من التصويت على عقوبات على الاعضاء الذين يتجاوزون اللائحة ويخالفون النظام بل تستطيع الحكومة والاغلبية التي تملكها من الاعضاء، اذا ما ارادت، ان تطلب تحويل الجلسة الى سرية متى شاءت اذا رأت أن هناك تجريحا او خرقا للنظام في الجلسة وكذلك بامكان الرئيس اخلاء القاعة من الجمهور بمجرد اي خرق للنظام.

اذن لا توجد مبررات مقنعة وموضوعية لمؤيدي السرية سوى اثبات موالاتهم للحكومة وشدة تأييدهم لها في جميع الاحوال، ان على السادة اعضاء مجلس الامة ان يحكموا ضمائرهم ويتذكروا القسم الذي اقسموه وان يكونوا احرارا باراداتهم وألا يكونوا أسرى ورهائن للإرادة الحكومية وان يمكنوا الشعب الكويتي من سماع الاستجواب حتى يستطيع الناس معرفة الحقيقة وبالتالي الحكم بموضوعية وانصاف على هذه الاحداث.

وأخيرا لنتأمل في قائمة المؤيدين والمعارضين للسرية ثم نطلق العنان لعقولنا للتأمل والتفكير في ذلك.

 

تعليقات

اكتب تعليقك