جعفر رجب لعبيد الوسمي: ربعك باعوك و«مو مال الواحد يعتمد عليهم»
زاوية الكتابكتب ديسمبر 27, 2010, 12:54 ص 3327 مشاهدات 0
الراى
جعفر رجب / تحت الحزام / باعوك يا عبيد!
يا عبيد... اسمع كلامي وانا لك من الصادقين!
يا عبيد قبل عشر سنين وزد عليها سنتين كتبت مقالا مكاشفا نفسي وقرائي وقلت، انني عندما اكتب ما اكتب وارسم ما ارسم بكل وضوح وجرأة، ليس هدفي ان اكون غيفارا كويتيا ولكني اكتب لانها طبيعتي، هكذا عشت وتعلمت ممارسة حريتي بقليل من «التهور»! اكتب وانا متأكد ان من سيحصل على اطنان الشتائم انا وليس القراء الذين يصفقون لي! ولا انتظر من القراء ان يطرقوا الباب مع «جدر عيش ومرق» عندما «تلطش فيني» الدنيا، لاني في يوم من الايام كتبت مدافعا عنهم!
ولا انا اتصور ان الشعب سيثور والمحامين سيتركون محاكمهم، والعمال مصانعهم، ان ذهبت حافيا حاسرا للنيابة، ولا انا اتصور ان القراء لن يناموا الليل ان كنت انام في اقبية ظلماء وحيدا لا يذكرني سوى اهلي ولا ان مت شهيدا للكلمة، او حتى كلمتين، سوف يسير الناس خلف جنازتي ويعلن العزاء اربعين يوما في البلاد وتغلق الصحف احتراما لي، ويتحول قبري الى ضريح لاني شهيد الوطن والكلمة والحرية...!
لانه ببساطة يا عبيد سيقول الناس «محد قاله يطول لسانه» وهو «اللي سوى في روحه»... المهم يا عبيد، كتبت وقلت انني اكتب ولا اريد ان اكون شهيدا لاحد ولا اضحي لاجل احد وكل واحد يتحمل مسؤولية نفسه ويضحي لنفسه، لاني متأكد ان بعض من يصفقون اليوم سيرجموني غدا نفاقا وشماتة، لا اقولها اساءة لقرائي الذين اعزهم كثيرا حتى من يشتمني بل لاني مؤمن بان من يكتب ويقول عليه ان يتحمل مسؤولية ما يكتب دون ان يحمل القارئ المسؤولية...! فيا عبيد دعك من دفع ثمن الكرامة، ودع غيرك يدفعها! الا اذا كان رصيدك يسمح لك، يا عبيد لماذا تريد ان تدفع ومن صفقوا لك يقبضون ثمن ما دفعت، ولن يكلفوا انفسهم ارسال باقة ورد لكرامتك!
يا عبيد اصحاب البدل السوداء والدماء الزرقاء، الوطنيون، الدستوريون، الليبراليون، التقدميون، القوميون، الامميون، الديموقراطيون... انهم موجودون في كل تجمع، يلطمون مع اللاطمين ويصفقون مع المصفقين ويرقصون «الفالس» مع راقصي العرضة... انهم يزايدون حتى على اصحاب القضية، اعرفهم يا عبيد، شاهدتهم في «مسجد شعبان» منذ زمان، حضروا وخطبوا وزايدوا... ثم كانوا اول من قفز من السفينة، سرقوا قوارب النجاة، كان فيلما تايتنيكيا بجدارة!
يا عبيد... فك الله قيدك يا عبيد، هل شاهدتهم وان تسحب من بينهم وتضرب وترفس امامهم...؟! لم يتقدم ولم يعترض احد من بين المئات، ولا احد قال لهم «مسكين هدوه»، كانوا بالمطبخ يشربون الشاي، والبقية ممن صفقوا لك كانوا يصورونك بموبايلاتهم... يا عبيد لم يتحرك احد يا عبيد!
ياعبيد اعرف اصحابك جيدا، انهم «بياعون» محترفون، باعوك حتى قبل ان تنتهي كلمتك، وقبضوا ثمنه بالآجل، يا عبيد ايها الدكتور اللي «جافس كمك وفاتح غولتك» وتصرخ في واد غير ذي دستور ولا قانون ولا حريات؟! ربعك «مو مال الواحد يعتمد عليهم»، لهذا ففي المرات المقبلة «لا تقل كل ما تفكر به، بل فكر في كل ماتقول»!
جعفر رجب
تعليقات