ضرب القانون، أم قانون الضرب؟
محليات وبرلمانقيادات الداخلية بتبريرها القمع: 'بغى يكحّلها عماها'
ديسمبر 12, 2010, 11:37 ص 6125 مشاهدات 0
رأينا
مخجل ما عرضه تلفزيون الكويت وأعادت بثه بعض القنوات الخاصة لقيادات بالداخلية يبررون أسباب اعتدائهم السافر على النواب وحضور ندوة 'إلا الدستور'. ساق الضباط الكبار مبررين أساسيين لضرب الناس:
الأول: تنفيذ رغبة صاحب السمو الأمير –حفظه الله- بعقد الندوات داخل الديوانيات، وهي رغبة أميرية وموقف معهود لسموه على الدوام بأن الكويت دولة قانون، وهو موقف عبر عنه سموه في أكثر من مرة في الماضي بضرورة تطبيق القانون، لكن محاولة تفسير توجيهات سموه السامية بأنها تعني ضرب الناس إذا ما خالفوا القانون، فهذا محض افتراء على المقام السامي، ومحاولة للإيحاء- بقصد او من غير قصد أو تهربا من المسؤولية - بأن سموه أمر بضرب شعبه وممثليه بسبب مخالفتهم القانون.
ثانيا: تذرع الضباط بأن ما قاموا به هو بتطبيق القانون على مخالفيه، فأي قانون يكون تطبيقه بضرب المخالفين دون تقديمهم للمحاكمة؟ فهل قامت قوات الأمن بإلقاء القبض على المخالفين وتقديمهم للمحاكمة؟ وهل اقتادت القوات الخاصة أحد 'مخالفي القانون' –حسب ادعائهم- وتقديمه للقضاء؟ وهل ألقت القبض على منظم أو منظمي الدعوة بحجة مخالفة القانون؟
كثيرا ما نقرأ عن تعرض بعض ضباط الداخلية وأفراد الشرطة للضرب والاعتداء الجسدي من مخالفي القانون، فهل كانت الداخلية تضربهم وتطلق سراحهم، أم كانت تلقي عليهم القبض وتقدمهم للقضاء بتهمة التعدي على موظف عام أثناء تأدية الواجب؟
بعض المتفذلكين يتذرعون بأن قوات الشرطة في أرقى الدول الديمقراطية بما في ذلك بريطانيا تقوم بقمع والتصدي لمخالفي القانون، مثلما قامت به الشرطة البريطانية قبل أيام بالتصدي لأعمال الشغب الطلابية احتجاجا على رفع الرسوم الدراسية، لكنهم يتعمدون تناسي أن الشرطة ألقت القبض على قيادات المشاغبين ووجهت لهم تهما بالإخلال بالأمن والنظام العام التي يعاقب عليها القانون البريطاني؟ فأي قانون خالفه حضور ندوة 'إلا الدستور'؟
إن مسئولي الداخلية يصدق فيهم المثل: 'بغى يكحّلها عماها'، فلقد خالفوا القانون بمنع الناس من الاستماع لندوة 'إلا الدستور'، ومنعوا النواب والحضور من التعبير عن رأيهم بشكل سلمي مثلما كفل لهم الدستور، وحاولوا إقحام المقام السامي لتبرير ضرب الناس، وادعوا أنهم حضروا وضربوا لتطبيق القانون، وهم لم يقدموا مخالفا واحدا للمحاكمة لمن قالوا بأنهم خالفوا قانون التجمعات- وهو هفوة كبيرة في عدم فهم القانون أصلا، وبذا يكونون قد تهاونوا في تطبيق القانون الذي يتذرعون بتطبيقه، ولم يقوموا بأداء عملهم على الوجه المطلوب الذي حدده القانون.
ولم يبق سوى فهم أن ما قاموا به هو ضرب سافر للناس غير مبرر، فمتى كان القانون يعني أن تضرب المدنيين العزّل؟
رأينا
تعليقات