نحن مقبلون على مرحلة تكميم الأفواه برأى مبارك الدويلة

زاوية الكتاب

كتب 1285 مشاهدات 0



القبس


حصاد السنين 
مرحلة تكميم الأفواه 

كتب مبارك فهد الدويله : 

 
عندما استمعت إلى خطيب الجمعة يتحدث عن حرمة الخروج على الحاكم، وأدركت بعدها أنه ملزم بهذا الموضوع من وزارة الأوقاف التي عممت هذه الخطبة على جميع مساجد الكويت، وعندما سمعت خبر إلغاء كلية الحقوق لندوة نظمتها الجمعية العلمية في الكلية، وعندما قرأت عشرات المقالات الصحفية الموجهة واللقاءات التلفزيونية مع أشخاص محددين لتلميع ما قامت به وزارة الداخلية من اجراءات تعسفية في حق النواب والمواطنين، بعد كل هذا أدركت أننا بدأنا عهدا جديدا من مرحلة تكميم الأفواه وقمع حرية الكلمة!
قد يخطئ المتحدث بكلمة.. قد يزلّ اللسان بعبارة.. قد «يشط» الفكر برأي.. قد وقد وقد.. هذا أمر متوقع ويحدث كل يوم في معظم بقاع العالم.. لكن كيف يتم التعامل مع هكذا فعل؟! هذا هو بيت القصيد! كان من الأوْلى التعامل مع هذه الآراء.. والكلمات الشاذة بأسلوب حضاري قانوني وليس بأسلوب همجي تعسفي!! كان من الأولى إحالة هذه الظواهر الى القضاء لقول كلمته، ثم بعد ذلك يتم العقاب ان وجد القضاء ــ والقضاء فقط ــ انه يستحق العقاب!! ما يحدث اليوم هو اسلوب العاجز عن حل المشاكل.. اسلوب اضرب.. اضرب.. ثم اسجن.. اسجن.. ثم حوله الى القضاء بعد اهانته وبهدلته ولعن «أبوأسلافه»!
ما حدث للدكتور الوسمي هو بالضبط ما ذكرته.. قال كلاما قد نختلف معه في كثير مما قاله، وقد نعتب عليه في اختيار بعض الالفاظ، لكن ان تتم اهانته وسحله امام طلبته وعامة الناس من دون اي اعتبار لانسانيته وكرامته ومنزلته العلمية، فهذا ما لا يمكن قبوله الا بأننا دخلنا مرحلة جديدة في مواجهة الكلمة وحرية التعبير! ما قاله «لفتة» في المقابلات التلفزيونية وصاحبه الجاهل اكثر الف مرة مما قاله الوسمي ومحمد عبدالقادر الجاسم في حديثهما ومقالاتهما! ما يصم به آذاننا النائب المعمم وصاحبه الوكيل من عبارات اثارة الفتنة والتخوين والتهديد والتحريض بضرب الوطنيين أشد ألف مرة مما قاله الوسمي ومحمد الجاسم! فنجد الثناء والمديح لهؤلاء.. والويل والثبور والسجن لأولئك!
بالأمس دخل الشيخ صباح المحمد السجن وسلم نفسه طواعية، ومع اختلافي مع أبي محمد في كثير من الأقوال والافعال، فان خطوته هذه دليل الجرأة واحترام القضاء، وقد تكون هربا من الاحراج اذا ما تردد عن تسليم نفسه اقتداء بما حدث لغيره من ضحايا الكلمة، لكن الشاهد في الموضوع ان احترام كلمة القضاء وتنفيذ اوامره افضل الف مرة من فرض الهيبة بالقوة وبهدلة خلق الله.
اذا كنا فعلا بدأنا مسيرة تكميم الافواه فاشهد ان الذي أشار عليكم بهذا الرأي ما نصح لكم.
***
لفتة كريمة

«المرء على دين خليله.. فلينظر أحدكم من يخالل»!
صدق رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

مبارك فهد الدويله

تعليقات

اكتب تعليقك