أن يضرب مواطن كويتي هو الجويهل في حضرة تكتل'إلا الدستور' .. فتلك مفارقة غريبة برأى د.حسن عباس

زاوية الكتاب

كتب 1082 مشاهدات 0


 

 الراى
 

د. حسن عبد الله عباس / إلا «إلا الدستور»
 

 د. حسن عبد الله عباس 
 
مفارقة غريبة وجدلية عجيبة ومن الخطأ ندعها تمر مرور الكرام، فما حصل للجويهل بتعرضه للضرب من قبل الحاضرين في ندوة أحمد السعدون يوم الأحد الماضي دليل آخر على سوء إدارة هذا البلد سواء إن جاء ذلك من الحكومة أو من معارضة «إلا الدستور»! فحدث ذاك اليوم كشف لنا أن الظلم والتعدي والتجاوز ليس من شيمة الحكومة فقط، بل أثبتت المعارضة يوم الأحد الماضي أنها فارس هذا الميدان!
أكثر هذه المفارقات غرابة أن تكتل «إلا الدستور» والذي يُفترض من عنوانه أنه الحامي الأول عن الدستور بات هو في موضع التُهمة لانتهاكه للدستور في أول يوم لتأسيسه عندما ضُرب وفي حضرته مواطن كويتي وأُهين بين أقدام أتباعه ومريديه! التفت إلى أننا نتحدث عن تكتل ينتمي إليه سياسي وشخصية بوزن أحمد السعدون ممن يعي جيداً معنى سكوته أو اتخاذه لموقف معين في حدث طارئ كهذا! مع ذلك تُنتهك حقوق مواطن كويتي ويُضرب في وجوده هو وزملاؤه والدستور يصيح ليل نهار وبين أيادينا»... والتعاون والتراحم صلة وُثقى بين المواطنين» (مادة 7)، وقال في حقه أميرنا الراحل الشيخ عبدالله السالم في افتتاحيته للدستور «الحفاظ على الوحدة والوطن واستقراره» وكما جاء في المادة 30 «الحرية الشخصية مكفولة»!
طبعا العتب مرفوع عن الجمهور على اعتبار أن العامة من البشر يندفعون بفعل العواطف وبفعل توجيه قياداتهم، والجويهل بلا شك استفز الآلاف بتصريحاته وبرامجه التلفزيونية. لكننا بصدد الحديث عن عمل سياسي وقيادة تدعي الحكمة واليقظة وأُناس يريدون أن يُوَجهوا الرأي العام لثقافة سياسية أرقى ونُخبة يُفترض أنها قادرة على التصدي للشأن العام بالدولة! فهل قيادة كقيادة «إلا الدستور» تصلح لذلك؟ يجيب عن ذلك مبارك الوعلان أحد قادة «إلا الدستور» الذي علّق ومن باب التندر والاستصغار وكناية عما يدور في خارج القاعة التي يجلس المحاضرون بداخلها «وجنت براقش على نفسها»! أكرر بأنه صحيح الجويهل تسبب في استثارة الضغينة، لكن حديثي مازال حول المبادئ الدستورية التي تدعيها هذه الفئة!
بين أيدينا نموذج آخر على هذه الازدواجية وذلك حينما أخذت كتلة «إلا الدستور» الحمية بدفاعها الناري عن زايد الزيد رئيس تحرير «الآن» الإلكترونية المحسوب على بعض أعضاء المجموعة الدستورية الجديدة برغم ما شاب تلك الحادثة من تشويه وطمطمة الموضوع بعد ذلك (راجع أرشيف الإنترنت لتتعرف على حكاية الضرب وعلى يد من كما تناولتها المنتديات والأخبار). مطلبي هنا واضح، فإن كان التهديد بمساءلة وزير الداخلية ومطالبته بإلقاء القبض على من اعتدى على الزيد بذريعة كتابات الرجل وتصديه للفساد وحرية التعبير، فلو قبلنا ذلك فهذا من حق الآخرين بما فيهم الجويهل كذلك! فلا أدري كيف يُقسم نواب إلا الدستور «وأذود عن حريات الشعب» ثم يتجاهلون قسمهم ويغضون الطرف سريعاً عن آهات أحد أفراد هذا الشعب!
لست مع الجويهل كفرد، بل وكاره لطرحه الاستفزازي واستثاراته العنصرية، ولا يعنيني بأكثر من نموذج على حقه في المواطنة الدستورية، لكن الأخطر منه هو النائب الذي يمثل الشعب وينبغي عليه أن يحمي قوانينه ودستوره ولا يتحرك إلا وفق هذا المبدأ وبعيداً عن مشاعره وعواطفه.

د. حسن عبدالله عباس
 

تعليقات

اكتب تعليقك