ظهور أمراء القبائل عبر وسائل الإعلام برأى د.فهد العازب جاء لتقريب الهوة التي حصلت بين الحكومة وأبناء القبائل
زاوية الكتابكتب ديسمبر 25, 2010, 12:59 ص 1390 مشاهدات 0
الوطن
هل هناك فساد!
كتب , د. فهد عامر العازب
كثيراً ما نسمع عن كلمة «الفساد» ولاسيما في الوقت الحالي، وأصل مادة هذه الكلمة «فسد» وهي نقيض الصلاح، ويقال تفاسد القوم: أي تدابروا وقطعوا الأرحام، والمفسدة هي خلاف المصلحة، إذاً الفساد معناها كبير وليس مقتصراً على فرد من أفرادها، فكل شيء نقيض الصلاح فهو فاسد، فالذي جعلني استوقف عند هذه الكلمة، أي «الفساد» كثرة ما أسمعها من كلا الطرفين!! وكلا الطرفين يبرئ ساحته من هذا المصطلح، بل بعضهم يقذف كرة الفساد على الآخر، لكن هناك –من وجه نظري- أسئلة أجوبتها توضح مكمن الفساد أو بعض جوانبه:
- بالنسبة للعقيدة والتي تتمثل في صرف العبادة لغير الله والتنقص من منزلة بعض الصحابة- رضي الله عنهم- أو الطعن فيهم، أقول: هل هناك من يتبنى هذا السلوك ويأخذ به، ويدعو إليه.
- وأما الأخلاق والسلوك، هل هناك من يدفع بتغريب المجتمع- خاصة الشباب والشابات- وانسلاخه عن أخلاقه الاسلامية الحميدة والسلوك القويم، بدعوى التطور، والانفتاح للعالم وعدم الانغلاق.
وبالنسبة لبعض وزارات الدولة، هل انتشرت وسيلة الرشوة وتعاطيها بين المسؤولين وصاحب المصلحة حتى ضرب الفساد أوتاده في بعض تلك الوزارات؟
- وبالنسبة لبعض وسائل الإعلام وانتهاجها الردح والقدح والطعن وسياسة الشتم والتنقيص لشأن الآخر، فضلاً عن قلب الحقائق والضحك على عقول الناس، فهل بعض الوسائل الإعلامية طبقت مفهوم الفساد على هذا النحو؟
- أما بالنسبة لبعض اعضاء مجلس الأمة هل يوجد منهم من يغلب مصلحته الشخصية على المصلحة العامة ويتمثل ذلك في زيادة رصيده المالي والوجاهة لاسيما في وقت الاستجوابات والمساءلات النيابية، دون النظر إلى مصلحة ناخبيه وبلده؟
- وبالنسبة لبعض كتاب الصحف هل يوجد فيهم من يدافع عن الفساد وأهله ويستعمل الألفاظ التي يستحي المرء أن يقرأها لشدة البذاءة في تحاوره مع الطرف الآخر؟
- وأما بالنسبة للتجارة وهل هناك من يغلب مصلحة ماله على فساد صحة مواطنيه ويتضح ذلك بإدخال اللحوم الفاسدة إلى بلده لأجل التكسب بحفنة من المال، فهل هناك فساد من شريحة التجار ممن يجعل البلد على هاوية الخطر والفساد؟؟
- وأما بالنسبة للدولة بأكملها هل هناك من يسند التفرق بين أطياف المجتمع الكويتي ويجعل منه بدوياً وحضرياً وسنياً وشيعياً وينشغل كل طرف بالآخر لأجل أمور أخرى؟ لإشعال فتيل الفتنة بين هذا المجتمع المتجانس المسالم؟
هذه أسئلة يستجلبها الذهن عند التمعن في أصل كلمة الفساد، والجواب بواقعية عند تلك الاسئلة يظهر جلياً لك أيها القارئ- هل هناك فساد؟
وأخيراً أسأله سبحانه أن يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.
أبناء القبائل
كنا ومازلنا نحذر من طريقة تعاطي الحكومة لبعض الأمور التي تظهر في الساحة وتمس شريحة كبيرة من المواطنين وعدم اتخاذها الحياد في علاج الأخطاء- التي في نظر الحكومة أنها خطأ- فتعاملت معها بازدواجية وانتقائية- كما هي في نظر الجانب الآخر- حتى جعلت تلك الشريحة هي التي تقابل الحكومة وهي التي يتم تطبيق القانون عليها بلا هوادة دون غيرهم – ابتداء من إزالة الدواوين إلى مطاردة ومداهمة الفرعيات في الانتخابات، حتى وصل بنا الأمر ظهور أشخاص غير رسميين من قبل الدولة في القنوات الفضائية تمارس سياسة الشتم وتتبع المزدوجين «خاصة بين الكويت والسعودية»، دون غيرهم بحجة محبة الكويت والولاء المطلق لها.
أقول إن تلك الإرهاصات التي اتبعها البعض ولد عند شريحة كبيرة من المواطنين- خاصة من أبناء القبائل- روح المعارضة للحكومة وانتبه البعض للخطر القادم فظهر أمراء القبائل عبر وسائل الإعلام لتخفيف تلك الرواسب وتقريب الهوة التي حصلت بين الحكومة وتلك الشريحة، لا أحد من العقلاء يرضى بمخالفة اللوائح والنظم سواء كان التعدي على أملاك أو وجود الفرعيات في العملية الانتخابية أو الازدواج في الجنسية أو غيرها من المخالفات ولكن لا يعالج الخطأ بخطأ مثله وهو الازدواجية، والانتقائية في تطبيق اللوائح وعدم اتخاذ الاسلوب الامثل في علاجها، مما ولد في الطرف الآخر عدم الرضى والقناعة، وهذه في الحقيقة سياسة اللعب بالنار «والنار ما تحرم إلا رجل واطيها»!!
العريفي ورامسفيلد
ذكرت لنا وسائلنا الإعلامية أن وزير الدفاع الامريكي السابق رامسفيلد «تحدث في مذكراته أن الإدارة الامريكية دفعت 200 مليون دولار للمرجع الديني الشيعي علي السيستاني واستصدر فتوى منه تحرم قتال الامريكيين» بغض النظر عن صدق أو كذب وزير الدفاع الامريكي السابق، هل ستمنع وزارتنا الداخلية دخول رامسفيلد إلى الكويت كما منعت دخول الداعية السعودي محمد العريفي؟ أم أن هذه المقارنة لا تصح؟!!
د.فهد عامر العازب
تعليقات