الصراع سياسي وليس اجتماعيا

محليات وبرلمان

الرشيد: اللعبة بالنسبة للجيل الحالي مكشوفة وأساليبها معروفة

3386 مشاهدات 0

أنور الرشيد

أكد  الأمين العام لمظلة العمل الكويتي 'معك' أنور الرشيد أن ما يحدث بالكويت هذه الأيام ليس بجديد على الساحة السياسية الكويتية، فهو صراع وجولات مستمرة منذ زمن طويل كما ذكرنا بالمقالة السابقة المعنونة 'قراءة بالمشهد السياسي الكويتي'، أنظر للرابط أدناه:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=64650&cid=72

واليوم رغم كل الآلة الإعلامية الجهنمية التي تحاول أن تظهر الصراع السياسي على انه صراع اجتماعي بين البدو الحضر أو بين السنة والشيعة، قد فشلت بكل ماتحمله الكلمة من معنى، وقال الرشيد 'ما يراد أن يظهر للعامة بأن القبيلة هي التي تؤجج الساحة السياسية الكويتية قد فشلت وستفشل لاصطدامها بوعي أهل الكويت، حضرهم وبدوهم وسنتهم وشيعتهم و هذا ما هو حاصل على ارض الواقع، فما يسمى بالإعلام الفاسد استطاع أن يكسب جولات نتيجة للزخم الإعلامي المتواصل وعلى الكثير من المستويات سواء الإعلام المرئي أو المكتوب، ولكنه لن يستطيع أن يكسب المعركة التي تدور اليوم نتيجة لاصطدامه بواقع غير واقع السنوات الماضية ، فبالأمس كان من السهل التلاعب على الوتر الطائفي سواء الاجتماعي أو العقائدي ، إلا أن هذه الأساليب لم تعد تنطلي على الأجيال الحالية الذين تشربوا الديمقراطية على مدى العقدين الأخيرين الذي لم تنقطع بها الممارسة الديمقراطية و التي كان أعداء الديمقراطية حريصين على عدم استمرارها بشكل متواصل لأنهم يدركون بأن تواصل الممارسة هي التي تزيد المجتمع خبرة ودراية ووعي أكثر مما يشكل خطر مستقبلي بالتصادم مع أفكار جديدة و أجيال جديدة  وهذا ما يحصل اليوم'.
وكشف الرشيد من أن استمرا الممارسة الديمقراطية أدت الى أن يرتقي المجتمع  بطرحه وأصبح الإيمان بالرأي والرأي الآخر حقيقة ويدرك الجيل الحالي أصول اللعبة السياسية التي تحصل على الساحة المحلية وكيفية مناوراتها واستخدام كافة الأدوات المتاحة ، وما يثلج الصدر حقيقة هو التحرك الذي قام ولا زال يقوم به الناخبين من خلال الضغط على نوابهم لكي يتبنون الرأي الذي يناسبهم والذي يريدونه، وهذا التحرك لم يكن موجود على الساحة السياسية الكويتية إلا ما ندر، و كثيرا ما كنا نطالب الناخبين بأن لا يقتصر دورهم على صناديق الانتخاب والتصويت لهذا النائب وذلك، و إنما يجب عليهم متابعة ممثليهم في البرلمان و هذا من حقهم ونرى بأن هذا التحرك ما هو إلا جزء من التحرك العام والحقيقي لدور الناخب اتجاه ممثلة و بغض النظر عن موضوع هذا التحرك أو الضغط، إلا أنه ينم عن وعي متزايد بأهمية دور الناخب في تحديد مستقبله، وهذا بحد ذاته مستوى عال من الوعي الذي لم ولن نصل له دون ممارسة ديمقراطية تتراكم بها الخبرات، و أضاف الرشيد أن هذا الحراك يذكرني بتحرك كنا نقوم به في بداية ثمانينيات القرن الماضي عندما نظمنا أنفسنا كمجاميع صغيرة من الشباب تضغط على نواب البرلمان لحثهم على رفض لجنة تنقيح الدستور، وان كان تحركنا بسيطا وعددنا قليل، إلا إننا استطعنا أن نحقق النجاح وأشعرنا النواب الذين قمنا بزيارتهم بأن عليهم مسئولية تاريخية يجب أن يتذكروها ويضعوها بضمائرهم  وللتاريخ،  واذكر أن المجموعة التي كوناها تضم فيصل الحداد وعلي الكندري وعبيد حمدي والنائب الذي قمنا بزيارته آن ذاك هو النائب السابق العم فيصل الدويش أطال الله بعمره وأمده بالصحة والعافية، حيث دار بيننا نقاش طويل ولقينا منه كل صراحة وتفهم، وهذا السيناريو يتكرر اليوم على ارض الواقع ولكن بشكل أكثر شعبيا وتغطية إعلامية، اذن الصراع الدائر ليس صراع اجتماعي كما يحاول أعداء الديمقراطية ترويجه، وإنما صراع سياسي يستخدم به الطرف الأضعف كافة الوسائل حتى وان شرخت هذه الوسائل النسيج الاجتماعي، والواضح بأن اللعبة بالنسبة للجيل الحالي مكشوفة وأساليبها معروفة لم تعد تنطلي عليه وستنتصر الديمقراطية الكويتية بالأخر، وهذه هي سنة الحياة طال الزمن أو قصر.
                                                                                           

الآن: محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك