لماذا تُشوَّه حركة «دواوين الإثنين»؟ ..يوسف مبارك المباركي يسأل

زاوية الكتاب

كتب 892 مشاهدات 0



 القبس
 

 
لماذا تُشوَّه حركة «دواوين الإثنين»؟ 

كتب يوسف مبارك المباركي : 

 
إن حركة دواوين الاثنين 1990/1989 هي حركة سلمية راقية تناشد السلطة الالتزام بالعمل بأحكام دستور 1962، الذي تم التوافق عليه، وهو عقد بين السلطة والشعب، حيث يعتبر التحرك السلمي ممثلا بدواوين الاثنين أول حركة في تاريخ الكويت السياسي منذ نشأتها، واستطاعت إقامة الندوات الجماهيرية عبر دواوين الاثنين الانتشار أفقيا وعمودياً، عبر النسيج الاجتماعي، وتشكيل هوية جماعية تحول فيها التجمع إلى تجمع فاعل ومؤثر في صياغة شكل وطبيعة المجتمع الذي تريده، لا مجرد مناسبة للكلام يخرج فيها كل فرد كما جاء، وينصرف إلى شؤونه كأن شيئاً لم يكن. فحركة دواوين الاثنين هي درس يعلم الجيل الحاضر الأسس التي أرساها كفاح الآباء والأجداد منذ أول تحرك للانتقال من الحكم الفردي المطلق إلى الحكم الديموقراطي المقيّد عام 1921. لقد مضى على حركة دواوين الاثنين ما يقارب العشرين عاما، وعايشنا تلك الفترة، لكن من المؤسف أن يتم تشويه هذه الحركة وأعضائها، وهم من انتخبهم الشعب الكويتي عام 1985، بأن يصورهم الوكيل المساعد اللواء محمود الدوسري في المؤتمر الصحفي يوم 2010/12/9 على ان «دواوين الاثنين» هي التي جلبت الغزو العراقي! ناسياً أو متناسياً، وهو العسكري لماذا لا يسأل نفسه: أين العضو فيصل الصانع؟ أليس ينتمي إلى حزب البعث؟ أين هو الآن في قافلة الشهداء؟ ولم يمد يده ليد الغزاة وكل الشرفاء من تكتل الأعضاء 1985، بل أصدروا بيانا نشرته في كتابي «وقائع ووثائق دواوين الاثنين» (ص 377) موقع من 30 عضواً من الأعضاء الذين يتألف منهم مجلس الأمة عام 1985 منذ تهديد العراق للكويت في يوليو 1990، علما بأن السلطة كانت منفردة تعالج المشكلة وحدها من دون التشاور مع أحد! كما نود أن نوضح للأخ اللواء محمود الدوسري أن السفارة العراقية أصدرت فيزا دخول لأربعة آلاف شخص قبل الغزو بشهر. هذا السلوك، لماذا لم يتم السؤال عنه والاستقصاء منه؟ لماذا تشوهون التاريخ؟! فحركة دواوين الاثنين حركة سلمية تطالب بالالتزام بأحكام الدستور الكويتي فقط لا غير، وكما ذكر خلال المؤتمر الصحفي للداخلية أيضا أن التجمع في ديوان الحربش لم يُستخدم فيه الرصاص المطاطي أو غازات مسيلة للدموع وغيرها. أذكركم، فقط، لقد استخدمت هذه الأمور أيام دواوين الاثنين في 1990/1/8 عند النائب احمد الشريعان بالجهراء، وكذلك يوم 1990/1/22 عند النائب عباس مناور في الفروانية تم استخدام هذه القنابل والماء الحار، وهم داخل المسجد يكبرون «الله اكبر الله اكبر»، وصبيحة يوم عيد الفطر في ديوان صالح الفضالة كانت عيدية وزارة الداخلية قنابل مسيلة للدموع، هذه تهنئتكم للشعب الكويتي، وذلك بتاريخ 1990/4/26. ولم تتخذوا من العم جاسم عبدالعزيز القطامي قدوة حسنة كأول قيادي في وزارة الداخلية، الذي رفض ضرب المواطنين الذين خرجوا في التظاهرات، منددين بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وكان رده لمن أصدر الأوامر بأن «الشرطة على استعداد لحراسة التظاهرات وتنظيمها، وليس ضرب المواطنين»، ولم يعجبهم قوله، فأقدم على الاستقالة محتجّا على ذلك. أما اليوم، فإن البعض يعمل المستحيل كي يرضوا عنه. كما شاهدناهم في التلفاز، وهم يضربون مواطنين عُزّلا، وبعدها يرقون، أو يثبتون في كراسيهم، ناسين أن المناصب لا تدوم، والشاعر يقول:
«إن المناصب لا تدوم لواحد
إن كنت في شك فأين الأول؟
فازرع من الفعل الجميل صنائعاً
فإذا عزلت فإنها لا تعزل
كم من ميت هو حي بأعماله
وكم من حي هو ميت بخموله وإهماله».

يوسف مبارك المباركي

تعليقات

اكتب تعليقك