الطاحوس يستمتع بلعب دور”رجل اللحظة الأخيرة”، لكن الدستور يحتاج-دائما- لرجالٍ “مراقدهم ليست دافئة”.. عبدالهادي الجميل

زاوية الكتاب

كتب 833 مشاهدات 0




ضحك كالبكا 
إنها أدوار يا فيصل.. 
 
كتب عبدالهادي الجميل
قرأتُ الرسالة التي وجهها النائب فيصل المسلم إلى ناشر جريدة الراي السيد جاسم بودي، والتي تضمّنت المطالبة بفك الحصار عن الدستور!!
مطالبة النائب المسلم للسيد بودي غير منطقية لأنها تتجاوز دور الأخير، فلكل منّا دور مُحدد لا يمكن تجاوزه، قد لا يعجبنا في مرحلة ما أو مكان ما، لكننا لا نستطيع التراجع عنه أو استبداله، فهو شيء قدَري، لا نملك إلاّ المضي في ممارسته راغبين أو مُرغمين.
كلٌ منّا يظن بأنه يؤدي دوره بطريقة مفيدة، وهذا الظن لا قيمة له، لأن من يقيّم ما نقوم به هو التاريخ الذي لا يكذب ولا ينافق ولا يرتشي.
سمو رئيس الوزراء يقوم بدوره كرئيس للحكومة التي أقسمت على الدستور، وهذا قد يفسّر سبب وجود الدستور في جيب سموّه.
السيد جاسم بودي يقوم بدوره كناشر صحفي يمارس عمله بالطريقة التي يراها مناسبة، وهو في كل الأحوال لا يملك القدرة على فك الحصار عن الدستور، فهذا الأمر معقّد سياسيا واجتماعيا. فهو يتطلب –أولا- إخراج الدستور من جيب سمو رئيس الوزراء، ثم إقناع السيد رئيس مجلس الأمّة بضرورة حماية الدستور!
النائب فيصل المسلم قام بدوره كنائب عن الأمّة، مثله في ذلك مثل النائب حسين القلاف، وكلُ منهما يعلم بأن لمواقفهما أثمانا مُكلِِّفة أحيانا، فقد ينام الأول على “بلاط السجن المركزي”، وقد ينام الثاني على ريش النعام، ولا يعني ذلك بالضرورة؛ أرق الأول وقلقه، وراحة بال الثاني وطمأنينته.
السيد محمد عبدالقادر الجاسم يقوم بدوره كسجين رأي في زنزانته، بينما يتردد اسمه على الشفاه، ويتناقل الناس مقالاته، وتطوف أفكاره في كل الأنحاء!
النائبة أسيل العوضي، تقوم بدورها في المجلس؛ تراقب وتشرّع وتبعث الأمل في النفوس، وتُثبت مع مرور الوقت بأن الثبات على المواقف المبدئية لا علاقة له باللحى والشوارب.
لمستشاري الحكومة أدوارٌ ملموسة، كنت أظن بأنها خليط فريد من الحنكة وبعد النظر و”اللؤم” السياسي، لكن اتضح لي عكس ذلك خلال جلستي رفع الحصانة عن النائب فيصل المسلم، فالتكتيك الحكومي الساذج أدّى الى نشوء كتلة”الدستور” التي اتّحد فيها الأضداد من النوّاب لأول مرة منذ سنوات. وويلٌ لمن يوحّد خصومه.
النائب خالد الطاحوس يستمتع بلعب دور”رجل اللحظة الأخيرة”، هذا الدور قد يصلح في العمل النقابي ولكنه لا يصلح للعمل النيابي. فالدستور يحتاج-دائما- لرجالٍ “مراقدهم ليست دافئة”، ولا يتثاءبون، ولا يظهرون بعد فوات الأوان.
لنوّاب الحكومة أدوارٌ أيضا، ولكنها أدوارٌ صامتة”بانتوميم”، وهي طريقة مُعقّدة في التمثيل لا يتقنها سوى كبار الممثلين مثل “تشارلي تشابلن” ونوّاب الحكومة.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك