بعض وسائل الإعلام ، كما يراها د.فهد العازب، تعاملت مع أحداث ندوة إلا الدستور بطريقة محمد سعيد الصحاف!

زاوية الكتاب

كتب 1453 مشاهدات 0



الوطن

 
كتب , د. فهد عامر العازب
 
2010/12/10    09:23 م

 
محمد سعيد الصحّاف هو وزير الاعلام العراقي في حقبة نظام صدام حسين، وكان الصحاف يظهر بزيه العسكري، وابتسامته اللامبالية في الوسائل الاعلامية، فعندما بدأت القوات الامريكية والبريطانية دخول العراق ودارت رحى الحرب بدأ الصحاف بتصريحاته للاعلام واخبارهم بمجريات المعركة، حتى ان القوات الاجنبية دخلت مجمعاً رئاسياً في وسط بغداد وتوغلت الدبابات في شوارع العاصمة العراقية والصحاف يقول بكل ثقة للعالم (ان الغزاة سيذبحون)، واذكر انه قال للصحفيين الذين تجمعوا فوق سطح وزارة الاعلام (الاوغاد والعلوج ينتحرون بالمئات على بوابات بغداد!!) وبغداد في هذه الاثناء قريبة من السقوط، فضلاً عن قصة (منقاش) واسقاطه لطائرة الآباتشي، فكان الصحاف كثيراً مايصيب المشاهدين والمتابعين بالدهشة تارة، وتارة اخرى الضحك عليه بسخرية في طريقة تصريحاته التي تخالف الحقيقة في ارض الواقع، فاصبح الصحاف مثلاً لمن يكذب ويصدق كذبته .
اقول هذه المقدمة بعدما رأيت طريقة تعاطي بعض وسائل الاعلام مع ماحصل للجويهل في ندوة (إلا الدستور ) عند النائب أحمد السعدون، فطريقة ضرب الجويهل لا احد يرتضيها سواء كان المضروب الجويهل او غيره، فمبدأ الضرب مرفوض ولكن الكلام هنا عن بعض وسائل الاعلام التي اتخذت منهج الصحاف في نقل الحدث للمشاهدين في عدم الموضوعية لنقلها التقارير الصحفية ومجريات الاحداث، فنقل الاخبار من جهة واحدة ومن طرف واحد بين متنازعين يبعد طرح الموضوعات عن المهنية والمصداقية في نقل الاحداث للمشاهدين، لان البعض لم يتخذ خطاً محايداً في نقل الاحداث التي وقعت هناك، وليست هذه الحادثة الاولى، بل هناك حوادث اخرى لم تتخذ الامانة الاعلامية في نقلها للاحداث، وسأذكر لك ايها القارئ بعض الامثلة من حادثة ضرب الجويهل في ندوة (الا الدستور في عدم اتخاذ بعض وسائل الاعلام منهج الوسط والحياد في نقل للاخبار:
أولاً: نقلت بعض الوسائل الاعلامية عن الجويهل ان النائب السعدون قد دعاه للندوة، وفي الجانب الآخر نقلت وسائل اعلام اخرى خبر دعوة الجويهل ونفي النائب أحمد السعدون عن قيامه بدعوة الجويهل لحضوره الندوة.
ثانياً: نقلت بعض وسائل الاعلام ان الجويهل ضرب قبل دخوله الندوة، وفي الجانب الآخر نقلت وسائل اعلامية أخرى عن شهود عيان رأوا الجويهل يضرب بعد قيامه بالبصق على صورة النائب مسلم البراك عبر شاشة العرض العملاقة المنصوبة خارج ديوان السعدون، فتعرض للضرب بعد قيامه بذلك.
ثالثا: هناك من يتحدث في وسائل الاعلام انه ليس من عادات وشيم اهل الكويت الضرب والاعتداء على الآخر بهذه الصورة – وهم محقون في ذلك – ولكن تناسوا ما يبث في احدى القنوات في وصف بعض اعضاء مجلس الامة ما يعف القلم ان يكتبه، وانا اقول أليس من شيم اهل الكويت عدم الطعن في الآخرين والتجريح بهم والتشكيك في ولائهم بدون دليل ولا برهان، ام ان منهج الصحاف الاعلامي قد طغى على تفكير البعض فهذه بعض الامثلة لتلك الحادثة التي يتبين لنا جليا ان الامانة الاعلامية مطلوبة في نقل الاحداث والمجريات التي تكون الساحة، حتى تحظى بثقة المشاهدين والمتابعين وأما منهج الصحاف فحبله قصير لان المواطن الكويتي واع ومدرك لمجريات الامور.

ماذا لو كان….؟!

ماذا لو خرج رجل يدعي الوطنية ويزايد بها على غيره، ويفتح قناة فضائية ويتتبع المزدوجين خاصة من العراق وايران وسورية ويستهزئ بأعضاء مجلس الامة ويصورهم بصور بعيدة عن الآداب العامة ويطعن في شرعية عدد كبير من المواطنين، ويظهر شخص آخر ايضا ينتهج نفس النهج ويتتبع المزدوجين من اوروبا وامريكا ويطعن في ولائهم ويزايد عليهم في محبة الكويت، ثم يقول هذا رأيي واللي مو عاجبه يذهب للقضاء!! تتوقعون ماذا سيحدث في البلد؟؟
ان مشكلة الازدواجية قائمة والحكومة هي التي احدثتها، فعلاجها بهذه الطريقة وظهور اشخاص ليسوا برسميين من الحكومة ويتحدثون عنها ويتكسبون بها والحكومة لم تحرك ساكناً، فهذا مؤشر واضح على ضعف الحكومة في ادارتها للبلد، فان عثرة اللسان ليست كعثرة الفعل كما قال الشاعر:
يموت الفتى من عثرة بلسانه
وليس يموت المرء من عثرة الرِّجل
فعثرته بالقول ترمي برأسه
وعثرته بالرِّجل تبرا على مهل

د. فهد عامر العازب 
 
 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك