صورة كويت الحريات.. سقطت برأي يوسف المباركي

زاوية الكتاب

كتب 972 مشاهدات 0


صورة كويت الحريات.. سقطت

كتب يوسف مبارك المباركي : 

 
الكرامة ماذا تعني لدى الشعوب الحية والمجتمعات المتطورة؟ إن الشعب الكويتي جبل منذ القدم على الديموقراطية وهي أقدم ديموقراطية في المنطقة، ابتدأت منذ عام 1921 مرورا بعام 1938، تكرست دستوريا عام 1962 وانتقلت الكويت من الحكم الفردي المطلق الى الحكم الدستوري المقيد، لكن هذا القيد لم يعجب البعض منذ صدور هذا الدستور، ولم يستسلموا وعملوا على تنقيحه، ومع تطور الزمن تطورت خطط التآمر على هذا الدستور الذي كفل الحريات والمساواة بين أفراد المجتمع بشكل مطلق، ونظم العلاقة بين السلطات الثلاث، و«الأمة» هي مصدر السلطات جميعا بعد هذا الانجاز الذي يحسدنا الآخرون عليه، لكن هناك ردة الى العودة بنظام الحكم المطلق من خلال هذه الممارسات اليومية، وبما أن الدستور كفل الكرامة فان منظر د. عبيد الوسمي وهو يسحل ويضرب أمام كاميرات التلفزة هز صورة الكويت المشرقة، كويت الحرية والكرامة، مهما كانت المبررات، لكننا لسنا بشريعة الغاب، هناك قضاء، والتهديد والترهيب لا يبنيان وطناً سبق ان جرب هذا الأسلوب، لكنه أسلوب فاشل لا يتماشى مع عقلية ابناء الكويت، فالشهيد مبارك النوت، رحمه الله، فصل من وظيفته قبل الاحتلال عام 1990 لماذا؟ لأنه كان يلقي بعض الصيحات في تجمعات دواوين الاثنين مثل:
«لا شرطة ولا حراس.. يطقون عيال الناس»
وغيرها من هذه الصيحات كأنه بيننا اليوم، وأثناء الغزو عمل متطوعا بجمعية العارضية وعندما رأى الغزاة انه لم يبدل صورة الأمير الراحل جابر الأحمد بصورة صدام أعدموه في الحال، وقدم روحه فداء للكويت ولأميرها بعدم تغيير الصورة ليضرب مثالا حيا في حب الكويت والبيعة التي في رقبته بموجب الدستور، فالذي حدث يوم الأربعاء الأسود 2010/12/8 هو تحول خطر في طريقة التعاطي مع الكويتيين، لأن العنف يولد العنف.
السؤال: أين أعضاء مجلس الأمة الآخرون لم يستنكروا الاعتداء على زملائهم النواب والمواطنين ومكتب المجلس؟! لماذا لم يصدروا بيانا؟ أين مجموعة 26 ومجموعة الوفاق الوطني والأعضاء السابقون الذين لم نسمع لهم صوتا؟ إن السكوت علامة الرضا، اذا افترضنا جدلاً خطأ النواب فهل نعالج الخطأ بخطأ افدح وأشنع منه لماذا؟؟ ومن المستفيد من تمزيق الوحدة الوطنية؟ وتبدأ المقابلات الموجهة وتزويد ضيوف هذه الحلقات بالشتم المبرمج على الأعضاء الذين حضروا ندوتي السعدون والحربش، وبعض هؤلاء مطلوبة رؤوسهم لأنهم مصدر أساسي في محاربة الفساد وفرصة لضربهم بهذا الأسلوب الوقح. هل هذا يعزز الوحدة الوطنية ويكرسها؟ الحكومة اصدرت بيانا تستنكر فيه الاعتداء على الجويهل وهو ليس لديه أي صفة رسمية حالية او سابقة، وكل يوم يضرب من الدكاترة وغيرهم ولم نسمع مثل هذه الضجة، لماذا الجويهل؟!! نناشد الحكماء بأن يخرجوا عن صمتهم ويمارسوا دورهم الحقيقي للحفاظ على ما تبقى من نسيجنا الاجتماعي بعدما تم تقسيمنا، فهل تعداد الكويت مائة مليون؟ اتقوا الله في الكويت، لقد زوّرتم الانتخابات وانقلبتم على الدستور مرتين وتم حل المجلس ثلاث مرات، فالمجلس باق، سلّموا للواقع فالدستور يحميكم وأقرب مثال من حسم أزمة الحكم عام 2006 غير النصوص الدستورية؟
اللهم احفظ الكويت وشعبها ودستورها من مكر الماكرين.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك