الإسرائيليون يطاردون 'محمد الدرة' في محاكم باريس
عربي و دولينوفمبر 15, 2007, 11:41 م 818 مشاهدات 0
ما زالت إسرائيل تطارد الفتى الفلسطيني الذي قتلته أمام عدسات الكاميرات 'محمد الدرة'، والذي شكل مشهد مقتله عام 2000، مع بداية إنتفاضة الأقصى، صدمة وذهولاً للرأي العام العربي والعالمي، ويعتبر رمزاً حياً على مدى القسوة التي تنتهجها قوات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل، حيث لا زالت تطارد التلفزيون الفرنسي الذي كان متواجداً في منطقة إطلاق النار غرب مدينة غزة.
وقدم أمس رجل أعمال يهودي 'فيليب كارسنتي' يقيم في فرنسا بطلب للمحكمة الفرنسية يزعم خلاله أن الشريط الذي بث سابقًا عن مقتل الدرة غير كامل ومبتور، وأن الدرة – حسب ادعائه- قتل برصاص مسلحين فلسطينيين، وأنه سيزود المحكمة في باريس الشريط المسجل الكامل للحادثة.
وكان الإدعاء السابق لرجل الأعمال اليهودي ثبتت عدم مصداقيته الشهر الماضي أمام المحكمة ذاتها، وفرضت غرامة مالية رمزية على 'كارسنتي' نتيجة لادعائه الكاذب، ولكنه تقدم باستئناف مجددًا، ويطالب بعرض الشريط المصور للحادثة الكاملة، ومدته 27 دقيقة، زاعمًا أن الحقيقة تظهر في التفاصيل.
وتأتي هذه المحاولات اليهودية بعد فشل جميع المحاولات الإسرائيلية لاجتثاث صورة مقتل الدرة من عقول الملايين، وقد فشل ما نفذه خبراء إسرائيليون من فبركة للشريط التلفزيوني لمقتل الدرة عبر وضع إشارة يرتديها اليهود عادة فوق رؤوسهم، ومحاولة تسويق الصورة في الغرب، وكأنه طفل يهودي قتل على يد الفلسطينيين.
وكان الطفل محمد الدرة (12 عامًا) خارجًا مع أبيه في شارع صلاح الدين بين مستوطنة 'نتساريم' في 11/12/2000 ، فتعرض لإطلاق عشوائي، قام الأب على الفور بالاحتماء مع ابنه خلف برميل، واستمر إطلاق النار ناحية الأب وابنه.
ولا يزال صوت والد الطفل الدرة في أذهان ملايين المشاهدين عندما كان يطلب من الجنود الإسرائيليين بالتوقف، قائلا: 'الولد مات..مات الولد'، ولكن إطلاق النار استمر، وأصابت العديد من الرصاصات الأب والابن، وسقط الطفل الدرة في مشهد حي نقلته عدسة مصور وكالة الأنباء الفرنسية لجميع العالم.
وهذه الصورة أثارت اليهود المتطرفين في العالم الذين نظموا حملة ضد مدير مكتب وكالة 'فرانس2' في القدس 'شارل انديرلان'، الذي بث التقرير حول الجريمة، وازدادت شراسة اليهود مع تعاطف العالم بأكمله مع الدرة، ولغاية اليوم ما زالت صورة الدرة تزين ميدان رئيس في مدينة باماكو، عاصمة مالي، كما يطلق على وزارة الصحة الفلسطينية أسم 'الدرة' في بعض الأحيان.
تعليقات