يوسف الزنكوي أفزعته الصورة الجميلة التي قدمتها أسيل عن زملائها النواب، ويراهم سبب تعطيل القوانين
زاوية الكتابكتب ديسمبر 17, 2010, 12:41 ص 1387 مشاهدات 0
السياسة
ابنتنا أسيل أثبتت التهمة على النواب
بقايا خيال
لو كانت غالبية النواب مخلصة للوطن حسب ما أقسموا عليه لما تم إجهاض لجنة الشباب والرياضة
ابنتي العزيزة أسيل العوضي
تعلمين أنني عندما انتخبتك من بين المرشحين لم يكن من باب معرفتنا بوالديك الغاليين اللذين نعرف أنهما يعشقان هذه الأرض, ولم يكن كونك أكاديمية يمكنها أن تكون قيمة مضافة للحياة البرلمانية, ولا لأنك امرأة تمنينا أن نراهن بها العقول المنغلقة لنثبت لهم كيف يمكن للمرأة أن تبني الأوطان مع أخيها الرجل بل هو لكل هذه الأسباب.
حديثك الأخير تحت قبة البرلمان كان شهادة إثبات لما كنا نردده بأن السبب الرئيس لما نعانيه من تراجع مهين في الأداء السياسي هو البرلمان من دون أن نبرئ ساحة الحكومة. فالكثير من زملائك النواب كان يفترض فيهم ألا يشرعوا القوانين فقط, وإنما أن يكونوا قدوة حسنة في تطبيق القوانين وردع كل من تسول له نفسه اختراقها, فضربوا أفضل الأمثلة لأسوأ أداء برلماني في تاريخ الحياة السياسية في الكويت.
أنا لست مدافعاً عن هذه الحكومة ولا عن غيرها, ولكن أفزعتني الصورة الجميلة التي قدمتيها لزملائك من أعضاء البرلمان وكأنهم حققوا المعجزات. فإخفاقات الحكومة هي نتاج تراكمات عقود من الزمن, بينما تعديات المجلس الحالي على القوانين وعلى حقوق المواطنين وتعطيل الجلسات وفقدان النصاب في اللجان البرلمانية هي صنيعة النواب الحاليين أنفسهم حتى وإن كنا لا ننكر أن هناك تدخلات حكومية كثيرة لعرقلة مشروع هنا أو لتعطيل قرار هناك, من خلال ما يسمى بـ 'اللوبي الحكومي', وهي سمة الحكومات في كل بلدان العالم.
فأنت ذكرت أن صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه 'طلب التهدئة والتركيز على الإنجاز والعمل والتعاون', فهل تمت التهدئة? وماذا أنجز هذا المجلس من مشروعات وتشريعات? فحتى هذه اللحظة لم نستشعر أن هناك 'ريحة' تعاون بين السلطتين بسبب كثرة الأزمات المختلقة والاستجوابات المتلاحقة التي تقدم لأعضاء الحكومة بسبب أو من دون سبب. وإذا كان هناك إنجاز حسب ما تزعمين, فإنه إنجاز قد لا يرقى إلى طموحاتنا ولا إلى أولوياتنا الوطنية.
وقد ساهمت أنت من خلال حديثك الأخير في قاعة عبدالله السالم بتأكيد نقدنا الصريح الصحيح لكثير من نواب الأمة, وذلك عندما قلت: 'طلبت منا يا سمو الأمير الالتزام بالقانون وتفعيل المواد الدستورية التي حددت لنا جميعا حقوقنا وصلاحياتنا وواجباتنا', فكيف يطلب الأب من أبنائه التقيد بالسلوك الحسن إذا كانوا بالفعل حسني السيرة والسلوك? وكيف يطلب الأمير المفدى من السلطة التشريعية المناط بها تشريع القوانين ومراقبة حسن أداء الحكومة في تطبيق القوانين, لو أن البرلمان كان يطبق القوانين بالطريقة الصحيحة?
ويبدو أن صاحب السمو حفظه الله يمتلك صبر النبي أيوب لأنه وحسب حديثك الذي أشرنا إليه كان سموه في 'كل مرة يؤكد بنبرة الأب الحريص أن نحترم القانون, ونقف مع الحق, ونحاسب المخطئ'. ويبدو أن الكثير من النواب لا يصلحون لأن يكونوا مشرعين, وإلا ما كرر سموه النصح والإرشاد بالتقيد بالقوانين. ويبدو أن بعض النواب استمرأ العصيان رغم تحذيرات والد الجميع فوقعت الواقعة في ديوانية الحربش.
ولو كانت غالبية النواب مخلصة للوطن وللأمير حسب ما أقسموا عليه لما تم إجهاض لجنة الشباب والرياضة. إذن العلة في النواب الذين يجب استبدالهم في الانتخابات المقبلة, فاستغلت الحكومة هذه الظروف لتستقوي عليهم, فنحن نعرف من الذي لم يلتزم بأدب الحوار ولم يحترم الآخر ولم يبتعد عن الألفاظ الجارحة, ومن الذي يساهم بإضعاف المؤسسة التشريعية بإشغالها بأمور هامشية وصراعات شخصية داخل المجلس وفي وسائل الإعلام? ألم تقولي أنهم النواب وليس الحكومة.
ولكن يبقى أن أجمل ما قاله النواب طوال الفصل التشريعي الحالي هو كلماتك: لا ديموقراطية من غير حرية ولا حرية من غير كرامة.
تعليقات