في مقالين عن الوسمي لـ((الآن)):
زاوية الكتابالعنزي والسبتي ما بين 'مدرسة الحرية وقهر الرجال'
كتب ديسمبر 15, 2010, 11:08 م 14433 مشاهدات 0
خص عضوين في الهيئة التدريسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بمقالين عن الدكتور عبيد الوسمي، وهما أساتذة في القانون فالأول عبدالكريم ربيع العنزي عنون مقاله بـ ' 'مدرسة الحرية لا تنجب إلا الأحرار'، والثاني محمد صالح السبتي عنون مقاله بـ 'قهر الرجال'، وما يلي نص المقالين:
' مدرسة الحرية لا تنجب إلا الأحرار '
هذه الصورة تعود إلى العام 1992 عندما كنا طلبة في كلية الحقوق بجامعة الكويت ، وهي للخبير الدستوري المرحوم د/ عثمان عبدالملك الصالح عميد كلية الحقوق حينها ، وقد التقطت في مكتبه رحمة الله عليه وقد جمعته بالدكتور الفاضل/ عبيد الوسمي والدكتور الفاضل / ثقل العجمي والاستاذ / فهد العجمي وكاتب هذه السطور .
ولعل من المعلوم لدى كل مشتغل بالقانون أن الأدلة المادية لا يتطرق إليها الشك ولا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، وذلك على عكس ما عداها من الأدلة كشهادة الشهود والمحررات التي قد لا تعبر بصدق عن حقيقة الواقع ، وكما أن الصور التي شاهدناها كافة للاعتداء الوحشي الذي تعرض له الدكتور/ عبيد الوسمي من قبل القوات الخاصة والذي يتنافى مع أبسط قواعد حقوق الإنسان والمواثيق الدولية ، هي دليل مادي لا يكذب على انتهاك القانون ، فإن هذه الصورة هي أيضاً دليل وشاهد حي على شخصية الدكتور/ عبيد الوسمي .
ولمن لا يعرف الدكتور الوسمي أقول له وكما عهدته رجل من الأفذاذ الذين أنجبهم جيل جهابذة القانون وعلى رأسهم المرحوم / عثمان عبدالملك الصالح ، فالدكتور الوسمي نهل وتعلم من مدرسة د.عثمان الصالح ، وتأثر بشخصيته ، ولو أمعنا النظر أكثر في الصورة لاتضح لنا أنها تنطق بالمكانة الخاصة والكبيرة التي كانت ولا زالت وستبقى بإذن الله للمرحوم د.عثمان الصالح في نفوسنا وفي نفس الدكتور الوسمي خاصة .
فقد تعلمنا وتعلم الوسمي الكثير الكثير من صاحب هذه المدرسة المرحوم د.عثمان الصالح ، وقد تعلمنا وتعلم الوسمي منه أن الحياة عقيدة وعمل ، وأن الإنسان الذي يعيش بلا مبادئ وقيم عليا يؤمن بها ويطبقها في تصرفاته ويستنير بها في غمار خوضه لجج الحياة ومصاعبها هو مجرد جسد بلا روح ، كما قال عز وجل ' لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ' .
إن الدكتور/عبيد الوسمي من الرجال الأحرار الذين يؤمنون إيماناً عميقاً بمبادئ الحرية والعدالة والمساواة ويعد قدوة ومثالا لكل طلبة القانون في إيصال رسالة احترام القانون وهذا هو دور أستاذ القانون .
إن الدكتور الوسمي عملة نادرة قل نظيرها في زمننا هذا ، وكما يظهر من الصورة التي يقترب فيها كثيراً من المرحوم د.عثمان الصالح ولسان حاله كما قال الشاعر : إن القرين بالمقارن يقتدي ، فنعم المقارن المرحوم د.عثمان عبدالملك الصالح ، ونعم القرين المقتدي الدكتور عبيد الوسمي .
عبدالكريم ربيع العنزي .
قهر الرجال
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ' اللهم اني أعوذ بك من قهر الرجال ' وما أصعبها من حالة حين يقهر الرجل أو يحس بالظلم والغبن الذي يقع عليه .
وفي غزوة بدر وهي أولى غزوات الرسول كان يستعرض جيشه ويرتب الصفوف وبيده صلى الله عليه وسلم عصى صغيرة فرأى ( سواد بن غزيه ) وهو صحابي يقف خارج الصف فوكزه بالعصى على بطنه وقال له ( استو يا سواد ) يريد ترتيب الصفوف وإعادته الى حيث يقف باقي المقاتلين ، فقال سواد ( لقد أوجعتني يا رسول الله فأقدنى ) ، أي أني أريد القصاص منك فليس لك أن تضربني ... فما كان من الرسول إلا أن كشف عن بطنه وقال له ( استقد ) أي أضربني كما ضربتك قصاصاً ضربة بضربة ، فما أن رأى سواد بطن رسول الله حتى اعتنقه وقبله ، فقال له الرسول ما حملك على هذا يا سواد ، فقال : قد حضر ما ترى ( أي من الحرب والقتال ) فاردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك )
لم نكن نعرف حتى هذه الأيام الأخيرة أن من يخالف القانون – إن صحت مخالفته – يكون عقابه الضرب والاهانة – لست أدري من اين أتت هذه الثقافة لمسئولي الأمن في البلاد ، ونحن على أعتاب السنوات الخمسين من إقرار الدستور .
هذه العنتريات المصنوعة من الرمال أين كانت يوم احتاج هؤلاء للشعب في ظل الأزمات ... ألا يذكرون لنا وقفة واحدة وقفناها وجوباً وحباً للوطن ، ... لقد صرخ بها المعتمد بن عباد لزوجته اعتماد حين تحول حاله من الملك الى السجن فعاتبته على أنها لم تر منه يوماً سعيداً قط ... فقال لها ( ولا يوم الطين ) يذكرها بيوم خلط لها فيه المسك بماء الورد لتلعب به تمثلاً بعمال رأتهم يخلطون الطين للبناء ... ألا يذكر لنا هؤلاء ولا يوماً واحداً وقفنا به للصالح العام وقفة رجل واحد .
أيها السادة لسنا عبيداً في زمن الأسياد ... هناك قوانين نتحاكم اليها جميعاً .... هل يعني هذا أن رجال الشرطة حين يقبضون على تاجر مخدرات مثلاً لهم الحق في أن يوسعوه ضرباً أو أن يضربوا أي مخالف لأي قانون ؟
ما وقع لم يكن حدثاً عادياً أو خلافاً بين رجل من رجال الشرطة ومواطن ... ما وقع هي إهانة بكل ما تعنيه هذه الكلمة لكل مواطن وللوطن ذاته .
حرياتنا ليست صدقات نستجديها من أحد ... لقد استخدمت الحكومة تكتيكاً – على حد قول وزرائها – حين إمتنعت بأغلبيتها عن حضور جلسات مجلس الأمة الأخيرة – وقانونياً هذا حقها أن تحضر بوزير واحد وأن تلقى باللوم على النواب المتغيبين – إن لم يكن هذا من حقها سياسياً ألا أنه كان عليها على الأقل إحتراماً لرغبة صاحب السمو أمير البلاد وهو والد الجميع حين حث الأطراف كلها على التعاون – أقول استخدمت الحكومة حقها السياسي بالتكتيك فما لها تمنعنا من حقنا الدستوري بابداء الرأي وعقد الندوات ... استخدموا حقوقكم كما يروق لكم ودعونا نستمتع بحقوقنا ... آه لو يعلم المسئولين عما حدث كم هو مؤلم شعور القهر عند الرجال ... ولعل الزمان سيعلمهم إن لم يذقهم هذا الشعور .
محمد صالح السبتي
تعليقات