مثلما صنعت نواب الخدمات.. فوزية سالم الصباح على يقين بأن نواب المعارضة وجماهيرهم... صناعة حكومية

زاوية الكتاب

كتب 1155 مشاهدات 0



 
 الراى

 فوزية سالم الصباح / نواب المعارضة وجماهيرهم... صناعة حكومية

 فوزية سالم الصباح 

 
تيقنت ان نواب المعارضة وجماهيرهم صناعة حكومية هذا، عندما لاحظت الكثير من الناس يتدافقون على الندوات التي اقامها نواب المعارضة أخيرا، وسألت عن السبب الذي دفع هؤلاء الى الحضور، وطرحت تساؤلات عدة منها هو هل ان ثقافة الولاء للقبيلة هي قبل الولاء للوطن، ام ان هذه الجماهير تبحث عن الثقافة السياسية لان ماينطق به هؤلاء النواب هي محاضرات علمية مفيدة في السياسة، ام ان هذه الجماهير تبحث عن قضاء الوقت ومتنفس - اي جايه تتطمش - كما هو الحال عندما تمتلىء مدرجات الملعب لمتابعة مباراة مثيرة.
من المعروف ان نواب الخدمات هم من صنعتهم الحكومة لكسب ودهم من خلال فتح ابواب المؤسسات لهم والدوس على القانون من خلال الاستثناءات غير القانونية حتى وصل الفساد الاداري الى مداه وانتشرت ثقافة الواسطة والتجاوزات في البلد بطريقة مهولة.
اما كيف ان هذه الجماهير التي تؤازر هؤلاء النواب في الشارع هم كذلك صناعة حكومية فالاجابة بسيطة وهي لماذا يتبع الطفل الصغير امه اينما ذهبت وحلت؟ والاجابة هو ان هذا الطفل يمتلكه شعور حقيقي وجازم بان امه هي من توفر له كافة سبل المعيشة، اي انه لا يمكنه العيش من غير امه فهي التي ترضعه وتحميه في حال تعرضه للخطر وهي التي تعالجه في حال مرضه، وهي التي توفر له الالعاب التي يحبها ويميل اليها... وهذا هو ذات الشعور الذي ينتاب الجماهير تجاه هؤلاء النواب - نواب الخدمات - كما هو شعور الطفل لأمه. وهنا انخلق شعور بانتماء هذه الجماهير لهذه النوعية من النواب المفتوحة لهم ابواب الوزارات. فنائب الخدمات هو الذي يوظفه و هو الذي يخرجه من المخفر اذا انحجز، وهو الذي ينهي معاملاته في مؤسسات الدولة وهو الذي ينهي معاملته العلاج بالخارج اي اصبح هناك ارتباط وشعور لدى هذه الجماهير بانه لا حاجة لمراجعة الوزارة بحثا عن عمل او لانجاز اي معاملة سواء كانت قانونية او غير قانونية حتى وصل الامر الى ان بعضهم ينتظر نائب الخدمات الساعة السابعة صباحا وقبل خروجه من منزله حتى يطلب منه الغاء مخالفة مرورية الوقوف اصفرواسود بقيمة خمس دنانير. بل وصل الامر ان بعض النواب تحول الى محام فبدأ يتواجد في قصر العدل صباحا قبل المحامين ويمشي وخلفه عدد من المتهمين، وهذا الارتابط النفسي والشعور بالانتماء والولاء لنائب الخدمات خلقته الحكومة، ومن ثم فان الحكومة الان تدفع ثمن هذه السياسة العقيمة والخاطئة وعليها ان تتحمل نتائج افعالها وسياستها. واذا لم تقم بتدارك الامور من مكافحة الفساد وتطبيق القانون فان الامور ستزداد سوءا.
ملحوظة: وطبعا هناك نوعيات مختلفة من النواب... فهناك النواب الذين يضربون على المناقصات والمشاريع، وهناك نواب الخدمات الذين يسعون كمناديب يجولون مؤسسات الدولة لانهاء معاملات الناخبين، وهناك نواب يضعون على الرأس.


فوزية سالم الصباح 

تعليقات

اكتب تعليقك