د.الطبطبائي يرى تساهلا كاملا وتراخيا أمنيا واضحا في مواجهة مظاهر التغلغل الايراني في الكويت
زاوية الكتابكتب ديسمبر 4, 2010, 12:25 ص 998 مشاهدات 0
نحن غير واثقين
كتب د.وليد الطبطبائى
أكثر ما لفت نظري فيما نشر عن تسريبات ويكيليكس فيما يخص الكويت ان عددا غير قليل من الرسميين الكويتيين عبروا خلال لقائهم مع السفيرة ومع مسؤولين امريكيين عن قلقهم من التهديد الذي تمثله ايران على الجوار الخليجي وعلى الكويت.
لكن هذا القلق لا نجد له حضورا في واقع القرار الحكومي الكويتي، فهناك تساهل كامل وتراخ امني واضح في مواجهة مظاهر التغلغل الايراني في الكويت بصوره الثلاث: الأمنية والاقتصادية والايديولوجية، وهناك ميل كبير نحو مجاملة ايران واسترضائها في سياساتنا الخارجية والمحلية على حد سواء، بينما تقابل ايران –ومن يمثلونها عندنا– هذا الاسترضاء الكويتي بمزيد من الصلف السياسي والاستفزاز الطائفي.
واحدى وثائق ويكيليكس تنقل عن دبلوماسيين امريكيين ان رئيس الوزراء الكويتي «يشعر بالثقة في قدرته في التعامل مع ايران وانه ليس في حاجة الى مساعدة الولايات المتحدة في ذلك»، وهم يرون ان «النهج الكويتي تجاه ايران في حاجة الى تحركات محسوبة جيدا»!!
اما نحن فنقول ان الشعب الكويتي لا يشعر بالثقة في قدرة حكومته على التعامل مع ايران، وهو لم يجد في اداء حكومته في ملفات وقضايا اسهل وابسط بكثير من التعامل مع ايران نجاحا فكيف بمواجهة ذلك النظام بمكره السياسي واذرعته المخابراتية الاخطبوطية، وكيف تكون الحكومة الكويتية واثقة من قدرتها على التعامل مع ايران وهي مشغولة بالكامل في ملاحقة منتقديها قضائيا وفي تعطيل الجلسات وتطويع النواب ضد الدستور وضد واجباتهم الرقابية؟
من ناحية اخرى نرجو ان يكون ما نسب الى وزير الداخلية بحق اسرى الكويت في غوانتانامو مجرد زلة لسان، واتذكر ان احد المحامين الامريكيين ممن يمثلون معتقلينا والذي استضافته لجنة حقوق الانسان البرلمانية عبر لنا عن اعتقاده ان الحكومة الكويتية «غير جادة» في التحرك واستغلال علاقتها مع واشنطن في التعجيل باطلاق بقية المعتقلين، ومع ذلك نشكر السيد وزير الخارجية على مسارعته الى التأكيد على الموقف الكويتي الذي يمثله سمو الأمير بتمسك الكويت باطلاق سراح ابنائها من المعتقل الامريكي، ونأمل ان يصدر من السيد وزير الداخلية نفي رسمي صريح لما نسب اليه.
عموما ستحتاج الحكومة الامريكية –وحكومات اخرى كثيرة– الى اسابيع لتتجاوز الهزة التي احدثها تسريب آلاف الوثائق الدبلوماسية الامريكية حول العالم، ليس لأن التسريبات كشفت حقائق جديدة بل لأنها قدمت معلومات تؤكد حقائق معروفة ولكن بصورة فضحت الدبلوماسية الامريكية واحرجت بعض المسؤولين –خصوصا في العالم العربي– ممن «يبطون الجربة» كلما جلسوا في غرفة مغلقة مع دبلوماسي امريكي.
د. وليد الطبطبائي
تعليقات