رغم أن حادثة الجويهل تحيط بها الملابسات والاأقاويل وتحتاج التأكد من جقيقتها، إلا أن الحكومة أدانتها 'كجريمة بشعة'-تستغرب الطليعة
زاوية الكتابكتب ديسمبر 15, 2010, 7:22 ص 2923 مشاهدات 0
وقفة أسبوعية
الجريمة البشعة!!
«استنكر مجلس الوزراء حادثة الاعتداء بشدة واصفا إياها بالجريمة البشعة وقال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء إن المجلس استمع الى شرح وزير الداخلية واطلع على تفاصيل جريمة الاعتداء المشين موضحا ان النيابة العامة باشرت التحقيق في هذه الواقعة، وقد عبر مجلس الوزراء عن ادانته واستنكاره الشديدين لهذه الجريمة البشعة»!
كانت هذه فقرة من بيان مجلس الوزراء الذي أصدره في جلسته التي عقدها يوم الاثنين 6 ديسمبر الجاري، ولو تجاوزنا تاريخ اصدار هذا البيان لظن المتابع ان مجلس الوزراء يندد بالجريمة التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية في حربها على لبنان عام 2006، أو بتاريخ أقرب من ذلك عند قيام اسرائيل بإطلاق الرصاص في حربها ضد المواطنين في قطاع غزة نهاية عام 2008 مطلع 2009 حيث حيث راح ضحية هذه الحرب 1600 قتيل وآلاف الجرحى.. وإذا أردنا تقريب التاريخ أكثر من ذلك كأن بيان مجلس الوزراء يندد بقيام القوات الاسرائيلية بالهجوم على سفينة اسطول الحرية ومهاجمته للمدنيين على متنها وقتله عددا منهم وأسر الباقين ومنهم عدد من المتطوعين الكويتيين.
هذه الوقائع لم تكن في وارد مجلس الوزراء عند وصفه بالجريمة البشعة.. فالمقصود بتنديده الشديد بحادثة «الاعتداء» على مواطن في ديوانية احمد السعدون ضمن ندوة «إلا الدستور» التي عقدت يوم السبت 4 ديسمبر.. وهي حادثة اعتداء تحيطها الكثير من الملابسات والاقاويل والخلفيات التي تحتاج الى التوثق والتبصر لا أن يصدر بيان يحمل هذه المفردات البعيدة عن مستوى الحدث.
كنا نخشى ان يطلب مجلس الوزراء في بيانه تكليف دانيال بلمار بفتح تحقيق حول تلك الحادثة ويوجه القرار الظني لمن تورط بالجريمة البشعة على حد وصفه لها.. أو أن يقوم أحد الوزراء باقتراح آخر يتضمن دعوة غولدستون لإجراء تحقيق في منطقة الخالدية للكشف عن كل الاضرار والانتهاكات اللاإنسانية التي حدثت هناك تمهيدا لإدانة مسؤوليها ضمن تقرير يقدم الى لجنة حقوق الانسان في جنيف لكشف كل جوانب تلك الجريمة البشعة على حد وصف بيان مجلس الوزراء!
وأخيرا نقول لمن صاغ هذا البيان: إن السنوات تمر والكتابات باقية في الملفات للتاريخ، ومن المسيء ان نجد بيانا يحمل هذه العبارة في أرشيف مجلس الوزراء بعد مرور سنوات.. بيان الجريمة البشعة!
تعليقات